هل الرئيس الذي نريده هو القادر على أن يأتي بلبن العصفورة في أربعة وعشرين ساعة ويزرع الوهم في نفوسنا ويرجع كرباج الشرطة ليلهب ظهورنا ويكمم أفواهنا و لو باسم الدين – فلابد من وجود قوانين لعقاب رجال الشرطة الذين يتجاوزون حدود وظائفهم وتكون تلك القوانين رادعه ويعرف الموطن كيف يأخذ حقه إذا حدث تجاوز - ويصبح المصريون عبيد العصا كما كانوا , وتعيش الرشوة تنخر عظام المجتمع والمحسوبية , ويسحق الفقراء تحت الأحذية فهم إما متعاطون المخدرات ومرشدون للشرطة أو مطحنون في عجلة الحياة كالثيران المربوطة في السواقي لا تستحق الراحة ومن خلفها السائق بالكرباج يلهب ظهرها . هل الرئيس الذي نريده هو من يطيع هواه ويحكم بالهوى ويشرع قوانين ما أنزل الله بها من سلطان أم انه الرئيس الذي يحنو على فقراء الأمة ويفكر لهم في تأمين مستقبل أبنائهم ويعطيهم من خيرات بلادهم , ولا يترك ثروات البلاد في يد فئة قليلة ويدعي أنه النظام الرأسمالي الذي يفرض ذلك , فإن كان هذا هو الرأسمالي فلعن الله هذا النظام وقد يرد علي بعض الناس أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد طبق النظام الرأسمالي في حياته أقول له الرسول والخلفاء لم يبحوا أموال المسلمين لفئة منهم دون غيرهم , فالعطاء كان يشمل الجميع , كما أن الاقتصاد الإسلامي كان قائماً على التجارة وليس نهب ثروات البلاد ,كما أن أغنياء المسلمين في هذه المرحلة لم يطرأ عليهم الغنى فمنهم من دخل الإسلام وهو غني ووهب ماله لصالح المسلمين مثل أبي بكر الصديق رضي الله عنه وعثمان بن عفان ومنهم من أصاب الغنى بعد الفقر مثل الرحمن بن عوف من خلال التجارة الحلال- البعيدة عن الاستغلال وتسخير موارد البلاد له كالأسمنت والحديد وندعي أننا نأخذ منه الضرائب , فإذا كنا نأخذ من الضرائب فأين ثمن الثروة التي يستخرجها ؟! فالعدل يقول أن نحسب ما أنفقه من جهد وتعب في استخرجها ونجعل له ما يعوضه عن ماله ثم نحسب له هامش ربحي مناسب ولا نترك له الحبل على غاربه- وجعل ماله في خدمة الإسلام فهل تشهد مصر بداية تاريخ جديد أم أنها سوف تدخل مرحلة من الفتنة والقتل والسلب والنهب وتكون مطمع للعدوان الخارجي , أم أنها سوف ترجع لعصر من الظلم والفساد أسوأ من عصر مبارك , فالرئيس الجديد سوف يكون أكثر حرصاً من سابقه فلن يلدغ من نفس الجحر ........................