لقد استطاع اللوبي الصهيوني في أوربا وأمريكا أن يحرك الغرب عامة ضد المسلمين, ويسعى لحربهم ليس فقط فوق تراب الدول الإسلامية, بل وأيضا فيما كان يعتقد العديد من المسلمين أنها كانت أماكن آمنة في الدول الغربية عموما. لقد كسبت الصهيونية المعركة ضد الإسلام والتدين الإسلامي في جميع دول المسلمين وأصبح التدين شبه جريمة, والمتدينون إرهابيون قتلة في نظر العديد من الحكومات الحاكمة لدول المسلمين. قبل أيام خرجت زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبان, بفرنسا خرجة عنيفة في حق المسلمين المتدينين فوق التراب الفرنسي وشبهتهم بالنازيين المحتلين, وفتحت بذلك شهية اليمين الفرنسي ليمعن في مضايقة المسلمين والمسلمات وغلق كل سبل العيش والكسب في وجوههم, زيادة على إمكانية ممارسة العنف في حقهم. اليهودي فيلدرز صرح في امستردام الأسبوع الماضي قائلا "ثقافتنا تقوم على المسيحية واليهودية والإنسانية (والإسرائيليون) يخوضون معركتنا". يدعو لدعم إسرائيل بالمال, لكونها حسب زعمه تخوض معركة المسيحية. وأضاف "اذا سقطت القدس فستليها أمستردام ونيويورك". يحرض الأمريكيين والهولنديين على بذل المال لإسرائيل. الرجل لا يلام على ما قال, فهو يخدم شعبه اليهودي, ودولته إسرائيل, ويستحق التقدير على تفانيه في خدمة دولته وشعبها. ألا يمكن القول أن للمسلمين دور جد مهم في انتشار الاسلاموفوبيا؟ هل فعلا يطبق المسلمون تعاليم الدين الإسلامي في الغرب؟ هل لهم رغبة حقيقية في نشر الإسلام بها؟ ألا يمكن القول أن هدف كل جالية على حدى هو أن تجد لنفسها مكانا في المهجر؟ هل من حل لمواجهة الخطوة الصهيونية ضد المسلمين في الغرب؟ المسلمون في الغرب يتنافسون على خلق الجمعيات والهيئات التي يغلب عليها الطابع القطري, فلكل دولة جمعياتها ومطامحها وأهدافها السياسية بالدرجة الأولى. التنافس والتباغض الموجود بين بعض الدول الإسلامية ينتقل مع جالياتها للخارج, ويكون فتيل نزاع يمكن أن ينفجر في أي وقت. الإمامة في الصلاة وفي التسيير يكون أحق بها أهل البلد, إلا إن لم يكن بينهم من يقدر عليها. هل توجد في الدول الأوربية هيأة واحدة للمسلمين يرأسها مسلم من أصل أوروبي؟ لا أظن ذلك. المهاجرون الذين قدموا على الغرب من أجل العمل, يتجرؤون على تصغير المسلمين الجدد الأوربيين ويفرضون عليهم أن يكونوا تبعا لهم. والحال أن المهاجرين المسلمين هم من يجب أن يكونوا تبعا للمسلمين الأوروبيين, خاصة إن علمنا أن من بين هؤلاء أطباء ومهندسين وأستاذة جامعيين وأطر عليا ورجال دولة. من الصعب جدا أن يترسخ الإسلام في أوروبا إن لم يبلغ المهاجرون المسلمون للنضج الذي يوحدهم على تسليم القيادة في جميع أمورهم هناك لمسلمين جدد, سواء في الجمعيات الثقافية وجمعيات المساجد والانتخابات بشتى درجاتها. لقد عرف المغرب اثنا عشر ردة في خلال ستين سنة, استعصى معها على الإسلام أن يجد مؤطء قدم حقيقي في بلاد المغرب. ما لم يكن القائد موسى بن نصير معينا لمساعده طارق بن زياد قائدا أعلى لجميع قوات المسلمين العرب منهم والأمازيغ والأقباط وجميع القوميات, ما كان سينتشر الإسلام بين سكان المغرب, وما كان سيحمل المغاربة لواء نشر الإسلام في أوروبا, ويكون هدفهم البلوغ به للقطب الشمالي سابقا وحاليا ومستقبلا. لا سبيل للحفاظ على مكتسبات المسلمين في الغرب إلا بالاعتماد على المسلمين الجدد. وجب البحث عن مسلم جديد يكون من رجال الدولة في فرنسا مثلا, ويدعمه جميع المسلمين بشتى جنسياتهم, ليخوض الانتخابات الرئاسية في المستقبل ولو بعد عشر أو عشرين سنة. وجب أن يكون هدف المسلمين في شتى بقاع العالم, دعم إخوانهم الجدد ليبلغوا درجات مرموقة في دولهم, لأنهم بذلك سيفتحون أبوابا واسعة للدعوة, وثانيا سيغلقون أبوابا واسعة لكراهية تلك الشعوب للأجنبي المسلم ما دام يرشح ويصوت ويدعم واحدا منهم, يختلف عنهم فقط في عقيدته. المسيحيون هم اقرب الناس إلينا, وأمرنا بحبهم ما داموا لم يعلنوا الحرب علينا, لقد اعتبر الله عز وجل انتصار الروم المسيحيين على الفرس الوثنيين, نصرا لله عز وجل. أود أن أنبه أن العدو الخطير الذي يهدد الإسلام في المستقبل, هما دولتين وثنيتين, الصين والهند. لذا وجب التركيز على دولتين منافستين لهما هما اليابان وروسيا, هاتين الدولتين وجب على مسلمي العالم, أن يهتموا بهما غاية الاهتمام, ويدعموا المسلمين فيهما, وإن كانوا قلة فليدعموا المسيحيين, فهم اقرب الناس إلينا.