سياسة (كل حى خليه فى حالو ) ، عندما اتابع فى وسائل الاعلام بأن دول ليست عربيه ولاتعنيها القضايا العربيه بشئ فى ظاهر الامر إلا ما جاء من خرافات وخزعبلات مصدقه ومعترف بها من قبل الدول الكبرى ،بأن هذه الدول هدفها مغاير لمعارضتها _ ما يعنينى فى مجمل الكلام أن هذه الدول لاتعترض على تعامل دول اتخاذ القرار لحل مشكلات الشرق الاوسط المتزايدة يوما بعد الاخر من باب المزاح ، أو انها على اتفاق مع هذه الدول لتهدئة الرأى العام العربى ، وإقناع الشارع العربى بحكوماته ، فتركيا وما حدث لقافلة السلام لم تستنكر فقط ،بل بدأت فى قطع علاقاتها مع اسرائيل وباتت تتهم أمريكا بأنها رأس الافعى فى الشرق الاوسط ، وفنزويلا عندما يبتسم من ضربة وجه بوش بالحذاء فى العراق وانتقاده الحرب الخاطئه والتى جاءت لاهداف اخرى ومصالح تهم الدول الكبرى ،وإيران حينما تمثل تهديدا للدولة العبريه اليهوديه ورغم ذلك تعلمنا حكوماتنا ثقافة العداء لهم خدمة لعدونا الذى لم يخطاالتاريخ فى وصفه ولا ذكره، وغيرهم الكثير فالمتابع للشئون العربيه سيرى ويسمع عن الكثير من بعيد او قريب يشجب ويستنكر الحصار والدمار وقتل الاطفال ، بل ويسعى لحل المشكلة سلميا وقد يهدد بحلها عسكريا إذا لزم الامر ،فبعيدا عن سياسة رمى الودع وقراءة الكف ، نحن لا نمتلك الان ما يستحق محاربتنا ولا خداعنا من اجله ، فإننا غزالة تعبت ويأست من مطاردة الصياد لها فأصبحت فريسة سهلة ... فى إعمال العقل وعند ربط الواقع بالتاريخ وحالنا بحال غيرنا ، حتى وإن كانت الاهداف لا تتوافق مع العقل وبعيدة كل البعد عن ما ينادون به ، فإننا مع كل القضايا نتحايل مع مرور الزمان ونسيان الاحداث ونتسابق فى أن نعطى مشكلاتنا بل ومصائبنا ظهورنا ، فعلا والله ، لو اننا نملك الزمان لجعلناه أسرع فى تخطى مشكلاتنا والحول دون مواجهتها ، لاننا نفتقد عنصر المواجهه بقدر ما نمتلك حب التوكل ، ليست طيبة منا ولا زهدا ولا ضعفا وإنما هى ثقافة يمتلكها من ارادها دون مشقه ،نتغنى بمشكلاتنا قبل مواجهتها ونكتفى بأن نبكى ونلوم أنفسنا ولو أصاب القدر مرة لصار نصرنا عيدا ننشغل به عن مستجدات الامور والازمات وتفرقنا لعبة وتجمعنا راقصة... كل الدول الغربيه والغير عربيه تتكالب علينا وهذا واقع ومنبأ به وبما اننا نعرف ذلك ونؤمن به إلا اننا نتناسى ونعطى مواجهة الهجوم ظهرونا املا فى الرجوع بعد قوة ، ولكن هيهات هيهات _ لم يذكر التاريخ فينا ذلك حتى فى اكتوبر فإننا واجهنا مرات كثيره وملئنا باليأس ولكننا كنا نعيد الكرة باخرى وكانت مع محاولاتنا تظهر عيوبنا ونتفاداها ، حتى جاء نصر اكتوبر ليكلل التاريخ مواجهتنا للإحتلال ، وأننا قادرون على المواجهة ، تعرف من خلال ذلك ان الدين لاينادى بالاستسلام ولا يحبذه بل إن الدين يراعى كرامة الانسان ويحمى حقوقه ، وجاء التشريع ليطالب المظلوم أن يدافع عن نفسه وإن لم يحتفل به التاريخ فاز بجائزة ربه ومات شهيدا ، وقد ترجع ثقافة إعطاء الظهور وهى ضد المواجهه أو الهروب إن صح التعبير لامور:_ إما أننا لانؤمن بحقنا إيمانا كاملا يعطينا حماسة فوق الحماس وقوة فوق القوه ولا يحيد عن حقنا اى ظرف واى شئ مهما كان ، وإما أننا انشغلنا بأمور أخرى بحثا وراء الاهداف الشخصيه وتملصا من هذه العقبات ، أو أننا حاولنا ولكن فشلنا وبالتالى كان اليأس حليفنا على موائدنا ونتوارثه ونتبادله ونخبر به أعداءنا قبل حلفاءنا ، وختاما لهذا وما كتبت أحكى قصة قرأتها : تقول ان عصفور لم يقدر على الطيران فى البرد وافترش الطريق بجناحيه فمر حيوان عليه والقى عليه روثه (الدافئ )واعتبره العصفور عدوا له وكان يصرخ تحت الروث ، مع أنه احس بالدفء ،ويستطيع الطيران ولكنه يصرخ ويصرخ ، فسمعه قط وجاءه مهرولا عليه ظنا من العصفور انه صديق وجاءه لينقذه واخرجه القط ونظفه من الروث واكله . عندما أعطيك ظهرى لاتنتظر منى الرجوع فإنى حتما ولا بد سأموت او ارحل .