لننحنى الآن للازمة الكبرى التى ضاعت بينها فئات الشعب وأجزم أن تلك الأزمة هى الأكثر تأثيرا فى وطننا العربى وليس مصر فقط ولكن دعونا نتحدث من خلال قلب العرب وما تحويه من وسائل إعلام مختلفة مسموعة ومقروءة , نعم أرى أن إعلامنا الآن ولن أقول بكل فئاته ولكن الغالبية العظمى لا تحمل أى نوع من الوعى أو الضمير فى التعامل مع فئات الشعب المختلفة , حيث أن إعلامنا لا يحمل الوعى الكامل لإدارة أزمة ما والأمثلة متعددة بداية من حادث أتوبيس الجزائر الذى ذهب ضحيته شعبين كاملين وحتى حادث خالد سعيد الذى تضاربت حوله الأقوال فى الحادثة الأولى كدنا نفقد عقولنا ونسلّم بأن المعتدى لا يحمل أى نوع من الإنسانية ولم ننتبه أو يعترينا الشك ولو للحظة بأننا المخطئون فى حادث الأتوبيس ولعنة الله على كل من حاول التلاعب بهذا الشعب الطيب الذى يصدق أى شىء تقوله الجهات المسئولة أو تنشره وبالرغم من كل ذلك لم يكن الإعلام حكيما فى تهدئة الجماهير بل كان مرير الوقع بلا وعى عاطفى فى أمور تتطلب العقلانية يدفعنا إلى الإنتقام والمقاطعة بكل الصور وبالفعل نجح وللأسف على الجانب الآخر كان الأمر أكثر سوادا فى الإعلام هناك ولكن ناهيك عن ذلك كله وعن تلك الحادثة ؟ أين الإعلام الحر صاحب الكلمة الصادقة الذى يحرك شعوبا والمهدىء والمدير لمثل هذه الأزمات وماذا حدث لرجال الإعلام ؟ أم أن الأمر تحوّل لمقولة ( إعلانات أكثر , مكاسب أكثر ) ببساطة تامة رفعوا شعار ( خلى الليلة تسخن ) ولكن ماذا بعد ؟ ومن هنا الضحية ؟ وفى الحادث المأسوى لخالد سعيد وعندما تحول الأمر إلى مضاربه على الهواء مباشرة للتلاعب بمشاعر الشعب الطيب وكانت الأقاويل منقسمة إلى عدة فئات وضاع وسطها حقوق المواطن كآدمى وحقوق الشعب فى معرفة من المجنى عليه ومن الجانى ؟ إلى أين يسير بنا الإعلام المصرى ؟ ومن يمكن لنا تصديقه ؟ ذلك الإعلامى هناك الذى يسب ؟ أم الذى يعمل على تسخين الأمور لتشتعل ؟ أم الإعلامى الآخر الذى حول برامجه لعروض خاصة بحياته وانتقاما من غريم حياته ؟ . أزمة ثقة إعلامية قسمت الجماهير دون حقيقة مؤكدة , أزمة ثقة بدأت من الحكومة حتى وصل الأمر الى الإعلام لسان الجمهور . وصل الأمر أننا لا نصدق أى شىء منهم كما ذكرت فى مقالى الأول والآن الإعلام الحر يأتى دوره ليضم اسمه تحت شعار اللا ثقة , فبمن نثق ؟ ويبقى السؤال فى عالم مصرى بلا ثقة بلا كوادر فعالة صادقة , أزمة ثقة أتمنى أن تنتهى ولكن السؤال بماذا ستنتهى ؟!