بشرى لطلاب الثانوية العامة.. مكتبة مصر العامة ببنها تفتح أبوابها خلال انقطاع الكهرباء (تفاصيل)    تنسيق المدارس الفنية التجارية 2024.. بعد الشهادة الإعدادية    وزير الرى يدشن فى جنوب السودان مشروع أعمال التطهيرات بمجرى بحر الغزال    مبادرة ابدأ الوطنية تنضم لحملة ترشيد استهلاك الطاقة    صندوق النقد الدولي يقر بتمويل 12.8 مليون دولار للرأس الأخضر    عضو المجلس التصديري للصناعات الغذائية : مستوردون من أمريكا أعلنوا نيتهم استيراد التمور المصرية    الرئيس السيسي يوقع قوانين بربط الحساب الختامي لموازنة عدد من الهيئات والصناديق    إعلام إسرائيلى: عائلات المحتجزين يتظاهرون وسط تل أبيب اعتراضا على نتنياهو    رونالدو أصبح أول لاعب أوروبي يشارك فى 50 مباراة فى البطولات الكبرى    عضو في حزب «بايدن»: الرئيس الأمريكي سيركز على قضايا «ترامب» الجنائية وخطابه المناهض للديمقراطية (حوار)    ماعت تناقش مدى التزام الدول العربية بخطة عمل الأمم المتحدة بشأن الأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة    لماذا يقلق الغرب من شراكة روسيا مع كوريا الشمالية؟ أستاذ أمن قومي يوضح    هلوزيك ضد أردا جولر.. تشكيلتي التشيك وتركيا في يورو 2024    ثلاثي مصري في نهائي فردي الناشئات ببطولة العالم للخماسي الحديث بالإسكندرية    مصرع شاب غرقا في المنوفية والحر المتهم الأول    بعد إصابة أم وطفليها.. التحقيق في حريق برج سكني ببني سويف    نتيجة الطلاب المصريين بالخارج لجميع صفوف النقل .. ظهرت الآن    ولاد رزق 3 يواصل تحطيم الأرقام ويحقق مبلغا خرافيا في شباك التذاكر    سعد الصغير يغني لعبد الحليم حافظ مع بودة اللليثي    «يا أصحابي طلعتوا عيرة ملكوش غير سيرتي سيرة».. طرح أغنية «يا دمعي» ل رامي جمال    «قطاع الآثار»: فيديو قصر البارون عار تمامًا من الصحة    أزمة جديدة تواجه شيرين عبد الوهاب بعد تسريب 'كل الحاجات'    قافلة طبية شاملة مجانية بقرية الحراجية في قنا    كيف يؤثر ارتفاع درجات الحرارة على الرحلات الجوية؟.. عطَّل آلاف الطائرات    نجاح كبير للشركة المتحدة فى الدراما.. 125 عملا بمشاركة 12 ألف فنان و23 ألف عامل "فيديو"    خالد الجندي: الترفيه مش حرام ولكن يُحرم حال مخالفة الضوابط الشرعية    مساعد وزير البيئة: حجم المخلفات المنزلية يبلغ نحو 25 مليون طن سنويا    بتكلفة 250 مليون جنيه.. رئيس جامعة القاهرة يفتتح تطوير مستشفي أبو الريش المنيرة ضمن مشروع تطوير قصر العيني    برشلونة يضع شرطًا وحيدًا لرحيل أنسو فاتي    خبير شئون دولية: فرنسا الابن البكر للكنيسة الكاثوليكية    ضيافة مجانية.. كنيسة ومطعم وقاعة أفراح تعلن فتح أبوابها لطلاب الثانوية بالمنوفية    «مياه كفر الشيخ» تعلن فتح باب التدريب الصيفي لطلاب الجامعات والمعاهد    أمين الفتوى: الغش فى الامتحانات معصية لله.. فيديو    المشدد 15 سنة لصاحب مستودع لاتهامه بقتل شخص بسبب مشادة كلامية فى سوهاج    الإفتاء: المصيف مثل الصلاة لهما خصوصية    كيف يؤدي المريض الصلاة؟    