كنت جالسة على أريكتى فى حديقة منزلنا .. كنت أتأمل صوت زقزقة العصافير .. كنت أدقق النظر فى خلق الواحد عز وجل .. فوجدت صوتاً يأتينى من بعيد .. أذناى لم تستطيع سماعه جيدا أو ادراك مايقوله .. بدأ الصوت يقترب شيئاً فشيئاً .. بدأت أعى مايقول .. علمت أنه ينشد قائلاً: لغتى لغتى لغة الرب .. لغتى لغتى لغة العصر .. اقترب الصوت .. بدأ الناس فى الالتفاف حولى .. راحوا يرددون هذه الأنشودة .. لغتى لغتى لغة الرب .. لغتى لغتى لغة العصر .. فجأة كارثة قد وقعت .. قدم صوت من بعيد .. كان صاخباً مزعجاً راح يعلو ويعلو .. تلاشى من خلفه الصوت الأول .. بدأ يفرض نفسه على أسماعنا وقد أغلق أبواب حديقة المنزل .. لامفر من الاستماع .. لقد استسلمنا وسمعنا مايريده لا ما نريده نحن .. فقد اعتدنا جميعاً على سماع هذا الصوت وبدلاً من سماعه على حقيقته بصخبه وإزعاجه .. بدأنا نسمعه كموسيقى تستمتع أذنانا بها .. استمر الصوت يُحدق فى سماء أسماعنا أياماً متتالية .. وذات يوم أخذنا التعب فلجأنا الى الراحة فنمنا جميعاً .. استيقظنا فى لحظة واحدة على صوت قادم من بعيد قائلاً : لا لا للأجنبية .. نعم نعم للعربية .. فهمنا جميعاً أن الصوت الأول والذى طالما ظلّ يدندن بأسماعنا من قبل ظهور الصوت الصاخب .. هو صوت اللغة العربية .. بينما فالثانى المُزعج هو صوت اللغة الأجنبية .. ذلك الصوت الذى أصرّ أن يمحو الأول وهو صوتنا.. لغتنا .. ولغة أجدانا وقرآننا .. هنا أصررنا وبعزم شديد أن نحاول ونحاول لنجعل لغتنا العربية هى لغة العصر من جديد .. قدم والدى من بعيد .. سألنى ماذا هناك .. قصصت عليه ماحدث .. فأردف قائلاً: نعم ابنتى .. ماأجمل اللغة العربية من لغة .. فهى لغة القرأن الكريم .. ولابد وأن نجعلها دائماً فى طليعة اللغات اهتماماً لا إهمالاً .. لابد وأن نسأل أنفسنا سؤالاً: لماذا يستطيع الجميع التحدث باللغة الإفرنجية ولايستطيعون التحدث بإتقان للغتنا العربية .. لابد وأن يكون لنا الشرف بلغتنا .. لابد وأن نحافظ عليها وأن نتعلم باقى اللغات فقط لزيادة الثقافة والمعرفة .. ولابد وأن نحرص على نشر لغة القرأن الكريم فى جميع أنحاء العالم .. واذا بمشهد من طيور مُتراصة فى السماء تدندن من جديد : لغتى لغتى لغة الرب .. لغتى لغتى لغة العصر ..