جامعة بنها تستقبل وفدا من خبراء منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية    وكيل أوقاف مطروح يفتتح الدورة التدريبية الثالثة للأئمة في الإرشاد النفسي    أسعار الذهب في مصر تتماسك بشكل لافت وسط تقلبات الأسواق    حسن الخطيب: قطاع الصناعات الغذائية يمثل أحد أهم القطاعات الإنتاجية والتصديرية بالاقتصاد القومي    محافظ الفيوم يوجه بتوفير مساعدات مالية ومشروعات ومعاشات للحالات الأولى بالرعاية    موعد صرف معاشات شهر أكتوبر 2024 وأماكن الصرف    إذاعة الجيش الإسرائيلي: توقيف فلسطيني على طريق 6 بشبهة التخطيط لتنفيذ هجوم    نتنياهو يقدم طلب عاجل إلى المحكمة لمنع نشر وثائق من جلسات محاكمته بتهم الفساد    انعقاد المؤتمر العاشر للمسؤولين عن حقوق الإنسان في وزارات الداخلية العربية    جورج بوش يرفض دعم ترامب وهاريس فى انتخابات الرئاسة الأمريكية    دوري أبطال أفريقيا.. موعد سفر بعثة الأهلي إلى كينيا لمواجهة جورماهيا    القنوات الناقلة لمباراة المغرب وليسوتو في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025    آخر تطورات مستقبل محمد صلاح مع ليفربول    الحوار الوطني يهنئ أبطال مصر الحاصلين على ميداليات بدورة الألعاب البارالمبية باريس 2024    خلال 24 ساعة.. ضبط 54 ألف مخالفة مرورية متنوعة    طقس الإسكندرية اليوم حار نهارا ورفع الرايات الخضراء على الشواطئ.. فيديو    ضبط حارس عقار بتهمة هتك عرض طفلة في بني سويف    امسك يدها وعرض حياتها للخطر.. المشدد 7 سنوات لعاطل تعدى على طفلة في القليوبية    تأجيل محاكمة 8 متهمين بقتل شخص في خلاف على صفقة مخدرات بالقليوبية    تعرف على موعد عرض مسلسل «تيتا زوزو» قبل عرضه عبر «واتشات» والقنوات التلفزيونية (تفاصيل)    الشرطة الإسرائيلية: قطع الطريق أمام حركة المرور للاشتباه بحادث أمني شرق تل أبيب    رواية شباك المنور تفوز بجائزة خيري شلبي للعمل الروائي الأول الدورة الخامسة    رئيس جامعة القاهرة يتفقد أعمال تنفيذ مشروع المعهد القومى للأورام الجديد بالشيخ زايد    منتخب شباب اليد يواجه مالي ببطولة أفريقيا    وزير التعليم يتوجه للمدينة التعليمية لعقد لقاء مع مديري مدارس 9 محافظات    فتح باب التقديم للمدن الجامعية للطلاب الجدد والقدامى بجامعة جنوب الوادي    ماستر كلاس للمؤلف محمود حمدان ضمن فعاليات مهرجان المسرح العربي بدورته الخامسة    عاجل.. 16 سبتمبر اولي جلسات إستئناف المتهمين في قضية رشوة مصلحة الجمارك    وزارة الصحة تؤكد توفير الأدوية اللازمة بالصيدليات وحل أزمة النقص قريبًا    لطالبات الثانوية العامة 2024.. شروط و خطوات الالتحاق بجامعة الأزهر    مفتي الجمهورية يُثمِّن القِيمة الدينية والوطنية لمبادرة الرئيس «بداية جديدة لبناء الإنسان»    كامل الوزير يلتقي وزيري النقل والإعمار بالعراق    برقم الجلوس.. رابط نتيجة الثانوية العامة 2024 الدور الثاني عبر الموقع الرسمي للوزارة فور إعلانها    «الخطيب» : 500 مليار جنيه استثمارات 7500 منشأة بقطاع الصناعات الغذائية    وزير الصحة: نعمل على خفض الوفيات بسبب الدرن بنسبة 90% في 2030    الراتب يحسم انتقال البولندي كونراد للزمالك بعد موافقة أحد السعودي على إعارته    القبض على المتهمين بقتل شاب فى مشاجرة بالدقهلية    انطلاق فعاليات اليوم الثانى والختامى لمنتدى الإعلام الرياضى    رئيس الوزراء يشهد افتتاح مقر جامعة «باديا» بمدينة أكتوبر الجديدة    وزير الإسكان يتابع مع مسئولى شركة "سيتى إيدج" تسويق مشروعات