17 ميدالية حصيلة منتخب مصر في كأس العالم لرفع الأثقال البارالمبي    اخوات للأبد.. المصري والإسماعيلي يرفعان شعار الروح الرياضية قبل ديربي القناة    القوات المسلحة تنظم مؤتمرا طبيا بعنوان «اليوم العلمي للجينوم»    «التمريض»: «محمود» تترأس اجتماع لجنة التدريب بالبورد العربي (تفاصيل)    نجم ميلان الإيطالي يرفض عرض الهلال السعودي ويتمسك بالبقاء في أوروبا    وزيرة البيئة تتابع حادث شحوط مركب سفاري بمرسى علم    عرض رسمي.. نادِ سعودي يفتح مفاوضات ضم أليو ديانج    الصحة: استجابة 700 مدمن للعلاج باستخدام برنامج العلاج ببدائل الأفيونات    شديد الحرارة رطب نهارًا.. الأرصاد تكشف عن حالة الطقس غدا الخميس    لجنة القيد بالبورصة توافق على الشطب الإجبارى لشركة جينيال تورز    الإعدام لثلاثة متهمين بقتل شخص لسرقته بالإكراه في سوهاج    تعيين 4 أعضاء جدد في غرفة السلع والعاديات السياحية    ختام دورة "فلتتأصل فينا" للآباء الكهنة بمعهد الرعاية    فحص 764 مواطنا فى قافلة طبية مجانية بقرى بنجر السكر غرب الإسكندرية    هل يجوز الرجوع بعد الطلاق الثالث دون محلل؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل    الأكاديمية الطبية تفتح باب التسجيل في برامج الماجستير والدكتوراة بالمعاهد العسكرية    الإفتاء توضح حكم زكاة المال الخاصة بشركة تجارية وكيفية إخراجها    احتفالات 30 يونيو.. باقة من الأغنيات الوطنية تستقبل جمهور «الإنتاج الثقافي»    وزير التعليم يتفقد امتحانات الثانوية بمدرسة المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا    الجريدة الكويتية: هجمات من شتى الاتجاهات على إسرائيل إذا شنت حربا شاملة على حزب الله    المحامين تضع شروط جديدة لقبول القيد بها.. تعرف عليها    نجم الزمالك السابق: الدوري «بايظ» والتحكيم فاشل.. وقرار الانسحاب أمام الأهلي «غلط»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مقبرة الغوازى
نشر في شباب مصر يوم 01 - 02 - 2012


الفصل الأول-جدى المريض
مستوحى من وقائع حقيقيه-
- "جدى...جدى"..علا صوت كمال و هو ينادى جده "جدى",فرد الجد بصوت متعب:"إمممم يا ولد أسمعك أنا لم أمتبعد", رد كمال بلهفه:"معاذالله يا جدى..أعطاك الله طول العمر" فجاوبه جده بضحكه مخلوطه بكحه:"ههههه أهه أهه أهه...ها أضحكتنى يا وليدى عمر أكثر من هذا لا...يكفينى ما عشت",ثم أغمض الجد عيناه مرة أخرى ,و ظل كمال يحدق فى وجه جده لأكثر منساعه وهو يمسك بيده,مكفهر وجهه ثم ناداه مرة أخرى بهدوء:"أيا جدى..جدى الحبيب..