اللهم أنت ربى لا إله إلا أنت خلقتنى وأنا عبدك وأنا على عهدك و وعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك على و أبوء بذنبى فاغفر لى فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. يارب و أنا أقرأ عتابك لى كعبد من عبادك فى حديثك القدسى (عبدى مرضت فلم تعدنى ..............) حتى قولك ربى ( أما علمت أن عبدى فلانا مرض فلم تعده أما إنك لو عدته لوجدتنى عنده).... أيقنت لحظتها أنى مذنب وعاص و أريدك ربى أن تطهر قلبى من العصيان وتغسله من الذنوب بالماء والثلج والبرد وتنقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس . يارب ها أنا ذا أقر بذنبى و أبوء بجرمى نعم لقد مرض أخى وانتظر زيارتى فانشغلت عنه بالتجارة والصفقات ولم أزره حتى مات ، ومرض جارى فلم أخفف عنه الألم والآهات ، ومرض صديقى فلم أجالسه ولو لحظات ،ومرض قريبى فلم أرع للرحم فيه صلات . ألا ما أقسى قلبى ! ألا ما أسوأ حالى ! يارب لا أشعر بلذة للحياة ولا براحة بال ولا ببركة لا فى المال ولا فى العيال ولا فى الزوجة ولا فى البيت ولا فى الطعام ولا فى الشراب .أشعر وكأنى فى عالم آخر ابتعد عنى الناس حتى الأصدقاء لم أعد أراهم .بداخلى يقين أن ذلك بسبب عدم زيارة المريض خاصة وأن لى عم قد مات ولم أزره فى مرض موته وطلب رؤيتى وكنت مشغولا عنه بالعمل . ومات ابن عمى ولم أزره قبل موته حال مرضه بسبب الخصام . يارب أعلم أنك معاتبى فيهم وأوقن أننى مخطىء وعاق لأخوة الإسلام ومضيع لحقوق المسلم على المسلم ، و التى من بينها "عيادة المريض" شغلتنى الدنيا عن خير كثير و فضل عظيم بزيارة المريض . يارب لم أكن أدرك هذا الخير الوفير الذى ينتظرنى عند زيارة المريض لم أكن أعرف أن ملائكتك يصطحبونى يحيطون بى يحفظونى بأمرك يدعون لى وأنا فى رحلتى إلى مريض لأزوره يقولون طبت وطاب ممشاك فإذا دخلت عند المريض وجدتك ربى عنده فإذا دعا لى المريض استجبت ربى دعاءه كيف بى أضيع كل هذا الخير ؟ كيف بى أضيع فرصة عمرى أن أكون فى مكان عاتبنى في صاحبه ربى " أما علمت أن عبدى فلانا مرض فلم تعده أما إنك لو عدته لوجدتنى عنده " علمت ربى علمت ربى علمت أنك عنده ،برحمتك ،عنده بلطفك، عنده بكرمك ،عنده بعفوك ،عنده بمغفرتك ،عنده بسترك ورضاك. وعلمت ربى قول رسولك صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من مسلم يعود مسلماً غدوة إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتي يمسي، وإن عاده عشية إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتي يصبح، وكان له خريف في الجنة” وعلمت أن حبيبك صلى الله عليه وسلم قال: "حق المسلم علي المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس” و قال رسولك صلى الله عليه وسلم أيضا “ عودوا المريض، وأطعموا الجائع، وفكوا العاني" و قال أيضا : "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتي يرجع" قيل: يا رسول الله وما خرفة الجنة؟ قال: "جناها”. أعاهدك ربى ألا أقصر بعد اليوم فى زيارة أخى المسلم المريض . رب اغفر لى تقصيرى وجهلى واشف مرضانا ومرضى المسلمين .