قال خبير دبلوماسي في المجال النووي إن النزاع بشأن البرنامج النووي الإيراني قد يتصاعد إلى درجة الازمة المفتوحة العام القادم ما لم تبد طهران جدية في المفاوضات المتوقع استئنافها الشهر القادم مع القوى الكبرى. وقال مارك فيتزباتريك المراقب للشأن الإيراني في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن لرويترز في مقابلة أجريت في اسطنبول ان ايران قد تواجه المزيد من عقوبات الاممالمتحدة وانه من المحتمل أن يؤدي احتفاظ ايران بمخزونها من اليورانيوم إلى تعرضها لضربة عسكرية من عدوها اللدود إسرائيل. وقال فيتزباتريك "أعتقد اننا قد نشهد أزمة مفتوحة وصريحة خلال سنة." وقال فيتزباتريك انه على الرغم من عدم تحديد مواعيد دقيقة فمن المتوقع أن يلتقي مفاوضون ايرانيون بممثلين للدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الامن وألمانيا أو ما يعرف بمجموعة الخمسة زائد واحد في فيينا الشهر القادم. وأضاف الدبلوماسي الامريكي السابق انه يعتقد أن اي مماطلة من جانب ايران في مناقشة كبح برنامجها النووي ستؤدي الى خطوات جديدة لفرض عقوبات اقتصادية جديدة من الاممالمتحدة على الجمهورية الاسلامية. وقد تشن اسرائيل ضربة عسكرية حتى قبل أن تتخذ ايران خطوة حاسمة تجاه تخصيب اليورانيوم الى درجة مناسبة لصنع اسلحة نووية. وقد يؤدي أي عمل عسكري من جانب اسرائيل أو الولاياتالمتحدة الى فتح المجال أمام حرب واسعة في الشرق الاوسط. وقال فيتزباتريك "اخشى ألا تعبر ايران الخط لكن ان تسئ حساب مدى قربها من تجاوز الشرارة الاسرائيلية." وأضاف "لا أدري ان كانت ايران تعرف أين تقع الشرارة الاسرائيلية. ولا أدري ان كانت اسرائيل تعرف اين تقع شرارتها." ومضى يقول ان ايران غامرت مع هذه المخاطر لسنوات لكن هوامش الخطأ في هذا النوع من المغامرات اصبحت اضيق بشكل خطير. وزادت التجارب الناجحة لصاروخ سجيل الذاتي الدفع الذي يعمل بالوقود الصلب ويصل مداه الى أكثر من ألفي كيلومتر والذي يمكن ان يطلق من عمق ايران ليصل الى اهداف في اسرائيل من الشعور بالتوتر المتزايد. وقال فيتزباتريك وهو ينتقي كلماته بدقة ليتفادى افتراض ان تكون ايران قد جهزت صواريخ سجيل بالفعل بحمولة نووية ان مثل هذه الصواريخ تعتبر مهمة من الناحية الاستراتيجية فقط لاستخدامها في حمل اسلحة نووية. "ايران هي الدولة الوحيدة التي طورت هذا النوع من الصواريخ بمدى 2000 كيلومتر او اكثر ولم تطور اسلحة نووية في نفس الوقت. وهذا سبب اخر لوجود المخاوف بشأن نوايا ايران." ولم تعلن اسرائيل نفسها قوة نووية لكنها من المفترض انها بالفعل قوة نووية. ويقدر فيتزباتريك حجم الترسانة النووية الاسرائيلية المفترضة بحوالي 200 رأس نووية وان عليها ان تلتزم في النهاية بقيود على هذه الترسانة من أجل ضمان السلام في الشرق الاوسط. لكنه قال ان الترسانة النووية الاسرائيلية يجب ألا تستخدم كمبرر لحق ايران في خرق الاتفاقيات الدولية ببناء قدرات نووية. ويقول محللون نوويون غربيون ان ايران تمتلك من اليورانيوم منخفض التخصيب ما يكفيها لصنع قنبلتين اذا قررت رفع درجة التخصيب الى مستوى تصنيع السلاح النووي. ومن الممكن ان تمتلك ايران في العام القادم ما يكفيها لصنع خمس قنابل