ياجد" ,و لكن هذه المره جاوبه جده جواب مختلف قائلآ:"ماذا تريدين يازبيده..زواجنا لن يكون هذه المره..إرجعى", فتعجب كمال ولكنه فكر أن جده فى هذه اللحظات قد بدأ يدخل فى غيبوبات التى تأتى فى سكرات الموت فذرف من الدموع ما ذرف حتى أذن لصلاة العصر فقبل يد جده ومسح دموعه و نهض مسرعآ ليلحق بصلاة الجماعه فى المسجد,وفى المسجد قابل كمال صديقيه منصور و عبدالرحمن , وبعد الصلاه جلس كمال بعض آيات القرآن الحكيم ويدعو لجده,فأقترب منه صديقه عبدالرحمن مناديآ إياه:"كمال .. كمال" فأعاد كمال المصحف إلى مكانه و ذهب إلى مكانه صاحبيه مجاوبآ صديقه:"نعم يا عبدالرحمن كنت تنادينى"
عبدالرحمن:"كيف حال جدك الآن يا كمال؟"
كمال و قد أطرق رأسه فى حزن:"الحمدلله حاله أسوأ ياصديقى...إدعى له"
عبدالرحمن بحزن:"شفاه الله"..ثم سادت لحظات من الصمت
ثم قال عبدالرحمن كاسرآ للجليد:"أتذكر ياصديقى حينما كنا نلهو هنا قبل بناء هذا المسجد و خطأ منى جرحتك ونزفت بعض دماء وحينما رآك جدك أوجعنى ضربآ..ههههههه"
وعلق منصور على كلام عبدالرحمن وهو يضحك قائلآ:"أجل..أجل أنا أتذكر هذا اليوم جيدآ حينها ضحكت بشده على عبدالرحمن حتى سقطت أرضآ من كثرة الضحك هههههههه" وضحك الجميع..
ثم قال عبدالرحمن:"فلنتكلم فى موضوعنا يا منصور...إسمع يا صديقى كمال لقد قررنا مع بعض الإخوه هدم كل الأضرحه فى بلدنا والبلدان المجاوره..أما فى بلدنا فأنت تعرف ذلك الضريح المجاور لمنزلك"
فقاطعته كمال قائلآ:"أجل..أجل أعرفه حينما كنت صغيرآ كنت أحب الذهاب إلى هناك مع جدتى رحمها الله واللهو داخله بجوار المقام,أما الآن لم يعد أحدآ يذهب إليه إلا ما ندر"
وقال له منصور بحماس:"أجل ياصديقى نحن سنهدمه فلا يصح التضرع إلى الله تعالى بمثل هذه المقامات التى يطلقون عليها إسم شيوخ "
وأستكمل عبدالرحمن:"وقريتنا الحمدلله أصبحت أكثر إيمانآ و ثقافه , ولكن المشكله ليست فى الضريح وإنما فى الأرض الواسعه"
فقاطعه كمال:"تلك الأرض الواسعه التى كنا نلهو بجوارها فكان جدى يصرخ فينا و يؤنبنا ويطلب منا الإبتعاد عنها...قد سمعت أبى رحمه الله حينما كنت صغيرآ يقول لرفاقه أن هذه الأرض تحتها مقبره كبيره كانوا يدفنون فيها الراقصات قديمآ وكانوا يسمونها (مقبرة الغوازى)..حتى أننى كنت أخاف منها فى مرحلة طفولتى"
فضحك عبدالرحمن ثم قال:"أجل تلك هى قررنا إزالتها والإستفاده منها فأهل اللقريه يلقون عليها القاذورات و الحيوانات الميته فيؤذون البلده وبمساحتها بالإضافه إلى مساحة أرض المقام نفعل شيئآ مفيدآ للبلده فمثلآ نبنى ملعبآ لكرة القدم كى نفرح الصغار"
وقاطعه منصور قائلآ:"أو الأبدى أن نقيم دارآ للمناسبات ليجتمع فيها كبار أهالى قريتنا والقرى المجاوره "
فرد عليه عبدالرحمن:"ليست المشكله الآن ماذا سنفعل بالأرض بل أولآ إزالة المقام والمقبره".
