حكي لي صديقي أبو السعود ما يلي: مررت بتجارب عملية يتشابه فيها المصحف مع الحجر الأسود أو العكس.. وهناك فرق بين المصحف والقرآن .. فالمصحف هو الكتاب أو الأوراق المكتوب فيها القرآن .. ولا توجد قيمة ذاتية ولا قوة سحرية في المصحف الورقي بل في الإنسان الذي يتلوا آياته ويحفظها في صدره ويتدبر معانيها ويعمل بموجبها.. ويتساوي المصحف مع الحجر الأسود في أن كليهما لا يضر ولا ينفع .. كما أن المصحف مع الأمي والأعمى يتساويان في عدم النفع لكل منهما. التجربة الأولي: عندما كنا ونحن صغار نضع المصحف تحت الوسادة ليحمينا من الكوابيس والعفاريت ولا زال يحدث بين بعض الأميين.. كما توضع المصاحف الآن أيضاً في السيارات لحمايتها من الحوادث ..!! وأقسم أنني لم أؤمن أبداً وأنا طفل بهذا التخريف رغم كوني طفلاً ومن نفس البيئة وهذا من فضل الله والتجربة التي أثبتت لي أن المصحف غير مضاد على الإطلاق للكوابيس .. أما عن العفاريت فأنا لم أرها في حياتي لا بصحبة مصحف ولا بدونه. التجربة الثانية: منذ عشر سنوات تقريباً حيث كنت أعاني من تقلص في القولون زاد عن حده لأسباب تتعلق بالأكل عرفتها بعد ذلك .. ولم يفدني الطب بسبب استمرار الأسباب ( الأكل غير المناسب) فنصحني أحد الحمقى أن أجرب مجرد تجربة ولن أخسر في الذهاب لأحد الدجالين ( المعالجين بالمصحف) ورغم كفري بالدجل إلا أنني رأيت أنه لا مانع من التجربة لزيادة إيماني بما أعتقد .. فقام الدجال بكتابة آية الكرسي علي ربع متر من القماش الأبيض وربطه حول بطني ونصحني بعدم نزعة إلا بعد ثلاثة أيام.. هذا بخلاف نصيحتي بكتابة آيات الشفاء الواردة في المصحف وعددها ست على ورقة بيضاء بحبر أحمر ونقع الورقة في الماء وشرب النقيع..!!! وبعد التجربة بالطبع أحرقت القماشة وأهرقت النقيع. التجربة الثالثة: بحكم تربيتي في الريف المليء بالأساطير عن العفاريت وزواج الجن من الإنس وعن الرجل الأخضر الممسوس من صديقه الجني .. فسألت عن كيفية مصاحبة جني أو شيطان أو حتى الزواج من شيطانه حتى أتمكن من تحقيق المعجزات .. فقيل لي عليك بتمزيق وحرق المصحف أو التوضؤ باللبن ..!!! ولما كنت في سن المراهقة .. ولما كان العثور علي اللبن بحاجة إلي مغامرة ضد زوجة أبي وهو ما قد يتسبب في طردي من البيت فاخترت الأسلم والأرخص ( تمزيق المصحف ) واخترت زمان ومكان التمزيق بعناية .. في عز الظهيرة في مكان مهجور مشهور أنه لا يخلو من مارد أو عفريت .. وأقسم أنني كررتها في نفس المكان وفي منتصف الليل ولم أر شيطان ولا باذنجان وكان مصير المصاحف التي مزقتها هو ( الحرق ) وفي نفس المكان. ---------------- من تجارب صديقي السابقة نري أن حرق المصحف وارد من أي طرف بل وجائز شرعاً بأيدي المسلمين أنفسهم في حالة التلف أو التمزيق أو عدم وضوح الخط بسبب التقادم نتيجة كثرة الإمساك به أو أن تطاله نجاسة وأسباب أخري. لكن حرق المصحف في كنيسة يختلف .. فهو رسالة .. لأنه يشبه بالضبط حرق العلم وهو ما يعني إعلان الكراهية للدولة صاحبة العلم .. فحرق المصحف في ذاته لا يضر ولا ينفع .. إنما هو رسالة لإعلان الكراهية للدين الإسلامي والشعوب الإسلامية. ورسالة الكراهية وصلتنا منذ زمن بعيد على أيادي كثيرة أجنبية وعربية وفي الحروب الصليبية ووصلتنا أيضاً رسالة الكراهية الغير عادية على الفضائية القبرصية ومئات المواقع الإلكترونية وعلى أيدي خالصة مصرية. أخيراً: أرجو من إخواني المسلمين أن يشكروا القس تيرى جونز على حرق المصحف لأنه ينفذ الشرع في أسباب حرقه التي من بينها إذا تم تدنيسه ومسه غير المطهرون.