الإخوان المسلمون ومؤيدوهم ومناصروهم يعشقون مظاهرات المبايعة والتأييد، بدءاً من مبايعة المرشد العام على السمع والطاعة فى المنشط والمكره، ثم بيعة على «المصحف والمسدس» (ولا أدري هل تلك البيعة تخص الدين أم السياسة؟)، ثم تأييد المشير في جمعة «قندهار» التي تعالت فيها شعارات «يا مشير يا مشير من النهارده أنت الأمير»، ولم يتوقف تأييدهم حتى بعد أن وصلوا إلى السلطة، فخرجوا فى مظاهرات لتأييد القرارات الحكيمة الرئيس الرشيد، ثم مظاهرات «الشرعية والشريعة»، ولا أدرى هل اختيار اللفظين تم دون قصد، أم مقصودٌ أن يكون هناك ترابط وتناغم بين «الشرعية» و«الشريعة»، حتى يتوه المتظاهرون والمؤيدون فى التفريق بين «الشرعية» و«الشريعة» ويعتبرونهما كيانا واحداً ومطلباً وحيداً؟ المؤيدون للإخوان الذين يفترشون الميادين والأرصفة، مطالبين بالشرعية وبعودة محمد مرسي الذي يمثل الشرعية الوحيدة لديهم ولدى الإخوان المسلمين الذين جلسوا في مقاعد الحكم الوثيرة لأكثر من عام، وتم عزلهم وطردهم بالإرادة الشعبية التى رفضت كبرياءهم وتعاليهم على المصريين، لم يتوقف تظاهرهم عند التظاهر السلمى، أو الاعتراض برفع الأصوات والرايات.. وإنما تخطاه إلى العنف والتظاهر بتراشق الحجارة، والاعتراض برفع السلاح، وأحياناً القتل.. الإخوان عندما كانوا فى السلطة انتقدوا التظاهر وتعطيل عجلة الإنتاج، وطالبوا بضرورة التعامل مع تنظيمات مثل «بلاك بلوك» ومحاكمتها، بل وصل الأمر إلى أنهم اعتبروا أن من يخرج متظاهراً وينتج عن تظاهره تخريب وإتلاف لممتلكات الغير، حتى لو لم يفعلها بنفسه، فإنه يجب أن يطبّق عليه حد الحرابة: «إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ».. كانوا وقتها يعتبرون أن من يخرج فى المظاهرات ضد الرئيس ونظامه، يُحارب إرادة الله تعالى التي جاءت ب«مرسي» ولياً لأمر المسلمين وحاكماً لا يُعارَض، وكذلك يحارب الرسول الكريم الذي قدّم «مرسي» عليه فى إمامة الصلاة، ويسعون فى الأرض فساداً بتخريب المال العام والخاص، وتعطيل المصالح وغلق المنشآت.. الآن الإخوان المسلمون يسيرون على نفس النهج الذي انتقدوه، وذات الطريق الذي رفضوه، وإن كان بصورة أسوأ وأنكى من سابقيهم.. إنهم يحاربون إرادة الله تعالى التي قدّرت ل«مرسي» أن يعزله جيشه بعد خروج شعبه عليه، وكذلك يحاربون الرسول الكريم بالتقوّل والادعاء عليه، ويسعون فى الأرض فساداً وإفساداً بقطع الطرق وقتل النفس التي حرّمها الله تعالى إلا بالحق، وحقها القصاص، وهم فرطوا فيه عندما كانوا في الحكم. الإخوان المسلمون جمعوا الكثيرين حولهم بادعاء «تطبيق شرع الله»، فعليهم أن يكونوا صادقين مع أنفسهم أولاً قبل أن يصدقوا مع تابعيهم.. فليطبّقوا شرع الله عليهم، وليختاروا لأنفسهم العقوبة التى يرونها كافية ومناسبة «أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ»، وليتأكدوا أن هذا سيكون لهم «خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا»، وليستبشروا أن لهم في «الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ».. لقد حكموا وأصدروا العقوبة، وعليهم أن ينفذوها..