****************************
الفصل الثانى(غضب جدى)
-إستيقظ كمال وعندما فتح عينيه أول ما فعله هو أن ذهب إلى غرفة جده المريض و قبل يده ,ثم يده على رأس جده ليقيس حرارته, و فجأه رن جرس هاتفه الذى فى جيبه,فأرتبك وأخذ مسرعآ يخرج هاتفه من جيبه ليسكته حتى لا يوقظ جده و يزعجه, زحينما أخرجه وجد المتصل هو عبدالرحمن فضرب على رأسه قائلآ:"أخ كيف نسيت اليوم سنهدم المقام و أرض المقبره" وكان جده قد إستيقظ بسبب صوت رنة الهاتف و سمعه فصرخ فيه "يا ولد عن أى مقبرة تتحدث؟!"
فجاوبه كمال مرتعدآ فهو يعرف جده جيدآ عندما يغضب:"إنها..إنها تلك المقبره القريبه من بيتنا قرر.."
وقبل أن يكمل صرخ فيه جده:"كيف تفعل ذلك؟ولماذا أيها الغبى؟ستطلقون اللعنات على القريه كلها بل و على القرى المجاوره أوقف هذا الأمر حالآ و إلا مت وأنا غضبان عليك"
فأنزعج كمال بشده وتوتر و رد:"ياجدى إنهم يريدون إستغلال مساحة الأرض فى..."
فصرخ جده عاليآ مقاطعآ إياه قائلآ :"إستغلال ماذا!! لن تستطيعوا إستغلال شىء.." ثم تعب بشده بعدها وظل يكح و لم يستطيع أن يتحدث و ظل يشير إلى كمال مجرد إشارات بتحريك أصابعه ليكفوا عن هدم المقبره.
وتجمع أهل المنزل و عاتبوا كمال,وقالت والدته :"أيها الملعون ماذا فعلت كى تغضب جدك تامريض" وأحضرت كوب ماء لتسقيه و لكنه رفض وظل يشير إليه بأصابعه , فجاوبه كمال وسطإضطرابه وإنزعاجه من غضب جده قائلآ:"حسنآ..حسنآ ياجدى لا تغضب سوف أذهب إليهم الآن وأمنعهم فقط لا تغضب أرجوك إهدأ" , وذهب كمال مسرعآ إلى غرفته وبدل ملابسه بسرعه وخرج مهرولآ وهو يهاتف صديقه ولكن صديقه لم يرد..لإنه لم يكن ليسمع صوت الهاتف وسط صوت الجرارات و رالآلآت التى تهدم فى المكان و عندما وصل كمال غضب للغايه و جذب صديقه عبدالرحمن و صرخ فيه:"لماذا لم تنتظرنى؟" فجاوبه بصوت مرتفع كى يسمعه وسط الضجيج:"لقد هاتفتك قبل قبل أن نبدأ و لكنك لم ترد , ثم لماذا كل هذه الثوره والغضب يا أخى ألم نتفق؟"
فضرب كمال رأسه حزنآ وغضبآ قائلآ بصوت منخفض :"سينزعج جدى كثيرآ..كيف سأتحمل غضبه عليا وهو فى آخر أيام حياته؟كيف سأتحمل غضبه وهو بمثابة الأب و الجد لى فقد ربانى بعد وفاة والدى فكنت له الإبن و الحفيد فى آن واحد...ياربى ساعدنى".
