هذه القصيدة تأتي بمناسبة الذكرى الثانية للحرب على غزة . وفيها رصد ليوميات الزعماء العرب اثناء الحرب ومواقفهم التي تشكل في مجموعها هذه اللوحة العبثية قال التلفاز ُ .. وعين ُ مذيع ِ النشرة ِ دامعة ٌ .. وبه ِ وَجَل ُ : شَنَّت ْ إسرائيل ُ الحرب َ .. مِئات ُ الشهداء ِ لقد سُحِلوا ( جُثث ٌ .. جُثث ٌ وأياد ٍ .. سيقان ٌ ْ .. ورؤوس ٌ ... ) أشلاء ٌ تُفْسِح ُ للأشلاء الأخرى وجريح ٌ لم يسلم ْ منه سوى سَبَّابتِه ِ .. يبتهِل ُ وأطل َّ القادة ُ مِثل َ قرود ٍ لا تنفعِل ُ.... في اليوم ِ الأول ِ قال الملك الأول ُ : نَشجُب ْ في اليوم ِ الثاني قال الملك ُ الثاني : ونُدين ْ قال الملك السادس ُ : نرجو أمريكا أن ْ توقف َ هذي الحرب ْ في اليوم ِ الثامن ِ قال إمام ُ الحَضرة ِ : هذا عدوان ٌ لا يُحْتَمَل ُ في اليوم ِ التاسع ِ قال الملك التاسع ُ : ما لَهم ْ حَظ ٌّ ونصيب ْ في عاشِر ِ يوم ٍ فاض َ مَزاد ُ الشَّجْب ِ أدانُوا ... وأدانُوا شَجَبوا .. لعَنوا وانفعلوا قال الملك ُ الثاني والعشرون َ :وربِّي هذا أمْر ٌ جَلَل ُ قال َ مُهرِّج ُ جامعة ِ الأعراب ِ :سنعقد ُ مؤتمرا ً للزعماء ْ . ( ومضى اسبوعان ِ ولم يَصِلوا ) في اليوم ِ الثاني والعشرون َ .. وغزة ُ تنزف ُ مع ْ دمها .. قُبْح َ الأعراب ْ قال َ عريف ُ الحفل ِ بقصْر جلالتِه ِ : إغلق ْ هذا التلفاز َ ودعْنا نحتفِل ُ .. ماذا لو ألف ٌ .. ألفان ِ .. ثلاثة ُ آلآف ٍ عشرة ُ آلآف ٍ قُتِلوا ؟؟؟ لن " نَفقِس َ حفلتَنا " إغلق ْ هذا التلفاز َ فنحن ُ بِعِيْد ِ جلالتها .. نحْتفِل ُ في اليوم ِ الثالث ِ والعشرين ْ قال الأبطال ُ : نموت ُ ولا نوقف ُ هذي الحرب َ وبالَّله ِ الأمَل ُ في آخِر ِ يوم ٍ قالت إسرائيل ُ : لقد قرَّرنا وقف َ الحرب ْ " كَرْمى لِعُيون ِ الزعماء ِ " فما بَخِلوا *** بالأمس ِ رأيت ُ مُذيع َ التلفاز ِ بِوجه ٍ يملؤه الأمُل ُ وسَمِعْت ُ التلفاز َ يقول ُ : تَداعى الزعماء ُ لمؤتمر ٍ مِن ْ عامين ْ ولأمْر ٍ لا يعلمُه ُ إلا الله ُ وإسرائيل ُ وأمريكا حتى هذي اللحظة ِ لم يصِلوا