عندما بدأت الثورة في تغيير ملامح الحياة المصرية ,عندما أختارالشعب وجوه غير متأكلة لتمثله في مجلس الشعب , ظهرت علينا الحكم بحل مجلس الشعب الذي اختاره الشعب و ضياع مليار ونصف أنفق في الانتخابات حتى ننفق مليار ونصف أخرى لنقيم انتخابات جديدة فأين صالح الشعب في هذا الحكم وأي عدالة فيه وأبناؤه لا يجدون قوت يوميهم والأموال تنفق في غير طائل لأن هذا أو ذاك لا يقدر أهمية المال العام , وسيأتي من بعده حل مجلس الشورى ثم الرئاسة , يبدو أن نمارس لعبة [ دواخين يالمونة ] حتى يموت الشعب جوعاً وتقوم حرب أهلية وتضيع الأمة وتصبح فريسة سهلة لأعدائها , وفي كل هذا الموال تجد الصحف قومية في السنوات الأخيرة قد حققت خسائر تجاوزت أحد عشر مليار ........ ومازلنا في قنوات التلفزيون المصري نستضيف المسئولين عن هذه الصحف باعتبارهم أهل الخبرة والعلم .........فإنني أسألهم أي خبرة هذه التي تهلك مال الأمة ! ,فأننا الآن لا نعدم من يجيد الزمر والطبل لهذا أو ذلك فأهم شيء المصلحة الشخصية , فأي طرف يحقق له مصالحه يطبل و يزمر له , فأن قضي عليه فلا مناع من أن يلبس وجهاً جديداً ليمارس نفس العمل الذي أجاده بإتقان . قد أبليت مصر في الآونة الأخيرة بمن أجادوا لعبة السياسة والنصب والنهب ويحميهم قانون فاسد , فإذا كان في مصر ثورة حقيقية فلماذا لم تنسف تلك القوانين الفاسدة التي عفا عليها الزمن , وهذا الدستور المثقوب الذي أنزل عليهم من عقولهم وأخذنا نقدسه وجعلنا له سدنة يحرصونه وكأنه قرآن من رب العالمين لا يجوز فيه التعديل والتغيير , فالأمم لا تتقدم وهي تقدس قوانين من وضع أيديهم , ويقولون وجدنا عليها آباءنا وأجدادنا وهي ليست دعوة للتحلل من القوانين ولكن القوانين الوضعية دائمة التغير نتيجة لتغير ملامح الحياة من عصر لآخر , فإذا كانت مصر تسعى لتلبس ثوباً جديداً خالياًٍ من النهب والسلب والتحايل على القوانين لابد من وجود قمشة جديدة نقية بيضاء خالية من الثقوب والنوافذ ولا يتحقق إلا من خلال دستور جديدة لا تكون فيه الأغلبية إلا لأولي العقول من جميع فئات المجتمع وأبناء الثورة والشعب الكادح وليس للوجوه التي تخرج علينا كل يوم منذ ثلاثين عاماً وكأن تلك الوجوه قد كتبت ملامحها على الشعب المصري وكأن ليس في الأمة مفكرين غيرهم .