فصول السنة المتنوعة لها رحيق يذكرنا بأحداث تركت فينا أثر محفور في الذاكرة ويتحرك كلما يهل عليك فصل من فصول السنة والذكرى التي ترتبط بفصل الشتاء هي البرودة ولبس الشتاء وخلو الماره على الطريق وبحلول الظلام في القرية المصرية وبعض المدن الريفيه بخلاف الصخب في المدن الكبيرة وتراها عندما تكون في قطر ستة ونص وتنظر على المدن من الشباك أو عندما أزور قريتي أبنود تجد بلل الشوارع لم يجف والبرودة متنشرة في الوجود والمؤثر تجده في بعض الأفراد عندما تلتف حول بايكة النار من حطب الطريق يتجاذبون أطراف الحديث ... ورائحة الشتاء في المكان والنباتات والفواكه وخلافه من المؤثرات التي تحيط بك وانت ترصد حركة الحياة .. وكان الشتاء منذ زمن مجرد برودة عادية وليس صقيع أوروبا مثلا وكان مجرد شتاء زي أي شتاء مر علينا واحنا عيال ... وكانت له ثقافة عادية من ملبس ومأكل وحياة من الصباح حتى المساء وتكييف معه الانسان وأخذ يكون ثقافته في التعامل معه ويبني عليها حاضره ومستقبله وعندما يرى الانسان ان الشتاء القادم سوف يزيد بطانية جديدة أو يلبس بلوفر أو جاكت أو كوفيه تكفي الوقاية من البرد القادم ... ولكن هذا الشتاء الذي دخل بكل قسوة على كافة أرجاء الوطن بدون استئذان ونحن بنفس الثقافة القديمة سوف تحدث كارثه بالطبع لاننا لم نتعود على هذه الدرجة من البرد ولا في التعامل معه لذا سوف تغيير هذه الثقافة الشتوية القديمة بثقافة أخرى تكون أكثر دفئاً ووقاية من البرد القادم في الأعوام القادمة ... وبالتالي سنضطر في التعامل معه على كافة المستويات من الصناعة إلى الزراعة والحياة اليومية لكل أفراد الوطن وسيخلق الجيل القادم ثقافة مغايرة تماماً عن ثقافتنا نحن القديمة ... أما في الصناعة سيتم تثقيل خامة الملابس لتناسب درجة الصقيع القادمة أو استيرادها مع الشماسي مع المارة وايضاً ستتغير فلسفة الزراعة وتواقيت مواسمها وتنوع المحاصيل التي تنزرع في ظل المناخ الجديد . ولكن الخوف يكون التغيير في السلالة المصرية وبشرتها المميزة بتأثير المناخ حيث سيخلق جيل أبيض البشرة بحكم عدم تأثير الشمس على البشرة وبعيون خضراء وشعر أصفر وعندما يختفي الصعيد من على الخريطة وتتبدل ثقافتنا الحامية بثقافة الشتاء عندها نقول يلا السلامة .... عزت الأبنودي