لا أستطيع أن أتحمل من أجلكِ أكثر من ذلك ، فقد تحملتُ الكثير من أجلك بدون فائدة ، لأنكِ لم تشعرى يوماً بى ، ولم تقدرى حبى لكِ كما يجب ، كنت أرى غيرى يظلمك ويهينك ولا أستطيع أن أفعل شيئاً ، تشتكين لى من ظلم غيرى لكِ ، ولم تسمعى يوماً شكوايا منكِ ، تأتى إليّ لتبكى بدموع عينيكِ وأمد يدى لأمسح تلك الدموع ، ولا أحد يمسح دمعى منكِ ، أرى إهتمامكِ غير العادى بشخص يلعب بكِ وبمشاعرك ، وفى نفس الوقت أرى تجاهلك المستمر لى ، وإستهانتك بمشاعرى نحوك ، كم صغرت كثيراً فى نظر نفسى لأنى كنتُ طوع يديكِ دوماً أفعل فقط ما تأمريننى بهِ ، فكرتُ دوماً فيكِ ولم أفكر يوماً فى نفسى ، كانت الأفراح تأتيكِ من جانبى ، وكانت الأحزان والجراح هى ناتج علاقتى بكِ ، كم تعذبتُ وأنا بعيداً عنكِ ، وكم تعذبتُ وأنا قريبُُُُُُُ منكِ ، وكأن العذاب قدرى معكِ ، كانت علاقتى بكِ كالخيط الرفيع القابل للقطع فى أى وقت ، وكان التعالى والغرور هو سمة نظرتك لى ، ولكن العجيب عندما كنتُ أقرر الإبتعاد عنكِ تقتربين منى وتعطينى الأمل فى حبك ، وعندما تمتلكنى يديكِ تعذبينى من جديد ، وكأن عذابى وجراحى يسعدك ، وكأن دموع عينى شهداً يروى ظمأ غرورك ، فضعفى أمام حبكِ هو الذى جعلكِ بهذه القوة ، وسهولة مشاعرى نحوك هى التى رخصّتها فى عينكِ ، كنتُ أحتفظ بدمعة عينكِ فى مناديل لديّا حتى أحتفظ بكل ذكرى منكِ ، رغم أن هذه الدموع لم تكن عليّ أو لى ، بل كانت على من ظلمك ، ولكنى لا أستطيع أن أرمى قصاصة ورق عليها حرفاً كتبته يديكِ ، أو أغسل يدى وهى بها رائحة يديكِ من أثر سلامى عليكِ ، وكذلك لا أستطيع أن أذهب بعينى بعيداً عنكِ ، ولكنى فاض بى منكِ ، فكيف أهون على نفسى لهذه الدرجة ، فأنا كنتُ دوماً عزيزاً على من حولى إلا أنتِ ، أغلقتُ أبواب قلبى لغيركِ وأعطيتكِ المفتاح ولكنكِ لم تحاولين فتحه ، بل رميتى المفتاح بعيداً عنكِ ، ولكن آن الآوان لأن أسترد كرامتى منكِ ، وأن أبتعد قدر الإمكان عنكِ ، وأن أحطم إسطورة حبكِ بداخلى ، لأجعلها فتاتاً لا يتجّمع مرةً أخرى ، فقلبى غالى ، وحبى غالى ، ومشاعرى كذلك ، لن عطيها بعد اليوم إلا لمن يستحقها ، من اليوم وضعتُ خطاً أحمر لعلاقتى بكِ ولن أتخطاه ، بالطبع لن أستطيع أن أحوّل حبى لكِ إلى كره ، ولكنى سأخرجك من حياتى ومن قلبى إلى الأبد ، وسأغلق باب قلبى بعدكِ حتى لا تعودى إليهِ ، فقد مللتُ الجراح والعذاب وسئمتُ من لعب دور الضحية ، فإذهبى لمن يعذبك ويهينك فهو أولى بكِ منى ، وإذهبى لمن يلعب بمشاعرك ويتسلى وتحملى نتيجة إختيارك ، ولكنكِ من اليوم يجب أن تنسي شخصاً كان أحرص الناس على سعادتك ، كانت عيناهُ دوماً تراقبك لحمايتك حتى من نفسك ، وكان يضع نفسه ومشاعره تحت قدميكِ ، ولذلك كانت مشاعره رخيصة فى عينيكِ ، ولكنه قرر أن يدّمر ماتبقى من علاقته بكِ ، وأن ينساكى إلى الأبد ، وأن تخرجى من حياته بلا عودة .