***************************
الفصل الثالث(الشائعات القاتله)
-إزدادت هالوس الجد وظل ينادى زبيده و يتحدث إليها وكأنه يراها أكثر مما سبق .. مما إستفز هذا الأمر كمال ليسأل أمه :"يا أمى من زبيده هذه التى يناديها جدى و يعتذر لها بإستمرار؟"
الأم:" يا كمال يا ولدى ..."و صمتت برهه ثم إستكملت :"لا...لا أدرى يا عزيزى" وأنتاب كمال هذا الشعور الغريب بإن إمه تخفى شيئآ عنه , فأكتفى بالنظر إليها فى تعجب, وحينما هم بالذهاب إستوقفته أمه قائله:"لا تنزعج يا وليدى أعتقد أن زبيده هذه إمرأه كان جدك يحبها فى شبابه حتى أنه أراد أن يسمى أختك رويدا على إسمها ولكن جدتك رحمها الله إعترضت بشده", فقال كمال:" حسنآ يا أمى , بالمناسبه لقد تبرعت بالأرض التى فيها المقبره والمقام لأهل القريه ليبنوا عليها دار مناسبات"
فإنزعجت الأم قليلآ وقالت:"و ماذا سنستفيد نحن؟ألم يكن لك أن تبيعها أفضل أيها الغبى؟"
فرد كمال:"سامحك الله يا أمى ... لسنا فى حاجه للمال و الحمدلله وثوابنا عند الله"....وأنتشرت بعدها الشائعات فى البلده عن أن آل حجر(أى بيت عائلة كمال)قد وجدوا الكثير والكثير من الذهب عند هدم المقبره , ذهب قديم للراقصات اللواتى دفن فى هذه الأرض منذ سنين,وأن أصدقائه ما هدموا المقام وجرفوا أرض المقبره إلا تنقيبآ عن الذهب , ولكن هذه الشائعات لم تزعج كمال بقدر ما أزعجته تلك الشائعات عن وجود أشباح للراقصات قد تضررن من هدم قبورهن ونثر ترابهن فى الأرض , وأن كل أرض نثر فيها ترب مقبرتهن قد ظهرت فيها أشياء غريبه و أذت سكان المكان , وأن لا أحد يتجرأ على المرور فى المنطقه التى بهاالمقبره ليلآ مهما كان السبب وإلا ستصيبه لعنة الراقصات أو تناديه إحداهن و تخدعه بحسنها و دلالها و يمشى وراءها ليجد نفسه فى اليوم التالى فى بلده أخرى, والسكان حولها يرون أشياء غريبه تحدث , ويسمعون أصوات أغرب وضحكات عاليه, وألتزم الجميع بيوتهم مبكرآ حتى هؤلاء الشباب الذى تعود السهر و المرح لم يعودوايسهروا , فقرر كمال ضحد هذه الشائعات فهى تعيق بناء دار المناسبات و تعطى سمعه سيئه عن عائلته , وعن ىالمنطقه التى يعيشون فيها , فهاتف صديقه منصور وطلب منه الحضور باكرآ لإنه رتب كل الأمور للبء فى البناء, وبالفعل تجمع أهالى القريه فى اليوم التالى ليشهدوابدء عملية البناء, ولم يحدث أى شىء غريب,ووضع البناءون الأساسات ووقف كمال يخطب فى الناس:"أترونلم يحدث شىء لا شىء أقسم بالله أننى لم أخذقطعه ذهب واحده مما وجدوه داخل المقبره , هذا إن كان هناك ذهبآ أصلآ "
فتكلم شاب صغير السن لا يتعدى السادسه عشر من عمره مستهزءآ:"أحقآ!!فما قولك فى أبو رأفت الحوتى الذى وجد قطعة ذهب فأخذها و ظل أهله يسمعون صراخآ وأنينآ وضحكات,ولم تنتهى هذه معاناتهم إلا عندما تخلصوا من قطعة الذهب تلك!!"
فجاوبه كمال:"أتأكدت بنفسك وسمعت هذه الأصوات بأذنك؟"
أجابه الفتى:"كلا...ولكنى لم آخذ ذهبآ"
فقال له:"لم تسمع شيئآ إذن فهى محض إشاعات سخيفه لا يقبلها عقل,سنقيم دار المناسبات ولا يخاف أحد بعد اليوم و موروا من المنطقه بحريه فى أى وقت".....ولكن أحدآ لم يسمع لقوله فقد كان قول الشائعات وتصديقها أقوى من قوله بكثير..
