قال متعاملون لأصوات مصرية إن سعر الدولار في السوق السوداء بمصر تراجع اليوم الخميس إلى 7.6 جنيه للدولار مقابل نحو ثمانية جنيهات قبل عشرة أيام، وقال محلل إن الهبوط يعود إلى أنباء عن تدفقات دولارية من قطر وليبيا لمصر بقيمة خمسة مليارات دولار. وقال متعامل إن وسيط خارج شركة للصرافة بالقاهرة عرض شراء الدولار منه بقيمة 7.6 جنيه، فيما عرضت شركة صرافة في وسط القاهرة شراؤه ب 6.8 بما يساوي تقريبا السعر الذي يتم التعامل به في البنوك. وأعلنت قطر أمس أنها ستشتري سندات دولارية من مصر بقيمة ثلاثة مليارات دولار، وقالت ليبيا إنها ستقرض مصر ملياري دولار بدون فائدة. وعرض وسيط في شارع طلعت حرب بقلب القاهرة شراء الدولار ب 7.6 جنيه وبيعه ب 7.7 جنيه. وقال عمرو الألفي المستشار المالي بشركة مباشر للمعلومات المالية لأصوات مصرية إن الأنباء حول دخول دولارات جديدة للاقتصاد ستهبط بسعر العملة الأمريكية في السوق السوداء ولكنها لن تقضي على هذه السوق الغير رسمية. وقال إن القضاء على السوق غير الرسمية للدولار يتطلب أن تكون البنوك مستعدة لتوفير الدولارات لمن يطلبها. وبدأ البنك المركزي العمل بنظام عطاءات الدولار في أواخر ديسمبر الماضي في محاولة لتفادي أزمة عملة في ظل اضطرابات السياسية. ويقنن البنك المركزي عن طريق العطاءات معروض الدولار ويعطي أولوية لواردات السلع الضرورية وهو ما يضطر المستوردين الآخرين إلى تدبير احتياجاتهم من العملة الصعبة عن طريق السوق السوداء. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية اليوم عن هشام رامز محافظ البنك المركزي قوله إن المركزي يركز على توفير السلع الأساسية للبلاد "ولكن لا يستطيع التفريط في الاحتياطي النقدي من أجل تلبية احتياجات الناس". وهبط الاحتياطي النقدي لمصر من نحو 36 مليار دولار قبل الثورة الشعبية التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك مطلع 2011 إلى 13.4 مليار دولار في مارس الماضي وهو أقل من قيمة ورادات البلاد لمدة ثلاثة أشهر. وتوقع عمرو الألفي استمرار صعود الدولار في السوق الرسمية مع استمرار الطلب عليه، وأضاف الشركات تحاول الحصول على دولارات لشراء مواد خام. وقال إن مصر تحتاج لضبط السياسات الاقتصادية لكي تستقر سوق العملات. ومنذ الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك في انتفاضة شعبية اوائل 2011 تراجع الاقتصاد المصري وسط اضطراب سياسي وانفلات أمني. وقال محسن عادل نائب رئيس الجمعية المصرية للاستثمار لوكالة أنباء الشرق الاوسط اليوم إن حصول مصر على تدفقات دولارية سيسهم في منح الاقتصاد فرصة لالتقاط الانفاس. ونقلت الوكالة عن رامز قوله في مقابلة تلفزيونية الليلة الماضية "بدءا من الأسبوع المقبل سيكون هناك تحسن في سعر (صرف الجنيه أمام) الدولار"، ولم يقدم رامز سببا لهذه التوقعات. وتوقع عبد الله شحاته مستشار وزير المالية في تصريح للوكالة الرسمية انتهاء موجة المضاربة على الدولار خلال الأيام القليلة القادمة. وقال عمرو الألفي الحالة المعنوية هامة في تحديد اتجاه سعر الدولار مقابل الجنيه خلال الفترة المقبلة، وأظن أن غلبة التوقعات السلبية على الرؤية المستقبلية لآفاق الاقتصاد المصري ستضع ضغوطا كبيرة على سعر الجنيه مقابل الدولار.