يتطلع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الى استقبال أكثر دفئا في البيت الابيض من جانب الرئيس باراك أوباما الاسبوع المقبل بعد أن تدهورت العلاقة بينهما بسبب سياسة الاستيطان اليهودي. ومن المقرر أن يجري نتنياهو يوم الثلاثاء القادم في البيت الابيض محادثات أرجئت قبل شهر اثر هجوم على قافلة سفن مساعدات متجهة الى غزة أسفر عن سقوط قتلى. وسيتسنى لنتنياهو الاشارة الى نقاط أنجزها ولو مبدئيا ضمن الخطوات التي يطالب بها أوباما لاحلال السلام. وقال مسؤول اسرائيلي ان لقاء نتنياهو وأوباما سيكون مفتوحا أمام المصورين بعد اجتماع مغلق في مارس اذار اعتبره كثيرون ازدراء من أوباما لابداء اعتراضه على الاستيطان الاٍسرائيلي لاراض يسعى الفلسطينيون لاقامة دولتهم عليها. ولم يسمح بالتقاط صور للقاء في ظل تصاعد النزاع بشأن مشروع استيطاني لكن روبرت جيبز المتحدث باسم البيت الابيض قال هذه المرة ان الرئيس والزعيم الزائر سيدليان ببيانات أمام الصحفيين في المكتب البيضاوي. وسيحذو نتنياهو حذو واشنطن ويعبر عن رغبته في الارتقاء بالمحادثات الحالية بين اسرائيل والفلسطينيين الى مفاوضات مباشرة بدلا من المفاوضات غير المباشرة التي تتحرك ببطء والتي يتوسط فيها حاليا جورج ميتشل مبعوث أوباما للشرق الاوسط. وقال نتنياهو "امل وأعتقد أن جزءا رئيسيا من محادثاتي مع الرئيس أوباما في واشنطن الاسبوع المقبل ستتركز على كيفية اطلاق محادثات سلام مباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين على الفور." وتابع قائلا في احتفال بيوم استقلال الولاياتالمتحدة في منزل السفير الامريكي " أنا مستعد للقاء الرئيس (الفلسطيني محمود) عباس اليوم وغدا وبعد غد في أي مكان." وقال جيبز ان نتنياهو وأوباما سيناقشان "الحاجة والامل في الانتقال سريعا الى مفاوضات مباشرة" ويتناولان مسائل الامن الاقليمي والعلاقات الثنائية و" التغييرات الاخيرة في سياسة (اسرائيل) في غزة" بتخفيفها الحصار البري على القطاع الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الاسلامية (حماس). وأعلن نتنياهو السماح بدخول كل السلع عدا الاسلحة والمواد التي يمكن استخدامها في صنع أسلحة الى قطاع غزة في أعقاب رد فعل عالمي غاضب بسبب قتل تسعة أتراك مناصرين للفلسطينيين خلال هجوم قوات كوماندوس اسرائيلية على سفينة مساعدات كانت تسعى لكسر الحصار في 31 مايو أيار. وفي رسالة لم يستطع نتنياهو تجاهلها في ظل تفاقم عزلة اسرائيل دوليا أوضح أوباما أنه يرى الوضع في قطاع غزة "غير قابل للاستمرار." لكن اظهار لهجة أكثر ودا تجاه نتنياهو قد يكون من مصلحة أوباما سياسيا بعد أن أبدت واشنطن غضبها بسبب اعلان اسرائيل في التاسع من مارس أثناء زيارة لنائب الرئيس الامريكي جو بايدن عن خطط لانشاء 1600 وحدة استيطانية اضافية في منطقة بالضفة الغربية ضمتها اسرائيل الى القدس. ومع اقتراب انتخابات الكونجرس المقررة في نوفمبر تشرين الثاني وسعي الرئيس لتفادي تعرض حزبه الديمقراطي لخسائر كبيرة يضع الرئيس في الاعتبار أن تأييد اسرائيل قوي في أوساط النواب والناخبين. وأعرب أوباما مرارا عن التزامه بأمن اسرائيل وكبح جماح ما تعتبره اسرائيل والغرب برنامجا نوويا ايرانيا يهدف لصنع أسلحة نووية وهي مسألة قال مسؤولون اسرائيليون انها ستحتل مكانا بارزا في جدول أعمال الزعيمين. وقد يدرس نتنياهو وأوباما خيار مد أجل تجميد بناء وحدات جديدة في المستوطنات اليهودية بالضفة الغربيةالمحتلة الذي أقرته اسرائيل لمدة عشرة أشهر تنتهي في سبتمبر أيلول وهو تجميد محدود وافقت تل أبيب عليه بضغط من أوباما. لكن هذا قد يشكل ضغوطا على الائتلاف الحاكم الذي يرأسه نتنياهو ويضم حزبا يمينيا متشددا ورئيسيا علاوة على أن الفلسطينيين لم يبدوا اشارة علنية تفيد بأن ذلك سيكون كافيا لتشجيعهم على الدخول في مفاوضات مكثفة بشأن اقامة دولة. وقال صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين "لا يمكن الحديث عن عملية سلام ذات مغزى وكذلك لا نستطيع أن ننتقل الى المفاوضات المباشرة ما لم يتم احراز تقدم في قضيتي الحدود... والامن." وقال مسؤولون فلسطينيون ان ذلك يستدعي الاتفاق على حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية بما في ذلك تبادل أراض مع اسرائيل على طول خطوط ما قبل حرب 1967 التي احتلت اسرائيل فيها الضفة الغربية وقطاع غزة. ومن وجهة نظر الفلسطينيين يعني ذلك استبدال القوات الاسرائيلية وحواجز الطرق بقوات دولية في المناطق الرئيسية. ومن جانبه ظل نتنياهو يصر أمام أنصاره اليمينيين وزملائه في حزب ليكود على أن القدسالشرقية التي يسعى الفلسطينيون لان تكون عاصمة دولتهم ليست مشمولة ضمن تجميد الاستيطان في الضفة الغربية. وقد أعلن بلهجة متحدية عشية محادثاته السابقة مع أوباما أن القدس التي تعتبرها اسرائيل عاصمة لها "ليست مستوطنة". لكن لم يجر بناء أي منازل جديدة لليهود في القدسالشرقية أو هدم منازل للفلسطينيين منذ أشهر. وفي الاونة الاخيرة وافقت لجنة تخطيط في بلدية القدس التابعة لاسرائيل على مشروع متنزه يستلزم هدم 22 منزلا للفلسطينيين تم بناؤها بدون التراخيص التي يقول الفلسطينيون انه يستحيل الحصول عليها. لكن في ظل ادانة دولية لمشروع المتنزه يقول مسؤولو البلدية ان عمليات الهدم ليست وشيكة. وسيكون هذا خامس اجتماع لنتنياهو مع أوباما منذ تولى الرئيس الامريكي منصبه قبل 15 شهرا. وبعد زيارة واشنطن سيتوجه نتنياهو الى نيويورك للقاء قادة الطائفة اليهودية في الولايات المتحدة