********************
الفصل الرابع(تحدى)
-و فى صباح اليوم التالى تجمع أهل القريه حول المكان المشئوم,و قد جدوا فى طلب حضور كمال,فأسرع كمال بالحضور ليجد الأساسات والطوب القليل الذى وضعوه البارحه قد تكسر, وأمتلأ المكان ترابآ و طينآ, و زاد ضجيج الناس و نظروا إلى كمال بإستهزاء و شماته و قال الفتى الذى كان قد تحدث بالأمس :"أرأيت!!!أرأيت بنفسك!!!ألم أقل لك..إن أرواح الراقصات لا تريد أن يبنى فى المكان الذى دفن فيه "
فأنزعج كمال بشده من كلامه وغضب ..ولكنه سرعان ما تمالك نفسه قائلآ:"هذا فعل إنسان ..لا شىء آخر بالتأكيد أحد ما فعل ذلك ليخيفنا "
فجاوبه واحد من الناس قائلآ:"حستآ يا كمال أسمعت أصوات معاول وآلات هدم للأسمنت والطوب البارحه ؟, فمنزلكم قريب"
فأرتبك كمال وأبتلع ريقه فى توتر بالغ قائلآ أنا نومى ثقيل لذا ربما ...."
فقاطعه الرجل قائلآ:"أعلم أنك متعلم حتى التعليم الجامعى وأن هناك الكثير من الأمور التى لا تؤمن بها والتى لا يجد لها العلم تفسير ..... ولكن خيرآ لك أن تبدأ بتصديقها"
فغضب كمال وأستفزته كلمات الرجل للغايه فعلا صوته قائلآ:"حسنآ...أيها الناس سوف أقضى الليله هنا وحدى " فضج الناس و علت أصواتهم وبدأوا يحذرونه من الأشباح و اللعنات ولكنه لم يتراجع عن قراره, و قال له صديقه عبدالرحمن "دعنى أبيت معك" فنهره كمال قائلآ"لا بل سأبيت وحدى, وعاد كلآ إلى منزله لا يطيقون سواد الليل يريدونه أن يمضى سريعآ حتى يعرفوا ماذا حدث لكمال فى تلك الليله, زعاد كمال إلى منزله غاضبآ فوجد أمه تبكى وإخوته الصغار منزعجون حزانا ففكر كمال بأن جده قد مات فصرخ فيهم :"ماذا يحدث؟هل حدث مكروه لجدى؟" فجاوبته أمه و هى تبكى:"لا يا ولدى بل المكروه سيحدث لك ..بماذا كنت تفكر عندما قررت هذا القرار و هذا التحدى الكبير..أستفزك واحد ممن يكرهون عائلتنا بكلماته فظعنت له و تحديته ..آه منك يا وليدى سوف يضيع شبابك"
فرد كمال غاضبآ:"يا أمى لا تصدقين أنتى أيضآ هذه الخزعبلات " فجاوبته و قد علا صوتها:"لن أسمح لك أن تذهب فهذه ليست خزعبلات كما تظن"
فجاوبها كمال:"إذن دعينى أختبرها و أتأكد منها بنفسى"
فصرخت الأم :" لماذا؟ لقد كان يومآ أسودآ عندما قررت هدم هذه المقبره تراجع يا ولدى عن قرارك"
كمال:"ألم تنجبى رجلآ يفعل بما يقول ولا يتراجع عن قراراته لن أتراجع أبدآ عن قرارى".
