لقد سمعت بعد انتصار الثورة مباشرة وتنحى الرئيس المخلوع الداعية الاسلامى معز مسعود يقول الشعب يريد أخلاق الميدان, وقد استرعنى هذا الأمر وأنا أقول الشعب يريد أخلاق الإسلام التي ظهرت بالفعل في الميدان من رحمة وتعاون وحب وتسامح وصدق وحلم وصبر و خوف كلا منا على الأخر, فقد لمست هذا الأمر في كل مرة كنت اذهب فيها إلى الميدان ثم أعود واحكي ما يحدث من أخلاق ذهبت واندثرت منذ زمانا بعيد و اقل الأشياء التي كانت تحدث إذا اصطدام احد بشخص كان يبتدره بالاعتذار وكان الأخر يضحك كما لو كان لم يحدث شئ وأيضاً الإيثار كان يؤثر كلاً منا الأخر علي نفسه في الطعام والشرب حتى في المكان وكل ذلك ينبع من أخلاق الإسلام التي هي مضمون الدين الاسلامى قال تعالي للمصطفي صلي الله عليه وسلم (إنك لعلي خلق عظيم)وقال أيضاً (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) ونحن في ذلك لنا الأسوة الحسنة في رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم فانا منذ فترة ومن قبل الثورة وأنا أفكر دائما في هذا الأمر نحن نعبد الله ولكن علي الواقع أجد سلوكا مختلفة تماما وقد يكون متناقض بعض الشئ "نصلي, نصوم , نحج ,نزكي" وإذا تعملنا بعدنا تماما عن هذا كله ولكن الرسول قال (الدين المعاملة)وإذا تتبعت أخلاق الإسلام لا يكفي أن أكتب فيها مجلدات والذي يقراء كتاب الله يجد جزاء كل خلق من صبر ورحمة وتعاون ومحبة وصدق واستغفار, وسوف اذكر جزء قليل بشكل مؤجز في آيات وأحاديث الرسول صلي الله عليه وسلم التي تدل على مكانة من يتحلى بالأخلاق الحسنة ,الخلق الحسن من أعظم روابط الإيمان وأعلى درجاته كيف ذلك لقوله صلى الله علية وسلم (أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً) الخلق الحسن من تخلّق به كان من أحبّ الناس إلى النبي وأقربهم منه مجلساً يوم القيامة ((إن من أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً)) الخلق الحسن يجعل المسلم من خيار الناس مطلقاً، ولا يكون كذلك إلا بالتخلّق بهذا الخلق العظيم، قال النبي (إن من خياركم أحسنكم أخلاقاً) وقد أحسن الشاعر إذ يقول: إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا والله إن هذه لقولة حق بالفعل, وهنا لي سوال هل تريدوا أن تذهب أمتكم ودولتكم بذهاب أخلاقكم أترك لكم الإجابة علي هذا؟ ادعوا الله أن يتحلي كل مسلم بأخلاق الإسلام ويتخلي كل مسلم عن كل خلق رزيل فأخلاق الإسلام هي التي جعلت كثيرا من الناس يدخلون فيه من الأمم الاخري ومن الأجناس المختلفة , عندما يجد العدل لا الظلم الرحمة لا القسوة الرضا لا السخط الصدق لا الكذب التعاون والإيثار لا الأنانية وحب النفس إلا تريد أن يجعل الله لك حظاً في الدنيا و الآخرة كما كان السابقون عندما تألف قلوب الآخرين علي الإسلام . قال تعالى للنبي الكريم (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ) ألا تريد ذلك حقاً وفي النهاية حتي لا أكثر من الحديث يجب أن أقول الشعب يريد أخلاق الإسلام , الدين المعاملة لا عبادة بدون معاملة تدل عليها كما شبه الرسول صلي الله عليه الصائم الذي يصوم وليس له من صومه إلا ترك الشرب والطعام وهو يخوض في كل شئ , استودعكم الله وأدعو أن يجعلني ممن يحملون أخلاق الإسلام في كل حين فقد قال رسول الله عندما عاد من أحد الغزوات لقد عدنا من الجهاد الأصغر إلي الجهاد الأكبر وهو مجاهدة النفس عن كل هوى حتي ترتقي وتكون في أعلي عليين. هناك أسباب ووسائل يكتسب بها الخلق الحسن وهى كثيرة، ولكن من أبرزها على سبيل المثال لا الحصر التدريب العملي،والممارسة التطبيقية للأخلاق الحسنة ولو مع التكلّف في أول الأمر، وقصر النفس على غير ما تهوى؛ فالعلم بالتعلم والحلم بالتحلّم، والصبر بالتصبّر، والاستعفاف بالتعفّف، قال ((ومن يستعفف يعفّه اللَّه ومن يستغن يُغنه اللَّه، ومن يتصبّر يُصبِّره اللَّه)) الغمس في البيئة الصالحة, لأن من طبيعة الإنسان أن يكتسب من البيئة التي ينغمس فيها ويعيش مع أهلها، فيكتسب ما لديهم من أخلاق، وعادات وتقاليد، وأنواع سلوك عن طريق المحاكاة والتقليد. وبذلك تتم ، وأعظم من ذلك توجيه النبي وبيانه أن الجليس الصالح كحامل العدوى النافعة، ولهذا قيل: إن الطبع للطبع يسرق، وأعظم من ذلك توجيه النبي وبيانه أن الجليس الصالح كحامل المسك إما أن تبتاع منه أو تجد منة ريحا طيبة ولا شك أن الرجل على دين خليلة فلينظر كل مسلم من يخلل قال النبى صلى الله علية وسلم (المرء على دين خليلة فلينظر أحدكم من يخالل)