هيئة المجتمعات    رودريجو: مصدوم من الاستبعاد من قائمة المرشحين على الكرة الذهبية    برج الدلو.. حظك اليوم الإثنين 9 سبتمبر: قلل التوتر    يسرا والكدواني وأحمد أمين ويوسف الشريف في عزاء والد طارق وأحمد الجنايني    وفاة طارق علي حسن رئيس دار الأوبرا الأسبق.. ووزير الثقافة ينعيه    اللجنة العليا لمهرجان الموسيقى العربية في دورته ال32 تواصل أعمالها    عالم: ليس كل أزهري مؤهل للفتوى.. واستحلال الحرام «كفر»    دار الإفتاء توضح حكم التطوع بالصيام فرحا بمولد النبى الكريم    باحث أزهري: الله وعد المؤمنين بشفاعة الرسول يوم القيامة (فيديو)    الإليزيه: ماكرون يهنئ تبون بإعادة انتخابه رئيسا للجزائر    «القدس للدراسات»: أمريكا لا تستطيع الضغط على نتنياهو بشأن إنهاء الحرب    السنغال يسعى لتصحيح المسار أمام بوروندي في تصفيات أمم أفريقيا    وزارة الصحة: انطلاق برنامج تدريب المعلمين بمدارس التمريض على المناهج الجديدة    محافظة القاهرة تنظم حملة "عينك أمانة" للكشف المبكر بالمجان على أمراض العيون    الجيش الروسي يتقدم شرق أوكرانيا    أسعار الأسماك بكفر الشيخ اليوم.. الماكريل ب 180 جنيهًا    ما حكم إساءة الزوج لزوجته.. دار الإفتاء تجيب    الآن.. تنسيق المرحلة الثالثة 2024.. الموعد الرسمي لتسجيل الرغبات عبر الرابط المعتمد    شارك صحافة من وإلى المواطن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لماذا الإسلاميون رجال المرحلة؟
نشر في شباب مصر يوم 16 - 01 - 2012

لأول مرة في تاريخها الحديث تقترب مصر من بناء مجتمع ديمقراطي حقيقي؛ تتنازع فيه رؤى وأيديولوجيات مختلفة في مسعى لكل منها أن تحتل مشهد الصدارة, وتقنع الناخب والعالم بأنها الأقدر على إدارة البلاد في هذه المرحلة الدقيقة.
فالشارع السياسي المصري يشهد ثلاثة قوى رئيسة لكل منها ثقلها الاستراتيجي الذي تنطلق منه؛ وهي التيار الإسلامي على اتساعه, وما يسمى بالتيار المدني على اختلاف مشاربه وتوجهاته (ويضم تحت طائلته القوى العلمانية والليبرالية واليسارية), والمجلس العسكري.
فالتيار المدني يعتمد في قوة دفعه على الإعلام – المرئي والمقروء – حيث لا تكاد ترى وسيط إعلامي لا يتبنى خطابه, فضلا عن دعم غربي وعالمي واضحين له, إلا أنه خطاب نخبوي في جملته لا يقترب من واقع المواطن المصري البسيط.
أما التيار الإسلامي فيعتمد علي قوة الشارع ويعبر عنه بدرجة كبيرة؛ ربما لأنه جزء من النسيج الوطني للمجتمع المتدين بالفطرة. لذلك نجد خطابه أكثر شعبوية وتعبيرا عن حاجات المواطن, وربما يفسر ذلك نتائج الانتخابات التي جاءت في صالح الأخير.
وبالنسبة للمجلس العسكري, فإن قوته تأتي من إمساكه بالسلطة وتحكمه بالجهاز البيروقراطي للدولة, فضلا عن دعم معنوي كبير من جانب الشعب الذي يأمل في الاستقرار و يقدر دوره في حماية الثورة – أو بمعني أصح حياديته وعدم وقوفه بجانب الرئيس, علي النقيض مما فعلت جيوش سوريا واليمن وليبيا, إلا أنه دعم مشروط بالتزام المجلس العسكري بتسليم السلطة لبرلمان منتخب ورئيس مدني (غير عسكري) قبل نهاية يونية 2012.
والسؤال الذي يفرض نفسه في هذا الصدد, هل الإسلاميون فعلا هم الأقدر على تسيير دفة البلاد في هذه المرحلة؟ أظن أن نعم. فإن اتفقنا علي العرض السابق لقوة كل فريق, نجد أن التيار الإسلامي يعتمد فقط على الناخب الذي أعطاه صوته أملا في توفير حاجاته الأساسية, ويقف له بالمرصاد الإعلام والغرب المحسوبان على التيار المدني, كما أنه حتى الآن لا يملك أي سلطة تمكنه من فرض نفسه.