***********************
الفصل الخامس(حلم أم علم)
-وبعد صلاة العشاء بفتره ليست بطويله طرق كمال باب غرفة جده فوجده فى هلاوسه يتحدث إلى نفس الشخص ..إلى زبيده حبيبته القديمه وهو يقول:"لا..لا دعينى .." و هو يبكى , فأقترب منه كمال و هو فى شدة الحزن على حال جده فسمعه يقول:"لا..إلا إبن إبنى كمال ..إنه شاب طيب دعوه لا تؤذوه أرجوكى..دعيه يا زبيده..لا تؤذيه"...فصعقه ما سمع وقال لنفسه :" يا إلهى أما أسمع حقيقى إنما هى هلوسات و كلام فارغ لا أكثر" قال هذا الكلام ليطمئن نفسه التى إنتابها و لو قليل من الشك والخوف , ثم قبل رأس جده وتركه و خرج على هداوه فى هدوء كى لا تشعر به أمه و تمنعه من الخروج أو أن تتشاجر معه و أخذ بعض الحطب والقليل من المواد المشعله للنار , ووصل إلى المكان الملعون لا يسمع صوتآ إلا صوت صرصور الليل المزعج و من بعيد فى الجبل يسمع صوت الذئاب و كانت معه بندقية والده للحمايه , وجلس وأشعل النيران فى الحطب كى يتدفأ و أخذ يتلو بعض آيات القرآن ..... و ظل هكذا ساعه ثم ساعتين ثم ثلاث و لم يحدث شىء مما حذره الناس منه فغلبه النعاس فأغمض عينيه ..... ثم شعر و كأن شخص ما يوقظه ... وأوجعه ضربآ على ظهره كى يستيقظ و رويدآ فتح عينيه المثقلتين بالنوم ليرى حسناء جميله أمامه؟ شعرها جدائل طويله جدآ صفراء, زرقاء العيون تسحر كل من يراها بجمالها الآخاذ, و قالت له:" لما أنت نائم؟ إستيقظ" ففزع كمال و أراد أن يتلو بعض آيات القرآن و لكنها بادرته قائله:"هل أنت خائف؟ هل أنت خائف منى .. لا تخف..أنا هنا كى أحكى لك قصه..إسمعنى أرجوك.....أنا لن أؤذيك أبدآ" فلم يكمل كمال قراءة و تنبه لها دون أن يستطيع أن ينطق بحرف واحد.....فأستطردت:"..فى يوم من الأيام وأنا أرقص قريبآ من هذه القريه شاهدت شابآ بين الجموع .... كان فتيآ و وسيمآ..جذبنى من أول نظره له و جذبته أنا أيضآ..و ظل كل ليله يأتى ليرانى و أنا أرقصو ألمح فى عينيه غيره من باقى الرجال و كنت أفرح بنظراته و غيرته كثيرآ.....وفى كنت قد أنهيت رقصتى و أنا عازمه أن أذهب لتلك الخيمه التى أبيت فيها مع صديقاتى وجدته يعترض طريقى و يسمعنى أحلى كلمات تاحب و الغزل , و عرفت منه أنه إبن عائله كبيره و ثريه فى قريه قريبه و سحرنى كلامه .... و أحببته بشده و طلب منى الزواج منه و التوقف عن الرقص...طلبت منه مهله لأفكر و بعدها بيومين وافقت , وكنت زوجته و عشت معه أيام جميله , و لكنه لم يعرفنى على عائلته قط و كلما طلبت منه ذلك تحجج بحجج واهيه...حتى إكتشفت بعد أشهر أننى حامل, و حينما عرف الخبر إنزعج فى البدايه و لكنه فرح بعدها و أخبرنى بأنى عندما ألد سيجعلنى أقابل أهله, و عشت شهورآ سعيده وولدى يكبر داخلى,أحلم باليوم الذى يأتى فيه إلى الدنيا و فى اليوم الموعود ولدت صبيآ جميلآ معافآ وفرح به زوجى كثيرآ , ثم أخذه و مضى و لم يتسنى لى حتى أن أحتضنه, بكيت أيام و أيام و أنا أنتظر منه خبر .. و حين لم يأتى قررت الذهاب إليه بنفسى, و فى ليله ضبابيه أخبرتنى رفيقاتى بمكان بيته فى قريه قريبه, فحملت ما أملك من ذهب و ذهبت إليه عسى أن يعطينى ولدى حتى لو أخذ منى كل مالى و ذهبى ..... و حينما وصلت إليه خاف أن يرانى أبوه و أقتادنى إلى منطقه قريبه من بيته بحجة أنه يريد التحدث معى , وحينما وصلتا إنهال على رأسى بحجر كبير حتى سقطت أرضآ و مت.....و دفننى فى تلك المنطقه مع ذهبى"...و أنهمرت دموعها فى تلك اللحظه و تأثر كمال بكلامها كثيرآ و دمعت عيناه هو الآخر.فأبتسمت برقه قائله:"أنت طيب القلب و لا تشبهه...ألم أخبرك بإسم الرجل الذى أحببت و قتلنى...إن إسمه ( عرفات أبو حجر )أتعرفه؟"...فذهل كمال عندما سمع الإسم و أنزعج..فأستطردت:"آه... لم أخبرك إسمى أيضآ...إسمى زبيده".
