من بداية الإعلان عن مواعيد انتخابات جولة الإعادة، والمتوقع هو فوز مرشح (الإخوان) الدكتور / محمد مرسي، برغم كافة الإئتلافات والاختلافات حول الأمر إلا أني كنت على يقين بأن هذا أمر واقع لابد من التسليم به، وقد كنتُ من المقاطعين لجولة الإعادة لعدم إقتناعي بأي من المرشَحَين .. ولقد كان من سوء حظنا تأهل هَذين المُرَشَحَين بالذات دون كافة المرشحين الآخرين ... نعم .. أصبح الأمر واقع لابد من التسليم به يجب التسليم بأن أول رئيس منتخب بعد ثورة التغيير هو الدكتور / محمد مرسي، ولكن لا أظن بأني سأكون ممن سلّم بهذا الأمر الواقع دونما أي نشاط سياسي يعبر عن اعتراضي، وأضعف الإيمان أني سأعبر عن اعتراضي بقلمي .. وأظن بأن الحرية التي نادت بها الثورة المصرية مازالت موجودة حتى بعد فوز مرشح (الإخوان) ... وبالطبع أنتم تلاحظون أني لا أقول الاسم المتداول بين الناس من اسم لهذه الجماعة بأنها جماعة (الإخوان المسلمين)؛ فلا أحبذ أن يُطلق الإسلام على هؤلاء فقط .. فكلنا إخوان وكلنا مسلمين بيننا مسيحيين، فما مصيرنا ياتُرى؟؟!! هؤلاء الذين يتكلمون أكثر مما يسمعون، هؤلاء الذين أطلقت حملة مرشحهم جملة نفرتها الآذان ألا وهي : (لا إله إلا الله .. محمد مرسي حبيب الله) إياكم والمجادلة فهذا حدث بالفعل ومسجل بالصوت والصورة.. هؤلاء الذين صرّح مرشحهم بأن من انتخب الفريق (أحمد شفيق) سيسحقهم بالأحذية .. هؤلاء الذين يستشهد مرشحهم دائمًا بقول الشاعر : إذا القوم قالوا من فتى خلتُ أنني عُنيتُ فلم أكسل ولم أتبلد هذا البيت المنسوب للشاعر الجاهلي (طرفة بن العبد) الكافر .. المؤمن فقط بوجود اللذات، صاحب فلسفة أن هذه هي الحياة ولا حياة بعد الموت ولا بعث ... هذا الشاعر الذي نبذته قبيلته لإفراطه شرب الخمر ومعاشرة الجواري ... هذا الشاعر الذي ما يرى نصب عينيه سوى أن يعبّ من اللذات عبًّا.. إنها لمفارقة مضحكة للغاية أن يستشهد (مسيلمة الكذّاب) ب (طرفة بن العبد) لإثبات نبوته .. أنا لن أعارض ما حصدته صناديق الاقتراع، لكني من الآن فصاعدًا سأكون كما كنتُ قبل الثورة .. سأعود كما كنتُ معارضة، ولكن هل ياتُرى الدول الجديدة بقيادة المرشد العام للإخوان سيكون لي الحق في ذلك؟!! أم أن الكلام سيكون بالسيف كما أصبح في تونس التي أُهدر فيها دم شاب يدّعون بأنه عبد كافر؟! أو مثل الطبيب الذي فُصلت رأسه عن جسده في أتوبيس سياحي على الطريق الدائري لأسباب مجهولة حتى الآن؟!! أيها السادة فلتعلموا بأنكم لستم الإله على الأرض، فكلنا لنا إله واحد في السماء (الله الواحد الأحد) أيها السادة لا تُكفّرونا وإلا حقّ عليكم قول رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه.. (مبارك) عليك يادكتور (محمد مرسي) كرسي الرئاسة .. وجملة أختم بها مقالي : (إنّ كل لبيب بالإشارة يفهم)