الحرب المستعرة على سوق الهواتف الذكية والحواسب اللوحية خلقت معسكرين رئيسيين وفرضت على الشركات الكبيرة والصغيرة التي تريد الاستحواذ على جزء من كعكة السوق الانضمام إلى أحدهما. المعسكر الأول هو معسكر الأجهزة التي تعمل بنظام أندرويد (Android) ويعد عملاق المعلوماتية "غوغل" وشركة "سامسونغ" الكورية الجنوبية أهم أعضاء هذا المعسكر، وفي المواجهة نجد معسكر شركة آبل" والشركات المطورة للأجهزة التي تعمل بنظام OS بالطبع هناك خصوم أيضا لهذين المعسكرين ولكن النسب التي يستحوذون عليها من هذه السوق العملاقة لا تقارن بما لدى المعسكرين الكبيرين. قد يحسب البعض أن أعضاء المعسكر الواحد يسود بينهم التفاهم والوئام، ولكن الواقع كشف مؤخرا عن عكس هذا الاعتقاد، فالأرباح الهائلة التي يجنيها اللاعبون الكبار تسيل اللعاب حقا وتدفع بالجميع إلى التصادم من أجل الحفاظ على حصصه من هذه الأموال. ونظرا لأن المعسكر الأول يستحوذ على 70 بالمئة تقريبا من السوق العالمية، فإن التوتر بدأ يتسرب إلى العلاقات التي تربط أعضاءه. صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية نشرت تقريرا لها في عددها الصادر يوم الاثنين 25 فبراير/شباط يشير إلى القلق الذي بدأ يتسرب إلى مديري غوغل التنفيذيين من تمدد حصة شركة "سامسونغ" في سوق الهواتف الذكية التي تستخدم نظام "أندرويد" الذي ابتكرته "غوغل" نفسها. فالشركة الكورية الجنوبية باتت تسيطر على حوالي 40 بالمئة من هذه السوق وحصتها في ازدياد مستمر مع كل ابتكار جديد. هذا الأمر يقلق "غوغل" من جهة أن "سامسونغ" قد تطالب، تحت تأثير هذا الناجح الساحق، بإعادة المفاوضات معها للحصول على أرباح أكثر من إعلانات "غوغل" المدفوعة على هذه الهواتف وهو ما يعني فعليا فقدان غوغل لجزء من أرباحها الكبيرة. أو في أسوأ الظروف الخروج من تحت مظلة "أندرويد" والسير على خطى أمازون في تطوير نظام تشغيل خاص بها. ماذا ستفعل غوغل لتفادي هذا الموقف؟ هنا نكتشف السبب الحقيقي وراء صفقة استحواذ غوغل على شركة تصنيع الهواتف الأمريكية "موتورولا"، فالصفقة كانت في الواقع خطوة احترازية من سلوك "سامسونغ" العدائي المتوقع تجاه "غوغل"، ليس هذا فقط بل محاولة من "غوغل" الدفع بشركة خاصة بها تستحوذ على جزء كبير من كعكة سوق الهواتف الذكية ووقف زحف "سامسونغ" لقمة السوق. لكن الهاتف الأخير الذي أنتجته "موتورولا" تحت إشراف "غوغل" لم يحظ بالنجاح المتوقع ولم يستطع حتى زحزحة "سامسونغ" قيد أنملة عن موقعها الحالي. فغوغل تحتاج إلى معجزة تقريبا لجذب الزبائن بعيدا عن فلك وجاذبية "سامسونغ". معجزة يغطي نجاحها على نجاح منتج غوغل الأول "نيكسوس". فهل يمكننا إطلاق اسم "الهاتف إكس" على هذه المعجزة؟ وهو الهاتف والحاسب اللوحي الذي تعمل عليه "غوغل" سرا مع "موتورولا".