اخلقيني أيتها الأقدار سحابا يربت قيظ الحياة صانعا من قحطها أنهارا تحيل صحرائها المستعرة مروجا خضراء َ تنشي زنابقها الزهرية سعادة ولا تتوه في دروبها الميتة الفراشات َ ... اخلقيني آيتها الأقدار شعاعا يعتق ضوء الشمس الدافئ من قيود الأفُق المطير فلا يكفر بالآيات ََ ولا يضيع خلف ثملة ليل مظلم أشبعه الزمان ضربا ونكرانَ .. اخلقيني أيتها الأقدار كتابا خط منذ الأزلية بأحرف النور توراةَ ولم يترك صامتا بل متحدث َ مشتهي عناق َ لمردية في روضة الجنان َ مشتهي حياة لم تخلق عبثا ولا استهزاءَ اخلقيني كتابا سطرت فيه الأسفار وسمي قرانا .. اخلقيني أيتها الأقدار مسافرا يمتطي الجياد جهادا ليشهد خلق شروق كل أبكارا ويعيش سعيا نحو النجاة وليس متعلق بهامشها بهتانا .. اخلقيني آيتها الأقدار عاشق متيمم ًبالأقمارَ مسحور في عينها سائحا بين شفاها مرتشف ثملة نهدها هاذيا يداعب حرارة يدها مبتلع َّ صَهد رحيقها أخذ ّ كل الدنيا هدية لمثواها وهل هنالك من؟ !!.. يأبي العيش بدون أقمار َ فهل هو؟! إنسانا وهل هو ؟! شيطانا آما خلف هذا زاهدَّ ملاكا ليس علية استغفرا وليس تائها حيرانا .. اخلقيني أيتها الأقدار ملاكا يداعب ابنة النور الشمسَ ولا يجهض أمل لضياء َ ولا يتغير ولا يتطير ولا يغدو مصعوق بعد العاصفات مثلما الأشجار المحترقات َ ... اخلقيني أيتها الأقدار ربيعا ينثر الأزهار علي كف الزمان الحزين يفوح عطر وليس دخانا َ .. اخلقيني أيتها الأقدار هواء َ ينثر الحياة علي فم الأرواح الذبيحةُ ويعتق للأرحام لليليها فلا تساؤل ولا تتساءل عن أيام مضت بحسرتها وأيام في حكم ماضيها مأسورة بقدر ناسيها بل أمست سربَّ تسربل دافعيها وليس في حكم الغيب عائد لها ُمتكرر أليما َ فأحلام تعانق وجدها وعلي أبواب الصباح حقيقةُ ساطعة بدنو نور الشمس المرصع بالياقوت َ أو مثلما بريق الألماس يلامس النور بحور أحداقها العميقة ُ يشعل كل شموعها يحقق كل أمانيها حلم لم يعد ذو منال بعيدَ حلم كما ارض ربتت زنابق وغصونا تظلل أورقها مسفرا تائها بين الحق واليقين َ مهاجرا نحو منطق الأيام يسأل سبيلاَ عسا في واحات الغفران يلقي قدرا سعيد َ عسا في لليال القرب يمجد ُ وجه سعيد َ .. اخلقيني آيتها الأقدار بيتا يهدي للحياة مأمن و حضن يأوي كل مشرديها ويطعم كل جائع فيها بلا حسبان وليس حساب َ بل آخذ الأجر من باريها لعلني بالغدو أتلوا أشعارا ليس يغوي ضلالا ّ يضل تأول الحياة ويبكي عاشقيها بالات عند تناسيها وكل أذكارا .. اخلقني أيها القدر وقفا وليس واقفا أشتهي التحرك بدون السبيلا بل نبتة تهدي للحياة نعيما وغير مقدمة قربنا لكل جحيما قلم : أحمد النادي