الجلسة الخامسة: من بره هالله هالله المريضة: واحدة صاحبتى كل شوية تتصل بيه، وتقولى تعالى. رغم انى كل مرة أقول لها، أنا ما برحش أماكن مشبوهه. أو مكان فيه أكثر من واحدة وأكتر من واحد. الدكتور: ليه؟ مش ده شغلك. المريضة: ده على طول بيبقى مكان مشبوه، ويحط الواحدة فى حالة إشتباه. وممكن تحصل عليه كبسة. وتبقى قضية ومصيبة. الدكتور: امال بتشتغلى ازاى؟ المريضة: أنا بنقى زباينى. لأن الزبون الكويس بيعرفنى على زبون كويس. الدكتور: ودى شغلتك الوحيدة؟ المريضة: لأ دى شغلة إضافية. أنا بعمل سويت وتجميل للستات. بس الشغل ده قليل وما بيكسبش كفاية. وأنا ظروفى المادية صعبة. الدكتور: صاعبة ليه ما هو جوزك، زى ما قلتيلى بيشتغل وبيكسب معقول. المريضة: بيصرف كتير هو راخر. وبيشرب، وبيشرب حشيش، غير الله أعلم كمان بيتعاطى ايه؟ الدكتور: مش بيصرف على البيت؟ المريضة: بيستعبط، من سنين وهو بيسيبلنا 150 جنيه فى الأسبوع. وأنت عارف مصاريف الدنيا دلوقتى عامله أزاى. الدكتور: عيشوا على قدكم، وأطلبى منه زيادة. المريضة: دا بنتى نزلت وجابت لأصحابها بيتزا بخمسين جنيه، عشان جايين يذاكروا معاها. الدكتور: وليه التبذير ده، ما كانت تجيب سندوتشات. أو تدفعهم لو عايزين يكلوا بيتزا. المريضة: قلتلها كده. قامت قالت دول ضيوفى، ولما بروح لهم بيوتهم، بيعملو معايا نفس الشيئ. الدكتور: وما بتطلبيش من جوزك ليه؟ المريضة: بقى فى بينا أتفاق غير معلن. أنا ما أطلبش منه حاجة، وهو ما يتدخلش فى أى حاجة. الدكتور: ما بسألكيش بتجيبى الفلوس من اين؟ المريضة: أعتقد يخاف يسألنى. الدكتور: وهو بيعتقد أيه؟ المريضة: بابا طول عمره كان بيدينى فلوس، بس فى السنين الأخيرة السوق واقف معاه. الدكتور: وبابا بيشتغل أيه؟ المريضة: تاجر موبيليا، بس عجز وسنه دلوقتى سبعين سنة. ما بيقدرش دلوقتى يسافر، ويجيب بضاعة زى الأول. هيصرف على مين ولا مين ولا على علاجه الغالى؟ الدكتور: والموضوع بدأ معاكى أزاى؟ المريضة: وأحدة جارتى قالتلى ننزل نصف البلد نشم شوية هوا. وقعدنا فى قهوة. وأتعرفنا على واحدة جندتنى. الدكتور: جندتك أزاى؟ المريضة: بقولها الدنيا بقت صعبة والواحدة بتفكر تبيع نفسها، عشان تكفى الدنيا. ردت قالتى تعالى معايا. وخدتنى مكان مشبوه وحصل اللى حصل. ما هى اللى قلتلك عليها من الأول. الدكتور: وبعدين. المريضة: قلتلها أنا ست متجوزة، وعندى عيال. فبقت تنقيلى الزبائن. وأنا بنفسى أتعرفت على زبائن. الدكتور: بتصطاديهم ازاى؟ المريضة: بقف فى حتت معينة، والعربية اللى تقفلى، بقيم الموقف. أركب ولا ما أركبش. الدكتور: وجايالى للعلاج ليه؟ المريضة: أنا بتقطع من جواية. الدكتور: أحساس بالذنب يعنى؟ المريضة: أنا بصلى الوقت فى وقته، ولغاية دلوقتى. ومكنتش متخيلة أن ده يحصلى أبدا. وطول اليوم بقعد أستغفر ربنا. مش عارفة أكسر الحلقة المفرغة دى أزاى. الدكتور: بتكتئبى؟ المريضة: وأحيانا بفكر أنتحر. بس يبقى هدمت الدنيا والآخرة، والولاد هيعملوا أيه من بعدى. تقعد دماغى تلف وتدور، لغاية لما يجيلى تليفون من واحد ولا من واحدة. أقوم استعد وأنزل. الدكتور: وبتبقى مكتئبة وأنتى فى الشغل. المريضة: على الاطلاق. بعيش الدور. الدكتور: بتحصل مضيقات من الزبائن؟ المريضة: واحدة أتصلت عشان أعملها سويت. رحتلها لقيتها عايزه جنس. قلتلها هى نقصاكى. وسيبتها ومشيت. الدكتور: وليه لأ؟ مش ده أخف من ده. المريضة: حاجة أتعودت عليها وخلصت. لسه هعود نفسى على حاجة تانية، وأزود قرفى وأحساسى بالذنب وفى موضوع ما بحبهوش. الدكتور: وبتحبى الجنس؟ المريضة: الواحدة الطبيعية اللى تقولك ما بحبش الجنس تبقى بتكدب. الدكتور: وأيه المضايقات تانى. المريضة: أبقى دفعة عشرين جنيه للتاكسى واروح وبعد ما ياخد مزاجه مايدفعش. ومقدرش طبعا أتكلم. وأمشى. الدكتور: وبيبقى جايلك منين سلامته؟ المريضة: بيكون واخد تليفونى من حد، ويقعد يرغى معايا بالساعة أحيانا، على الموبيل، ويدينى ميعاد فبروح كحب استطلاع، أكثر من أى حاجة تانية. الدكتور: وصاحبتك اللى بتجبلك زباين بتتعامل معاكى أزاى. المريضة: أهى بتاخد اللى ادهلها وما بتتكلمش. ما هى برضه لها مصالح مع الزباين، بزنس. الدكتور: ليه هى شغالة فى أيه بالضبط؟ المريضة: أى حاجة وكل حاجة. آخر مرة مسفرة ناس، يشتغلوا فى دولة عربية. الدكتور: دا بزنش دولى كمان. المريضة: دولى ومحلى وشقق للبيع ومفروشة وكله. الدكتور: دى سيدة أعمال بقى. أحكيلى عنها شوية. المريضة: معرفش عنها كتير غير أنها متجوزة واحد عنده معرض سيارات. وقالتلى ما لهوش فى الجنس وعشان كدا ما خلفتش. ونزلت معاه الشغل فترة بعد جوازهم، وبعدين بقت تشتغل لحسابها فى البزنس. الدكتور: وبتكسب كتير؟ المريضة: هى اللى بتكسب كتير أنما اللى زى حالاتى، يعتبروا شغالين عندها. مره سمعتها بتقول لواحد على التليفون، اللى أقولك تدهولها تدوهولها، ما تبوظليش شغلى. الدكتور: دى معلمة بقى؟ المريضة: بس تشوفها هانم. وتحس أنها من الطبقة العليوى. ده مع ذكاء بينط من عينيها. الدكتور: وأتعرفتى عليها فين؟ المريضة: قلتلك بالصدفة قعدنا فى قهوة فى البلد، طلعت قهوة سياحية. وبعد ما جاب الطلبات لقيت أنا وجارتى الحساب كتير. ولما أعترضنا على الحساب، جت هيه وقالت ايه الموضوع؟ وبدأ التعارف. الدكتور: وجارتك مشيت معاكى فى الموضوع ده. المريضة: جارتى رفضت من الأول وأنا رحت لوحدى. الدكتور: وجارتك عارفة أنك ماشية فى الدعارة؟ المريضة: ما أحنا أصحاب وجيران. وأنا بعرف عنها بلاوى برضه. بس ما بتشتغلش، لأنها مش محتاجة. وما عندهاش حب مغامرة قوى زيى. هى أقصاها تعمل علاقة مع رجالة فى الخفى. الدكتور: وجوزها بشتغل ايه. المريضة: عنده كام تاكسى، وبشتغل كمان على واحد منهم. الدكتور: وهو راجل محترم فى الحتة؟ المريضة: "من بره هالله هالله ومن جوة يعلم اللة". الدكتور: تقصدى أيه؟ المريضة: مرة حاول معايا رحت صداه. وقولتلها راحت مهزآه وبهدلته. الدكتور: ومرضتيش ليه؟ المريضة: دا جوز صاحبتى وجارتى والشقة فى وش الشقة. الدكتور: وايه المثل اللى قلتيه ده؟ "من بره هالله هالله ومن جوة يعلم اللة". المريضة: واحد سعودى مش عارفة، ولا منين. شكله عربى وبينزل مصر كتير. وكتير بيطلب من صاحبتنا دى بنات، مره روحتله فلقيته بيقولى، هديكى أكتر من اللى قالت عليه الهانم ، بس ما تقوليلهاش أنى معملتش معاكى حاجة. الدكتور: أنتى جلستك المفروض أنها خلصت من نصف ساعة بس كملى. المريضة: المثل ده بقينا نقوله كتير. الناس شكلها حاجة ومن جواها مخربأة. أنت برضه كده يا دكتور؟ الدكتور: النظام العالمى المروض علينا، كله كده. أنتهت الجلسة.