قال الرئيس التركي عبد الله جول ان الانقسامات داخل الحكومة الائتلافية في اسرائيل تمنع الدولة اليهودية من اصلاح العلاقات التي دمرها الهجوم على سفينة مساعدات كانت متجهة الى قطاع غزة قبل أكثر من شهر. وقال جول الذي كان يتحدث الي رويترز في طريق عودته من زيارة رسمية لقازاخستان ان استعداد اسرائيل فيما يبدو لان تصبح أكثر عزلة بنبذها العلاقات مع دولة كانت حليفها الوحيد بين الدول الاسلامية هو تصرف غير رشيد. واضاف جول قائلا "ليس لاسرائيل أصدقاء كثيرين في المنطقة... والان هم يرغبون فيما يبدو في التخلص من العلاقات مع تركيا." وتشجع الولاياتالمتحدة -وهي حليف لكل من اسرائيل وتركيا العضو في حلف شمال الاطلسي- حكومتي الدولتين في هدوء على التغلب على خلافاتهما. لكن جول قال انه يعتقد أن الصراعات المريرة داخل الائتلاف الاسرائيلي تمنع حدوث تقارب مع تركيا. وتحدث جول بينما كان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يستعد للاجتماع مع الرئيس الامريكي باراك أوباما في واشنطن يوم الثلاثاء. ومضى يقول "بقدر ما يمكنني أن أرى فان الانقسام السياسي الداخلي في اسرائيل شديد جدا. انهم يقوضون بعضهم البعض... وهم دائما يعرقلون بعضهم البعض." وأضاف قائلا "انطباعي الشخصي هو أنهم ليست لديهم القدرة على التصرف بعقلانية." وقتل تسعة نشطاء أتراك مناصرين للفلسطينيين عندما اقتحمت قوات كوماندوس اسرائيلية السفينة مرمرة التي ترفع علم تركيا في 31 مايو ايار في اطار عملية لمنع قافلة مساعدات من الوصول الى قطاع غزة المحاصر. وسحبت تركيا سفيرها من اسرائيل بعد الحادث وألغت مناورات عسكرية مشتركة ومنعت الطائرات العسكرية الاسرائيلية من دخول مجالها الجوي. وطالبت تركيا باعتذار وتعويضات لعائلات الضحايا وتحقيق دولي في الحادث. وتشك انقرة في حيادية تحقيق اسرائيلي بدأ في الشهر الماضي. وتصدرت تركيا ايضا دعوات تطالب اسرائيل بانهاء حصار تفرضه على قطاع غزة. وحذر وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو اسرائيل يوم الاثنين من أن تركيا لن تنتظر الى الابد وقال دون أن يخوض في تفاصيل محددة ان تركيا ستقطع علاقاتها اذا تقاعست اسرائيل عن البدء في اصلاح الضرر الذي لحق بالعلاقات بين البلدين. وقال داود أوغلو اذا قضت اللجنة الاسرائيلية بأن الهجوم كان مجحفا واعتذرت الحكومة الاسرائيلية بما يتماشى مع تلك النتائج فان ذلك قد يكون مرضيا لتركيا. وتصر اسرائيل على أن جنودها أطلقوا النار دفاعا عن أنفسهم عندما هاجمهم نشطاء مسلحون بقضبان معدنية ومدي. وخففت اسرائيل حصارها لغزة جزئيا في أعقاب الغضب الدولي الذي أثاره الحادث لكنها تجادل بان هناك حاجة الى حصار لمنع وصول أسلحة الى حركة حماس. وقال جول ان الجانب الاسرائيلي كان طلب أن يكون اجتماع وزيري الحكومتين في بروكسل يوم الاربعاء الماضي سريا وكان من المفترض أن يكون كذلك لكن فصائل أخرى في حكومة نتنياهو ترغب في الحيلولة دون حدوث أي تقدم سربت المحادثات الى وسائل الاعلام. واضاف قائلا "هناك من لا يسعدهم هذا والموقف لا يزال مجمدا." والاجتماع بين داود أوغلو ووزير التجارة والصناعة الاسرائيلي بنيامين بن اليعازر يوم الاربعاء الماضي في بروكسل كان أول اجتماع مباشر بين مسؤولين كبار من الجانبين منذ الهجوم على قافلة سفن المساعدات. ولم يبلغ وزير الخارجية الاسرائيلي أفيجدور ليبرمان بالاجتماع مما أدى الى اندلاع خلاف داخل الحكومة الاسرائيلية. وقال نتنياهو في وقت لاحق انه بينما تأسف حكومته لسقوط قتلى وترغب في وقف تدهور العلاقات الا أنه لن يكون هناك اعتذار لان الجنود كانوا يدافعون عن أنفسهم. واستبعد ليبرمان أيضا تقديم اعتذار. ورغم أن تركيا مقبلة على انتخابات بعد عام وهناك مشاحنات سياسية شديدة الا أن موقف الحكومة تجاه اسرائيل يحظى بتأييد جميع الاحزاب