فما الذي سيفعله الإسلاميون؟ هل ستكون أولوياتهم, قطع يد السارق أم إطعام الأفواه الجائعة؟ وهل سيهتمون بالبحث في روايات نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس – التي يحمل البعض منها أفكار غير متفقة مع منظومة القيم المجتمعية– أم سيولون اهتماماتهم لبناء قاعدة علمية وبحثية تؤدي للارتقاء الفعلي بالمجتمع وتبحث في حل إشكالياته الطاغية وإشباع حاجاته الأساسية؟ والأهم من ذلك كله, هل سيعتمدون علي أهل الثقة أم أهل الكفاءة؟!
من المؤكد أنه لا يوجد أمام التيار الإسلامي سوى أن يحسن قيادته للبلد؛ لأنه ما من ركائز أخرى يمكن أن يرتكن إليها سوى صندوق الانتخابات الذي سيلفظه إن لم يحسن في أدائه. وقد رأينا لذلك شواهد؛ فقد كان دليل حملات الكثير من المرشحين الإسلاميين حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم " مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا", وهو يؤكد على أولويات المرحلة التي يركز عليها الإسلاميون (الأمن, والصحة, والاقتصاد), وهي أولويات تنم عن وعي دقيق بحال المجتمع, وتؤكد – في الوقت ذاته - زيف الدعاوى التي غالبا ما تلصق زورا وبهتانا بهم من أنهم يعيشون في كهوف بعيدا عن واقع المجتمع.
أضف إلى ذلك الآليات الجديدة التي بدأ يلجأ إليها الإسلاميون الناجحون في الانتخابات في التعامل مع الشارع. فلأول مرة يشهد الشارع المصري برلماني ينزل إليه بعد نجاحه وقبل حتى انعقاد البرلمان, ويتوجه للمواطن البسيط ويتفاعل معه ويحاول حل مشكلاته (التي هي واجب علي المحليات لكنها لا تقوم به). وأقتبس هنا من إجابة أحد النواب الجدد (من حزب النور السلفي) على سؤالي له عن سبب نزوله المبكر للشارع فقال: "أردت أن يعرف المواطن أن النائب مواطن بسيط مثله يمكنه الوصول إليه في أي وقت, وأن أصل للأسباب الحقيقية لكل مشكلة قبل البحث عن حل لها". في السياق ذاته, أكد محمد نور المتحدث باسم حزب النور أنهم "مشغولون في البرلمان بالمواطنين الذين يفتقدون لخدمات الصرف الصحي وليس الذين يتعاطون الكحوليات". وهو ما يدلل بالفعل على أن الإسلاميين ليسوا الدراويش الذين لا علاقة لهم بالسياسة والحكم. وهو ما دعى الكاتب والمحلل السياسي الأمريكي توماس فريدمان للقول أن "الإسلاميين يريدون ألا يفقدوا فرصة وصولهم لبرلمان منتخب, بل إنهم يرغبون في الحفاظ علي جذورهم الإسلامية لكنهم يدركون مطالب الذين انتخبوهم في حكومة نظيفة وتعليم ورعاية صحية لا إقامة المساجد وأنه سيكون من المثير مراقبة كيفية تعاملهم مع تلك التحديدات."
بيد أن ذلك لا يعني انفراد التيار الإسلامي بالسلطة, بل على العكس, فإن أولى خطوات نجاحه تكمن في إدراكه ومن ثم سعيه لإحداث توافق وطني واسع يضم كافة التيارات والقوى السياسية, لأنه لا يوجد فصيل واحد – حتى وإن نال أغلبية برلمانية – يصلح لتصدر المشهد وحده, ليس لعجز فيه أو عدم توفر البرامج والقيادات والكوادر اللازمة, بل لأن انفراده بالأمر سيفرغ باقي القوي – بكل ثقلها الاستراتيجي – للعمل فقط على إفساد مساعيه للارتقاء بالبلد, أو على الأقل التشويش عليه ومحاولة تعطيله, خاصة في ظل مناخ سياسي محتدم كالذي تعيش مصر وحداثة التجربة الديمقراطية بالنسبة لكل الأطراف دون استثناء. فحتى يتم البناء, لابد أن تجتمع كافة الأيادي.
والله أعلى وأعلم
سيد يونس عبد الغني
مترجم وباحث أكاديمي
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.