ضاعتْ بِفقْدِك الأنامُ جميعها يُتْمًا، فأنْعم بالرسول محمد ننظر لاسمك وهو اسمٌ سرْمدٌ مُطلقٌ بعينٍ بالمودة هُجود لقد سلَك الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- في دعوته إلى الله وإلى الإيمان بما جاء به خطّه الرشيد وسياسته الحكيمة: خط يدُل على بُعد النظر وسلامة التفكير، فهو الذي اصطفاه الله من بين خلْقه واصطنَعه لنفسه، ورباه بعنايته ورعايته فأحسَنَ تربيته وأدَّبه فأحسَنَ تأديبه، وهيَّأه لتحمُّل رسالته، و ﴿اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ﴾ [الأنعام: 124]. في رحيلك يا رسول الله يتوغل الوجدان بعيدًا في مسارب ذكراك الأليمة، وباندفاع روحيّ سرى طيبهُ في العروق كنفحة عنبر، لِما يحمل مِن أثر بليغ في معناه السماوي، ففي كلّ وقتٍ نجد خطواتنا تقودنا إليك؛ كوْنك استنطقتَ عقولنا قبل العواطف؛ فآمنت بك نفوسُنا وتمرَّعتْ نحوك أرواحنا لِتسمو، مع كل ما تركْناه من خلجات قلوبنا وهواجس أحزاننا، التي تلمّسْناها صراحةً، ونحن نعود بالزمن إلى الوراء، حتى تلك اللحظات التي بلّغتَ بها رسالاتُ ربّك وشهدنا لك بها، وبنصحك لأمّتك، وجهادك في سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة، إلّا مَن عصى مِنّا اللهَ بقلبٍ عقيم، فأُصبنا بك يا أثير نفوسنا وحميم مُهَجِنا، فما أعظم المصيبة بك، حيث انقطع الوحي، وحيث فقدناك؛ فإنّا لله وإنّا إليه راجعون، لنعيش سيرتك وأخلاقك السماوية العفيفة باعتدال، ونقتدي بنهجك القويم بوسطيّة، الذي جسَّده حفيدك المحقّق الصرخيّ في زمننا المعاصر صدقًا وعدلًا، قولًا وفعلًا، بوقوفه بحزمٍ بوجه فتن مارقة الرسالة المحمدية، أئمة الخوارج الداعشية، الذين عادَوا اليوم بفكرهم التكفيري المريض، فهَزَمَهم بفِطَحْلِ علمه وسموقِ بحوثه الموسومة: (الدولة .. المارقة ... في عصر الظهور ... منذ عهد الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم-) و (وقفات مع .... توحيد ابن تيمية الجسْميّ الأسطوري). أنصار المرجع الأستاذ السيّد الصرخيّ الحسنيّ - دام ظله - https://e.top4top.net/p_1039jm6uk1.png