فالح: قالوا عنه رجلٌ جبار.. فوضعوه على حمار..!!! تارح: كيف يتفق الوصفان..؟؟ فالح: إنه سر التواضع والضياع. تارح: صفتان متناقضتان.. فعليك البيان .. !! فالح: لأن التواضع والضياع كلاهما للعظيم ضياع. تارح: وهل كان يمتلك الحمار..؟؟ فالح: لا .. بل مسروق. تارح: من أين..؟؟ فالح: من صاحبِهِ وليس من السوق. تارح: أتقول الحق..؟؟ أم أنك رجلٌ مهذار..؟؟ فالح : أنا لا أهذر لكني متأكد .. أن العظيم يصير حقيراً عندما يصبح مخموراً أو موتوراً لا يدرك فرقاً بين حماراً أو مزماراً أو منشار. تارح: قلتَ أنه رجلٌ جبار .. فهل مارس الجبروت على الناس..؟؟ فالح: لا.. بل على بعض الموتى من الناس .. وعلى الماء يسير خمراً .. وعلى قليل الخبز يصير وفراً .. وعلى الوَسوَاس. تارح: كيف ذلك..؟؟ فالح: عندما شاع أنه سوف يموت ويحيا .. إن يُقتل .. طعناً أو صلباً أو حتى رشقاً بسهام . بل قالوا حقاً ويقيناً مات وقام .. وبِسرٍ كان يحيي الموتى ويعالج الأسقام .. وبِسرٍ كان يمشي على الماء ويخرج الخناس. تارح: أي سرٌ عظيمٌ هذا..؟؟ فالح: سر الإذن من الرحمن للإنسان .. لا سر الرحمن في جسد فلان. تارح: وكيف يكون الإذن من الله..؟؟ فالح: إن الإذن إذا أعطاه الله لابن الإنسان .. به يحيي الموتى ويبصر العميان ويلين على يده الحديد.. ويسري في الليل إلي بعيد .. وتتحول العصا إلي ثعبان. تارح: ألا تظن أن ذاك الرجل كان عظيماً وبين محبيه قليل البأس ..؟؟ فالح: بل أنا أؤمن أن الرجلَ كان عظيماً .. لكن فقط رجلٌ عظيم .. يمشي بلا حراس. تارح: ولماذا تنكر أن هذا الرجل العظيم هو الجبار..؟؟ فالح: لأن الجبار على الفرض .. إذا نزل ليصنع معجزة في الأرض .. فالفرض هنا على سبيل الهزار وليس على سبيل الجد .. ولم يصنع معجزة بسر الخيار ولا بسر المجد. تارح: بأي سر إذن..؟؟ فالح: بِسرٍ بتار. تارح: ما هو..؟؟ فالح: سر الحمار.