نقلا عن اليومى: أوضح الدكتور محمد خضر، رئيس قناة «التحرير»، أن رحيله عن قناة «دريم» لم يكن وراءه أى مشكلات، ونفى أن يكون المهندس أسامة الشيخ هو السبب فى رحيله، مؤكدا أنه كان يعتزم الرحيل منذ فترة طويلة لشعوره بالتشبع ورغبته فى البحث عن تجربة جديدة. وأشار خضر، فى حواره مع «اليوم السابع»، إلى وجود عدة محاولات من قبل الإخوان المسلمين للضغط على القائمين على قناة «دريم» لتغيير وجهتها ومهادنة نظامهم فى مقابل عودة القناة للبث من خارج مدينة الإنتاج الإعلامى، وكشف أيضاً أنه فضل خوض تجربة جديدة مع قناة «التحرير»، مشددا على أن القناة ستشهد تغيرا كبيرا خلال الفترة المقبلة لما لديها من قدرة على النجاح. كيف كانت كواليس استقالتك من قناة «دريم» وخصوصا أنها كانت مفاجئة؟ - لم تكن استقالتى من قناة «دريم» مفاجئة لأننى اتخذت القرار فى شهر إبريل الماضى، بعد أن شعرت بالتشبع مهنيا، فمدة بقائى فى دريم وصلت ل12 عاما، وهى مدة طويلة للغاية فى عمر الإعلام، ففضلت البحث عن تحد آخر أحقق فيه إشباعا ونجاحا آخر، وبالرغم من كل ذلك، فإن هذه النقلة تأخرت لأننى لم أكن أستطيع أن أنسحب وأترك مكانى فارغا، ولكنى انسحبت فى وقت تواجد فيه شخص مثل المهندس أسامة الشيخ فى القناة بخبرته الطويلة فى العمل الإعلامى، وأعتقد أننى راض عن فترة عملى فى «دريم» خاصة فى إطار العلاقة الوطيدة بينى وبين الدكتور أحمد بهجت أو أسامة عز الدين رئيس مجلس الإدارة، وبعد ذلك كان أمامى أكثر من سيناريو حول الانتقال بعد «دريم» حتى تمت المفاوضات بينى وبين الدكتور عماد جاد رئيس مجلس إدارة قناة «التحرير» وهو قيمة كبيرة وذو عقلية متفتحة. كيف ترى خطوة انتقالك إلى قناة التحرير؟ - من الممكن ألا تكون قناة «التحرير» من أوائل القنوات فى نسب المشاهدة ولكن بها بذرة نجاح ستؤتى ثمارها مع بعض المجهود، وأعتقد أنها ستنافس القنوات الكبرى قريبا. وما ملامح التطور الذى تعتزم تنفيذه فى القناة؟ - لن تكون «التحرير» مجرد قناة ولكنها ستكون شبكة من القنوات، ستكون بها التحرير «بلس» والتحرير دراما، بالإضافة إلى التحرير العامة، ستكون بها جانب إخبارى ورياضة ومرآة واجتماعى، فنحن نسعى لنكون من أكثر القنوات مشاهدة، فضلا عن موقع إلكترونى يتم تجهيزه حاليا للقناة، من ناحية أخرى سيتم نقل القناة لمدينة الإنتاج الإعلامى خلال أشهر قليلة، بعد أن حجزت القناة مجموعة من الاستوديوهات بها. لماذا لم تستطع «دريم» الحفاظ على مستواها فى ظل المنافسة مع القنوات الفضائية الأخرى؟ - لا تستطيع أى قناة أن تحافظ على مستواها طيلة الوقت، فالمستوى يتغير حسب الوضع داخل القناة وظروف السوق، فدريم بدأت فى مجال الإعلام مبكرا، ووقتها لم تكن هناك قنوات فضائية كثيرة، ولكن بعد ذلك ظهرت القنوات الخاصة واشتدت المنافسة بشدة، ومع انفتاح السوق بشكل أوسع فى مجال الإعلام بدأ بعض النجوم يذهبون لقنوات أخرى بناء على عروض مغرية، وهو ما تسبب فى خلل لأن المنافسة لم تعد تقوم على الكفاءة والخطط البرامجية، ولكنها قامت أيضا على رأس المال فى التعاقد مع النجوم، وفى المحتوى من مسلسلات وأفلام وبرامج، فأصبحت القوة المالية حاكمة فى صعود وهبوط القنوات، فدريم كانت تنافس فى مناخ مشتعل تمتلك فيه دريم التاريخ، ولكنها تفتقد للإمكانيات المادية التى كانت لدى القنوات الأخرى، وما ساعد على ذلك أن القناة ليس لها أجندة خاصة، ولم يكن أحد ينفق عليها، كل ما فى الأمر أن رجلا وطنيا مثل أحمد بهجت كان لديه حلم قناة مفتوحة لكل الآراء بغض النظر عن توافق هذه الآراء مع السلطة أو تعارضها معها، ولكن لم يكن ذلك يروق لأى نظام سواء قبل يناير أو بعده، لتصبح القناة بعد ذلك هى الذريعة التى تتم محاربة بهجت بها. فوجئنا بعد رحيلك من دريم بمغادرة المهندس أسامة الشيخ من القناة، فما هى الأسباب؟ - لا أعرف تحديدا لماذا رحل الشيخ عن القناة، ولكن ما أستطيع قوله إنى رحلت لأخوض تجربة جديدة مع قناة أخرى، ووجود المهندس أسامة شجعنى على الرحيل، لأننى قررت الرحيل وهناك شخص آخر مسؤول فى القناة حتى لو كان وجوده استشاريا. تتردد أقاويل كثيرة حول هبوط نسبة مشاهدة قناة دريم بعد انقضاء شهر رمضان رغم كم المسلسلات التى عرضت.. فما تفسيرك؟ - كانت وجهة نظرى فى هذا الشأن أننى لا بد أن أقوم بعملية تطوير ليس لرمضان فقط، ولكن طيلة العام، وكنت أرى أن ما ينفق لشهر رمضان يمكن ضخه لبقية العام، كما أن الرهان كان على رمضان فى مناخ سياسى متوتر، والجمهور فى هذا الوقت كانت اهتماماته سياسية، كما أن بعض القنوات لم تشتر مسلسلات تليفزيونية لمتابعة الأحداث السياسية، واكتفت ببرامج إخبارية، وأيضا جرعة ما عرض فى رمضان كان كبيرا، فمصروفات العام أنفقت خلال شهر رمضان، بحيث تفاجئ المشاهد كل فترة بشىء جديد. قررت «دريم» إطلاق قناة دينية قبل رمضان.. فهل كانت دواعى إطلاقها اقتصادية أم لمواجهة التيار الدينى المتشدد فى ذلك الوقت؟ - فكرة القناة الدينية جاءت بسبب وجود قنوات دينية لها ميول سياسية ولها اتجاهات متطرفة، فقرر الدكتور بهجت عمل قناة تكون للدين الوسطى المعتدل، منهجه وتفكيره يكون للأزهر. تعرضت «دريم» لمضايقات من جانب الإخوان المسلمين وتم وقف بث القناة بسبب خروجها من المدينة.. كيف رأيت هذا الصراع؟ - غلق القناة كان متعمدا لأنهم أدركوا أن «دريم» تسببت لهم فى مشاكل عديدة، وجزء من الأمر كان بهدف الصراع مع أحمد بهجت، ومحاولتهم تشويهه ومضايقته ولم يرضخ الرجل، فكانت الحجة لمحاربته هى أن القناة تبث «مباشر» من الخارج، فقاموا بقطع البث، ولكن نبرة القناة أصبحت أقوى بعد هذا التحدى، وعرض علينا بشكل مباشر أن نكون مع السلطة فى مقابل عودة القناة للبث من خارج مدينة الإنتاج ولكننا رفضنا.