نسمع في آخر الأيام عن تقسيمات للإسلام ما أنزل الله بها من سلطان وكل فريق ينصب من نفسه قيم على الدين ويريد فرض رأيه على الآخرين -باسم الدين يتجر - في استغلال سمج لمشاعر البسطاء من أبناء هذا الوطن المتدينين بالسليقة فقد ظهرت علينا السلفية وأنصار السنة والجماعة والصوفية وفرق وأحزاب ما انزل الله بها من سلطان وكلٌ يدعي أن الحق في ركا...به ، واتساءل وأظنكم تتساءلون معي أين كان كل هؤلاء من قبل وهل هم من قام بالثورة ويريدون الآن حصاد ثمارها ؟؟ وأنا كلي ثقة أنهم لا ينتمون للثورة بصلة بل إن بعض هذه الفرق حرمت وجرمت الخروج على الحاكم ايضاً باسم الدين ولكن خرجوا الآن في أجلى ما تكون صور الإنتهازية والخسة ليقفزوا على الثورة والله رادهم بمشيئته خاسئين . لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم كيف يفكر هؤلاء ، أيريدون جعل مصر عراق آخر ؟؟ ونحن كنا نقول أن مصر لن تكون كالعراق نظراً لأن كل من فيها سنة والآن خرجوا علينا بتقسيمات للسنة سلفيين وصوفيين وأنصار السنة ولا أدري لماذا نصر على التمسك بالجزء وترك الكل فلماذا لا نعبد الله دون تلك التقسيمات التي تضعف الصف وتجعل الأعداء يشمتون بنا ويطمعون فينا ألسنا جميعاً موحدين الله ونشهد بأن محمد رسول الله ونؤدي الأركان الخمسة...!!! ما المشكلة إذن ؟؟ فليعبد كل منا الله على مايرى بعد الأركان الخمسة ولنتقي الله في الإسلام أولاً ثم في مصر وأنفسنا أم تريدونا نترحم على الرئيس المخلوع ؟ أم أنكم عشقتم جلاديكم وتتشوقون لظهور جلاد جديد يدخلكم جحوركم ؟؟ والله إن خيرت بين حاكم ظالم والفتنة لاخترت الحاكم الظالم . لماذا بني الإسلام نترك الوحدة والجماعة ونميل للتشرذم؟ أهي الأنانية وحب النفس ؟ وأين كانت خفافيش الظلام تلك إبان عهد الرئيس المخلوع لماذا لم نسمع لهم صوتاً ولا همساً فجأة استجمعوا شجاعتهم وقواهم ليمسكوا معاول الهدم ويعملوها في هذا البلد الطيب أهله كمن لديه غصة في حلقة أوثأر ضد الوطن وكان ينتظر اللحظة المناسبة انتظار الجبان الذي يتخفى لغريمه حتى إذا ارتضى الفرصة السانحة أطلق عليه سهامه . أين إسلامكم من كل ما تدبرون ،وهل الإسلام يرضى بالفوضى وإشاعة الفتنة بين الناس؟؟ ثوبوا إلى رشدكم وليست تلك أوقات الخلاف ، كما أن مصر وطني الذي أعرفه من قراءات التاريخ ومن حكايا الوطنيين ومن لون النيل وسنابل القمح في الحقول وهديل اليمام فوق الغصون لا ولن يكون مرتع لديدان الفساد وكلي ثقة في الله ثم في( الأزهر الشريف ) مؤسسة الوسطية التي حفظت لمصر وسطيتها عبر القرون أنها قادرة على لجم غربان الخراب ودحر قوى الفساد باسم الدين . واستنهض فيكم بني الوطن المخلصين كل ما لديكم من حب لهذا الوطن وكل ما في نفوسكم من إخلاص أن تستلهموا العبر من الماضي وتضعوا الوطن نصب أعينكم وأن تحفظوا لهذا الوطن حقه عليكم بعيداً عن أي مآرب شخصية أو مصالح وقتية إن فعلتم نجوتم وإلا ستهلكون ويلعنكم ابنائكم والتاريخ