عندما تقرأ لجين شارب ..وتحاول أن تتبع فلسفته فى تقويض النظم الشمولية بأسلوب اللاعُنف ..تأكد جيدا من نوعية الطاغية الذى سوف تخلعه .هل هو مجنون على أستعداد لقتل نصف شعبه أم أنه فاسد أطعم الجميع من فساده حتى أصبح مريديه أكثر طغيانا منه!! ..تابعت فيلم وثائقي يتحدث عن مقالات جين شارب الباحث في مؤسسة ألبرت أنشتاين الأمريكية الذي وضع أطار تصوري للتحرر من الديكتاتورية.بطرق سلمية .ودعا في كتابه من الديكتاتورية إلى الديمقراطية إلى استخدام اللاعنف فى تقويض النظم الشمولية..بدون انقلاب عسكري فالرجل حذر من الانقلابات العسكرية برغم أنها الأسهل والأسرع إلا أنها لا تغير من مساوئ توزيع السلطات بين الشعب والفئة التى تسيطر على الحكومة وقواتها العسكرية !!ورأى الرجل أن إزاحة أشخاص تفتح المجال أمام مجموعة أخرى لتحل محلها وفى الغالب تكون أكثر همجية !!!وحذر أيضا أن تضع الشعوب ثقتها فى القوى الخارجية للتخلص من الطاغية .-وأثناء متابعة الفيلم الوثائقى تعرفت من خلاله على جماعة (أوتبور )صاحبة شعار (قبضة اليد )..وهذا الشعار أيضا (لوجوو)لجماعة 6أبريل....وما لاحظته فى متابعتي شيء مثير للدهشة إلا وهو أن جماعة( أوتبور) التى أسقطت الطاغية سلوبودان ميلوفتش ..وبرغم أنها كانت نموذج يحتذى به لجماعة كمار أو كفاية فى جورجيا والتى سُميت ثورتهم (ثورة الورود)التى أطاحت بإدوارد شيفانادرة ..ثم الثورة البرتقالية لحركة شباب بورا فى أوكرانيا . ثم حركات التحرر فى زيميابوى ولبنان وغيرها فى دول العالم الا أنهم لم يعد لهم دور سياسى ملحوظ الا دعم المعارضة فى البلاد القمعية ... . .لست هنا فى مجال يسمح لى بتقييم جماعة 6أبريل أو كفاية .أو غيرها من حركات المعارضة ..ولا أن اشير أن ماحدث مع أتبورا بعض سقوط ميلوفيتش .أن أعلنت الولاياتالمتحدة أنها مولت الحركة مما تسبب فى أنسحاب بعض أعضائها لشعورهم بالغدر والخيانة(لاحظ المفارقة )!.لقد اعتمدت فكرة جين شارب إلى مقاومة الديكتاتور بسلبه أدواته التي تعينه على السلطة..ككبار السن والشرطة والمؤسسات التنفيذية والثقافية ..وقد أفلحت الفكرة في بعض البلدان فمثلا فى صربيا لم تضرب الشرطة الثوار .. وهكذا حققت الفكرة لجماعة أوتبور أقصى ما يمكن بأقل ما يمكن ... ولكن عندما حاول الشباب من حركة 6ابريل وكفاية وكلنا خالد سعيد الاستعانة بفكرة المقاومة باللاعنف ..هل أفلحوا فى كسب الشرطة أم أنهم فقدوا حياتهم من جبروت النظام وأصبحت الشرطة عدوهم وبأعتباراها ركيزة النظام كان يجب كسرها بعد الفشل فى الحصول على دعمها ...*هنا يجب أن أدعى أن ما قد يفلح مع بعض الأنظمة القمعية قد لايفلح مع غيرها .* فالمثل بمصر نعم أفلح الشباب فى إسقاط الطاغية وهم لا يدرون أن طاغيتهم متغلغل حتى النخاع فى كل أوصال الدولة..فهل نرى منهم أستمرارية لإسقاط دولتهم ...أتمنى منهم أن يكفوا...ويباركوا ثمرة جهدهم المتمثلة فى الانتخابات ..وإلا يتركوا أنفسهم معول هدم يستخدمه أعداء الثورة وأعداء الشعب ...(مطيعة طايع ).. .