مساشار/أحمد عبده ماهر يتساءل كثير من الناس....من أين منا ستعرف كيف نصلي بغير كتاب البخاري وكتب السنة. إنهم يقولون ذلك وكأن النبي محمد هو الذي ابتدع الصلاة من عنده..........أو أنهم أول من صلى من الأمم....وما ذلك إلا لتفكك الروابط والقرءانية في ذهن المسلمين. ودعونا نقول بأن شعائر العبادات متشابهة تقريبا بكل الشرائع....فالجميع كانوا يصلون....وكانت الصلاة بها سجود وركوع للجميع..والجميع كانوا يحجون إلى بيت واحد...والجميع كانوا يقومون بذات الشعائر تقريبا. ويمكنك أن تراقب يهوديا وهو يصلي حاليا...فستجده يركع ويسجد مثلنا تماما بتمام. كما يمكنك ملاحظة النقوش الجدارية على معابد قدماء المصريين لتجد منحوتا بالصخور شكل رجل ساجد وآخر راكع، فالنبي محمد ليس هو أول من قام بالركوع والسجود...بل إنه كان يتعبد قبل البعثة بما كان علمه من طثوس العبادات عند الأجداد. وكذا فإن الطواف حول الكعبة وهي عن يسارك إنما هو طواف أعماق الأجداد لرسول الله....وهو ما نسميه [منظومة التواصل المعرفي بين الأمم]. وهنا يجدر بنا أن نتدبر بعض آيات القرءان لنعلم كيف بدأ الله تعليم البشرية من سلالة إبراهيم عليه السلام لأمر الصلاة وذلك فيما يلي: ما معنى {ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }البقرة199. وما معنى أن يقول سيدنا إبراهيم: {رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ }إبراهيم37. فمن أين تعلمت السيدة هاجر امر الصلاة عند الكعبة؟. وكيف سيفيض المسلمون عند المشغر الحرام في الحج قبل أن يولد أجداد رسول الله... إنها كلها أسئلة يجب أن تدور بخلدك قبل أن تقوم بتعظيم البخاري وتزعم بأنه هو الذي قام بتعليمنا الصلاة أو ان الرسول هو من علمنا الصلاة....وهنا اقول لكم بل هي منظومة التواصل المعرفي بين الأمم.....فما كان التبي ليعرف أن يميّز بين الركوع وبين السجود وأيهما يكون على الأرض وأيهما يكون بالانحناء على الركبتين.. وراجع معي لتجد أن الأنبياء قبل سيدنا محمد كان لديهم ركوع وسجود....وكانوا يعرفون الركوع من السجود ويمايزون بينهما..وذلك من قوله تعالى: {يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ }آل عمران43. {... وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ }ص24. وكان السجود معروفا قبل خلق سيدنا آدم لذلك فإن الملائكة سجدت لآدم...وغير ذلك كثير. وإن تعليم البشرية أمر الصلاة تم وحيا من الله لأربعة أنبياء هم إبراهيم ولوط وإسحق ويعقوب....وهؤلاء هم الأئمة الأربعة الذين تعلمت منهم البشرية المؤمنة كيفية الصلاة .وأولهم سيدنا إبراهيم طبعا.......وذلك من قوله تعالى بسورة الأنبياء: { وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ{71} وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلّاً جَعَلْنَا صَالِحِينَ{72} وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ{73} . وما يهمني أن ينتبه له القارئ الكريم هو تعميق التدبر في قوله تعالى: [..وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ..]... .فهذا يعني بأن هؤلاء الأئمة الأربعة تم الوحي لهم بالصلاة وكيفيتها....ولقد ساعدهم الله على انتشار هداية طريقة الصلاة...وليس البخاري ولا كتب السنة النبوية. فهكذا يبين للقارئ أن الصلاة والحج أمور شعائرية تم تعليمها للناس بواسطة هؤلاء الأربعة أئمة وساعدهم الله في انتشار ذلك....ولا أحد سواه سبحانه. وبهذا نكون قد تعرفنا على حقيقة منظومة التواصل المعرفي التي هدى الله بها الناس جميعا لمعرفة الصلاة والحج [..وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا..] فهذا أمر الله وتلك هدايته لنا وللبخاري ولكل البشر قبل سيدنا محمد وبعده.. وهناك فائدة أخرى أود أن أبثها لكم وهي أن الأئمة أربعة لكنهم ليسوا هم [ أبو حنيفة ومالك والشافعي وابن حنبل]......لكنهم [لإبراهيم ولوط وإسحق ويعثوب]......والإمام الأكبر ليس هو شيخ الجامع الأزهر لكنه سيدنا إبراهيم عليه السلام وذلك لقوله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ }البقرة124. وسيدنا إبراهيم هو ساحب الملّة وهو من سمانا المسلمين من قبل ولا يسعنا إلا اتباعه وايضا فإن سيدنا محمد متبع لسيدنا إبراهيم لأنه هو الإمام الأكبر وذلك من قوله تعالى: {وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ }البقرة130. {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }النحل123. {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ }الحج78. وأخيرا ....سؤال هام وعائلي لعشاق البخاري لا تتباكوا على البخاري حين ننقده وكأنه مات اليوم... وبدلا م أن تتباكوا على البخاري وأسطورة أننا تعلمنا منه كيفية الصلاة...قولوا لي كيف كان البخاري يصلي قبل أن يؤلف هو كتابه؟.... وكيف كان أبواه يصليان [والد البخاري ووالدته] ؟..... ام انهما انتظرا حتى اشتد عود البخاري وقام بتأليف كتابه الميمون الذي أشركتم به مع الله وكناب الله ثم تعرفا على كيفية الصلاة من كتاب نجلهما البخاري ثم سؤال آخر.... وهل بعد أن قرأتم المقالل قررتم أن تجحدوا كل آيات القرءان التي وردت بشأن كيف تم الوحي بالصلاة لأربعة أنبياء وأن الله ساعدهم لتوصيل هدايته في هذا الشأن لكل البشر...لأجل أن تظل أسطورتكم الخالدة أن البخاري هو من علمنا الصلاة؟. ----- مساشار/أحمد عبده ماهر محام بالنقض وباحث إسلامي