***********************
الفصل السادس(حقيقه كانت مخفيه)
-لم يشعر كمال بنفسه إلا عندما أذن مؤذن لصلاة الفجر فألتفت خلفه لينظر ناحية أقرب مأذنة مسجد وحينما نظر أمامه ثانية لم يجد تلك السيده كيف مر الوقت هكذا سريعآ ليس هذا ما يعنيه الآن , وهب كمال واقفآ مرتعدآ و ظل يجرى و يجرى حتى وصل إلى بيته فوجد أمه أمامه منتظره إياه, و حينما رأته على هنذه الحاله خافت عليه كثيرآ و صرخت:"ولدى ولدى..ألم أقل لك ..ماذا حدث يا صغيرى لماذا ترتعد هكذا؟ ماذا رأيت" فنظر إليها كمال و عيونه تملؤها الدموع غاضبآ ثم سألها:"أمى قد سألتك مسبقآ عن زبيده هذه فمن هى حقآ؟" تعجبت الأم من سؤاله و قالت :"لقد قلت لك ما أعرف يا ولدى" فنظر إليها غاضبآ و هو يقول :"ألا تخفى عنى شيئآ؟" فتعجبت الأم أكثر و ردت:" ما هذا الكلام العجيب ..أسحرتك إحدى الراقصات أم ضربتك على رأسك فلا تعرف ماذا تقول؟" فشعر كمال أن أمه لا تعرف شيئآ.....فصمت لحظات وسط نظرات أمه التى تعبر عن عدم فهما ما بولدها , فأسرع إلى غرفة قائلآ:"حسنآ سأسأل جدى" و من وراءه أمه تقول:" لا يا ولدى .... لا تفعل إن جدك فى آخر أيام حياته لا تزعجه"......و حينما فتح الباب وجد جده يبكى بكاءآ مريرآ و يقول:"قتلتك خشية الفضيحه لهذا قتلتك فكيف أن سليل الشيوخ يتزوج راقصه وإلا كان ليقتلنا أبى معآ أو يغضب عليا باقى عمرى و أبننا ربته زوجتى الراحله جيدآ حتى أنها كانت عاقرآ فربته و كأنه إبنها .....سامحينى يا زبيده" ثم شهق شهقة و بعدها فاضت روحه إلى بارئها.
- و بعدها بأيام بعد إنتهاء جنازة جده أعلن كمال لأهل القريه تراجعه عن التبرع بالأرض و أنها ملك العائله وأن هذا قراره الأخير و لم يبدى أى مبررات ......... تاركآ كلآ يفسر على هوه ..... فمن الناس من قال أن السبب هو تأثير الراقصات عليه فى تلك الليله الت قضاها فى مقبرتهن......و آخر قال أن إحداهن كانت السبب فى موت جده ..........و فسر كثيرون على هواهم و لكن أحدآ لم يتوقع أو يعرف السبب الحقيقى من وراء قرار كمال أبدآ.
تأليف :- ,, مروه المأذون ,,


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.