لقد اصبح وضع الصراع العربي الفلسطيني مع دولة الاحلال الاسرائيلية مطية للغرب .. وقد أدرك آنذاك الشهيد القائد ياسر عرفات مخاطر اوسلو عندما قتلوا رابين ... بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية قد خلقت المبادرات ثم قامت بتدميرها ... ولا شيئ يخرجنا من الورطة التي نمر بها كفلسطينيين ... وهي تتجدد بصور مختلفة ... سوى مواجهة هذا الاحتلال ... لكننا بحاجة للخروج من عنق الزجاجة إلى قرار سياسي من القيادة الفلسطينية ... فهل سينتظر الشعب العربي الفلسطيني هذا القرار طويلا ...؟! إن قناعتنا التي يؤكدها الواقع الملموس بأن التسوية التي عرضت على الفلسطينيين قد تم تدميرها عن قصد ومع سبق الاصرار من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية ودولة الاحتلال الصهيوني ... فهل تجاوز أبناء شعبنا الحدود ... وذلك حسب ما تسطر الأقلام المأجورة ... عندما ينزلون إلى الشارع ليعبروا عن قناعاتهم ورفضهم لما هو قائم من استمرار للعبثية ... ولا ننسى فقط للتذكير بأن هناك مبادرة عربية وجهها العرب للاحتلال ... والكل يعرف مضمونها ومازالت على الطاولة قائمة للأسف الشديد ... ورحبت بها القيادة الفلسطينية ...وقد افشلها الغرب بعد ان صنعها الغرب بنفسه ... واستهزءت بها دولة الاحتلال الاسرائيلي ... وكوفئ شعبنا العربي الفلسطيني علي اعترافه بالمبادرة العربية بمجزرة جنين كما يعرف الجميع ... ودم الشهيد القائد أبو جندل في معركة مخيم جنين ما زالنا نراه على أيدي المجرم موفاز ... والذي تمت دعوته للمقاطعة في رام الله قبل ايام معدودة وتم تأجيلها بضغط من الشارع ولم يتم إلغائها احتراما لرأي الجماهير الفلسطينية ... وكوفئ شعبنا بالمزيد من بتهويد الاراضي الفلسطينيةالمحتلة ... وفي مقدمتها مدينة القدس ... وببناء المزيد من المستعمرات وتوسيع الموجود منها ... وكذلك بناء جدار الفصل العنصري والمزيد من الحواجز والاعتقالات والإبعاد ... واختراع المزيد من أساليب المهانة والذل لكل ابناء شعبنا أفرادا وقيادات ... واعترفت القيادة الفلسطينية بخارطة الطريق التي دمرها جورج بوش الصغير عندما منح لشارون خمس ضمانات في عام 2004 وهي ضمانات تتعلق بالمستوطنات واللاجئين وعدم وجود شريك ومعاهدات الدفاع المشترك والدعم العسكري والمالي ... وهناك محطات كثيرة جدا للمفاوضات واللقاءات ... وأسماء شاركت بها وتغيرت وتبدلت ... لا نستطيع أن نحصيها بلحظة واحدة لكثرتها دون الرجوع إلى الآرشيف ...!! إن القيادة الفلسطينية تغرق في وهم التسوية مع هذا الكيان الإحتلالي الإسرائيلي ...!! وعلى الرغم من تنظير بعض المنظرين لما هو قائم ... لكننا نقول لكل المتحذلقين من هؤلاء الذين يعتبرون القصية مشروع استثماري ... وينتظرون الراتب والترقية ... وينتظرون زيادة المعاش ... والعلاج في الخارج في مستشفيات وفنادق الخمس نجوم ... نطالب هؤلاء الذين يتقعرون في خطاباتهم بأن يأتونا بإنجاز واحد حقيقي ... أدى إلى حل أية مشكلة لشعبنا العربي الفلسطيني ... فكل قادة دولة الاحتلال ابتداء من شارون وباراك وبيريز ونتنياهو وموفاز وغيرهم من نتشرف بعم ذكرهم من عدمه ... كلهم كانوا وما زالوا يماطلون ابو مازن ويراوغونه كما يروغ الثعلب ... وقيادتنا الفلسطينية تغرق في وهم الوصول إلى إمكانية تحقيق شيء عبر المفاوضات التي أصبحت مفاوضات بالمراسلة في هذه الأيام ... وقد كان قد وصفها الشهيد الراحل المغدور أبو عمار بالعبثية ... وقال إن الدم الفلسطيني ليس شلالات من الكوكا كولا ...وقد باتت المفاوضات ...فقط المفاوضات خيارا استرتيجيا للقيادة الفلسطينية ... دون التلويح ولو تكتيكيا ... بورقة الانتفاضات والمواجهة الشعبية والعصيان المدني وورقة الكفاح المسلح التي اعتبرتها حركة فتح في نظامها الاساسي كخيار استرتيجي وحيد ... ومازال رابضا في المادة 17 من نظامها الأساسي بأن الثورة الشعبية المسلحة هي الطريق الحتمي الوحيد لتحرير فلسطين ...وفي المادة 19 من نفس النظام الأساسي لحركة فتح ... تقول حركة فتح بأن الكفاح المسلح استراتيجية وليس تكتيكا ... فنحن نطالب القيادة بالالتزام بنظام حركة فتح الأساسي وبمبادئها ومنطلقاتها ... ولم نعد نفهم مَن هم المطالبون بالالتزام وبماذا نلتزم ... وعليهم أن يعرفوا لنا الالتزام من جديد ...!!