أوجب الإسلام علي الأقارب أن يحسن و يصل الأرحام. و منع بالشدة أن يعامل الإنسان معاملة سيئة. يحكم الإسلام لصلة الرحم، لا يحكم لقطع الرحم. القرآن والأحاديث مملوءة بهذه الأقوال و لا يقدر احد أن يؤول. قال الله تعالي: ( و اتقوا الله الذي تسألون به والأرحام)، و قال عزوجل أيضا: ( فهل عسيتم ان توليتم أن تفسدوا في الأرض و تقطعوا ارحامكم اولئك الذين لعنهم الله فاصمهم و اعمي أبصارهم ) و قال سبحانه و تعالي أيضا: ( الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه و يقطعون ما امرالله به أن يوصل و يفسدون في الأرض اولئك هم الخاسرون ). و روي البخاري و مسلم عن ابي محمد جبير بن مطعم رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: ( لا يدخل الجنة قاطع ) أي قاطع الأرحام لا يدخل الجنة، فمن يقطع الرحم من طبقات الفقرأ والبؤساء و يتركهم و ينهرهم و يقهرهم و يتكبر منهم و لا يصل الرحم و لا يرحم عليهم، رغم أن قاطع الأرحام غني من الأغنياء فلا يدخل الله عزوجل في جنته الفسيحة إلا إذا تاب توبة نصوحة في حضرة رب الأرباب و اوصل الأرحام. و صلة الرحم من أسباب دخول الجنة، كما قال النبي عليه الصلوة والسلام: ( يأيهاالناس أفشوا السلام و أطعموا الطعام و صلوا الأرحام و صلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام ). و صلة الرحم سبب لصة الله سبحانه و تعالي و إكرامه، روي عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال:( الرحم متعلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، و من قطعني قطعه الله ). و قد استجاب الله عزوجل لمن وصل أرحامه و وصله بالخير والإحسان، و من قطع الله إياه قطعه الله عزوجل و أبعده عن رحمته الواسعة الخاصة. و كذلك صلة الرحم من الإيمان، عن أبي هريرة رضي الله تعالي عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال:( من كان يؤمن بالله و باليوم الآخرفليقل خيرا أو ليصمت )،ثبت بهذا الحديث أن كل من يؤمن بالله واليوم الآخر فهو يصل الرحم. و تكون البركة بصلة الرحم في الرزق، قال عليه الصلوة والسلام:( من سره أن يبسط له في رزقه و ينسأ له في أثره فليصل). و يكون الله تعالي راضية مرضية بصلة الرحم لأنه امر بصلة الرحم و إدخال السرور و الفرح علي الأرحام. و بصلة الرحم تزيد المرؤة و يزيد الأجر والثواب بعد الموت لأنهم يدعون له بعد موته. و قطع الرحم المأمور بوصلها حرام،لقوله تعالي:( والذين ينقضون عهدالله من بعد ميثاقه و يقطعون ما أمرالله به أن يوصل و يفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة و لهم سوء الدار ). نحن نستطيع أن نصل الرحم بأمور شتي، منها:1 الزيارة: أي نذهب إليهم و في أماكنهم. 2 الإستضافة: نستضيفهم عندنا في بيوتنا. 3 السلام والسؤال: نستفسر عن أحوالهم و عن أحوال أقربائهم سواء كان نستفسر عن طريق الجوال والنقال و البريدالإلكتروني أو نرسل استفسارنا عن طريق رسالة أو بوسيلة أخري. 4 إعطاء المال: سواء كان هذا الإعطاء صدقة أو هدية، قد ورد أن النبي صلي الله عليه وسلم قال:( إن الصدقة علي المسكين صدقة و علي ذي الرحم اثنتان صدقة و صلة ). 5 : و أن نوقر كبيرهم و نرحم ضعيفهم. 6: و أن نشارك في أفراحهم و أحزانهم و تعزيتهم، مثلا: تزوج أحد من الأقارب أو رزق بمولود أو وظف أو غير ذلك، نشاركهم بالفرح و بهدية أو بوسلية أخري تظهر فيها الفرح و السرور أو مكالمة تشملها تبريكات و إظهار فرحنا و سرورنا بما رزقوا. فإن توفي لهم أحد أو أصيبوا بمصيبة فنحاول أن نخفف عنهم و نذكرهم بالصبر والأجر للصابرين و نظهر لهم أحزاننا لما أصابهم. أكتفي بهذا القدر سائلا من الله سبحانه أن يوفق لنا لصلة الرحم مع جميع الأقارب.