الجلسة الرابعة: قضية الحجر الدكتور: أنا الدكتور زكريا. وجايلك من طرف أخوك. هو عدى عليا، وطلب منى أزورك عشان أقيم له حالتك. المريض: لحظة واحدة أجيب مفتاح المكتب. الدكتور: هو ده مكتب دكتور القسم؟ المريض: أيوه، ومدينى المفتاح عشان أشرف على تنظيفه. أنا بشتغل هنا رسمى، وفى نفس الوقت نزيل فى المستشفى كمريض. وده كرنيه شغلى هنا. الدكتور: عايز أعرف رؤيتك للموضوع. المريض: تشرب أيه الأول؟ فى عندنا كل حاجة. شاى قهوة حاجة ساقعة. الدكتور: أوكى، هاتلى شاى. المريض: لحظة واحدة. الدكتور: أنت حطيت سكر؟ المريض: لأ، ممكن تحط السكر بتاعك. الدكتور: طب فيه معلقة؟ المريض: لحظة واحدة. الدكتور: مفيش مشكلة. الجيش قالك أتصرف. خليك قاعد. وندخل فى الموضوع. المريض: أى حد بيجيلى من طرف أخويا، بشك فيه على طول. بس واضح أن حضرتك محترم. الدكتور: أشكرك. المريض: عشان حضرتك تكون فى الصورة بتفاصيلها. دى صورة الحكم اللى كسبته، حكم برفع الوصاية اللى عملها أخويا الصغير، من 8 سنين. وأستولى على شقتى اللى كنت عايش فيها مع ماما. وأستولى على كل حاجاتى اللى كانت موجودة فى الشقة، وبياخد معاشى اللى بأخده عن ماما. الدكتور: وطارق عمل كده ليه؟ المريض: هو مريض ولازم يتعالج. هو اللى مفروض يكون مكانى هنا. الدكتور: هو خلص جامعة وبيشتغل ووصل لمركز مرموق، وأتجوز قبل كده ومخلف. المريض: انا منفعتش فى التعليم ومشتغلتش، لانى كنت مهمل وبكتئب كتير. بس مش ده معناه انى اترمى فى المستشفى، 8 سنين ويتحجر عليا. واللى ما قالهوش أخويا عن نفسه، انه وأحنا صغيرين، كان بيرجع البيت دايما، ومعاه جاجات سارقها من العربيات ومن الناس. دا طول عمره مجرم يا دكتور. الدكتور: المهم المشكلة اللى بينكم دى تتحل ازاى؟ المريض: هو رافع استئناف للحكم. نستنى الأستئناف ولما يتحكملى، هخرج ويرجعلى حاجاتى بما فيها الكمبيوتر بتاعى. الدكتور: خليك منطقى فى التفكير. قلتلى هدومك وحاجاتك، وهو قالى لما راحلك البيت، عن طريق المستشفى، لقى الشقة غرقانة مية، وكل العفش بايظ. وحتى لو هو شايل الكمبيوتر اللى من 8 سنين هيكون ثمنه أيه النهاردة؟ خمسين جنيه. والهدوم المركونه من 8 سنين زمانها باظت. المريض: وشقة ماما. الدكتور: أديك قلتها. شقة ماما هو ليه فيها النصف. هو قالى لو ماكنش، حل مشكلتها بالشكل اللى حله ده، كان الجهاز فى مدينة 6 أكتوبر، خدها لأنها تخصيص. وكان عليها أقساط متأخرة. وقالى أنك عندك شقة تانية ولدتك أشترتهالك. المريض: ده صحيح وصورة عقدها أهوه. الدكتور: جميل يعنى عندك شقتك وبتشتغل فى المستشفى دلوقتى. يبقى ترتب حياتك على كده. وهو قالى، ان فلوسك كلها، بما فيها معاش الوالدة، حاطتهولك فى البوسطة بأسمك. والمجلس الحسبى هو اللى قدر ثمن شقة الوالده. المريض: دى الشقة بأسمه دلوقتى. الدكتور: ما هو باع نصيبك لنفسه طبقا لتقدير المجلس الحسبى ومحكمة الأسرة. وهو فضل ده لأن شقة الوالدة برضو عزيزة عليه. المريض: ما هى برضو عزيزة عليا، وقضيت فيها عمرى. الدكتور: والله أديلو نصيبه واللى صرفه عليها، وهو يسبهالك. المريض: ومين اللى هيعوضنى عن الحبسة دى؟ الدكتور: أنا مقدرش أحكم على حالتك من 8 سنين. بس فيه داكاترة كتير شفوك وكتبوا تقارير. قالوا أن حالتك كانت تستدعى دخول المستشفى. ومنهم داكاترة أنا عارفهم كويس ومن زمان. ولما سألتهم قالولى، أن حالتك كانت صعبة. المريض: هو كان بيرشيهم ويستخدم نفوذه. الدكتور: معتقدش أن اللى أنا سألتهم يعملوا كده خالص. وأؤكد لك الكلام ده، وعلى الأطلاق. دول ناس محترمة جدا ويعرفوا يوصلوا للحقيقة فى مجالهم. المريض: هكسب القضية وهاخد كل حقوقى. الدكتور: وأنا معاك فى أنك تاخد كل حقوقك بس بالتفاهم والرضا. لأن أخوك مستعد يديلك كل حقوقك بس هو خايف منك، ومن تصرفاتك. وفى النهاية أنتو أخوات ولازم تتعاملوا على أنكم أخوات. المريض: أنا بصراحة بكرهه. الدكتور: ما هو ده اللى أخوك خايف منه. خصوصا أنك عمال تشوه فى صورته قدام الناس، وحتى بعت شكاوى فيه لشغله. المريض: ما هو سبب اللى أنا فيه ده. الدكتور: أيه اللى انت فيه؟ أنت حالتك بقت مستقرة ومستمر على العلاج، وطبقا للى أنا شايفه متعلق على جدار المكتب هنا فى الجدول ده. مكتوب قدام اسمك أنك صرفت علاج اليوم. المريض: وإدارة المستشفى بتساعدى وعايزانى أخرج، بس ها أستمر فى العمل معاهم لإدخال البانات على الكمبيوتر. الدكتور: جميل بس برضه عايزك تكون منطقى أكثر. لو خرجت وسكنت فى 6 أكتوبر هتيجى هنا أززاى؟ المريض: ما هى دى مشكلة. لازم أصحى الساعة خمسة الصبح عشان أبدأ العمل 8 صباحا. وهاصرف المرتب على المواصلات. الدكتور: وفيه قضية تانية. أنت مش واخد بالك منها. المعاش اللى بتأخده عن الوالدة بتاخده عشان مرفوع عليك قضية حجر. والشغل هنا نوع من العلاج بالعمل، على الرغم انهم بيقبضوك عليه. المريض: يعنى عايزنى أستمر فى اللى انا فيه ده؟ الدكتور: مش بالضرورة بس بوضحلك الموقف. أنت عندك دلوقتى 56 سنه وأول مرة فى حياتك بتشتغل. ومسموح لك بالخروج والحركة زى ما انت عايز، لان آخر تقرير بيقول أن حالتك مستقرة. المريض: يعنى أسلم بأنى مريض عقلى، رغم أنى مش مقتنع بده، وأسلم بأنى محجور عليا، وأخويا الصغير هو الوصى؟ الدكتور: رأيى أنك تفكر فى الموضوع كويس، وتقعد مع أخوك طارق وتشوفوا أنسب الحلول ولو عايزنى أحضر اللقاء ما عنديش مانع. وسيبك من أنك بتكرهه دى، والأنتقام. ويسيبه من أنه خايف منك. التفاهم والرضا أفضل.