هالة السيد استقبل مدير عام صندوق الأوبك للتنمية الدولية (أوفيد)، السيد سليمان جاسر الحربش، في مكتبه بمقر المؤسسة بالعاصمة النمساوية، فيينا، سفير جمهورية مصر العربية الجديد لدى النمسا، الاستاذ عمر عامر يوسف. وفي مستهل اللقاء رحب السيد الحربش بالسفير المصري، منوهاً بعمق ومتانة الشراكة التي تجمع أوفيد ومصر. وجرى خلال اللقاء تبادل الأحاديث الودية وبحث الموضوعات ذات الاهتمام المشترك واستعراض ومراجعة أنشطة أوفيد في مصر فضلاً عن بحث آفاق المزيد من التعاون المستقبلي بما يتماشى مع الأولويات الإنمائية المستجدة في مصر لتحقيق التنمية المستدامة العادلة. وأكد السيد الحربش خلال لقائه على أن التنمية المستدامة تعني تنمية متوازنة تستهدف فراغاً تنموياً يقع بين سقف حماية البيئة وبين أرضية النمو الاقتصادي والاجتماعي لضمان فضاء آمن وأكثر مساواة لمستقبل البشرية. وأوضح السيد الحربش أن أوفيد من هذا المنطلق يولي اهتماماً متزايداً للترابط بين الغذاء والمياه والطاقة، حيث أمكن البرهنة على أن الاستثمارات في هذه القطاعات وغيرها من القطاعات ذات العلاقة مثل قطاع النقل والمواصلات هي ضرورة لا غنى عنها لكي تتحقق أهداف التنمية المستدامة المرجوة. وبناءً على ذلك، فإنَّ استراتيجيات أوفيد الجديدة للعقد المقبل تتبنى تمويل مشروعات هذا النهج الترابطي كركيزة أساسية لها. ومن جانبه، ثمن السيد عمر عامر يوسف ما يقوم به أوفيد من دور هام، مبرزاً رسالته الإنسانية للمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة العادلة بين الشعوب النامية. كما نوه سعادة السفير بالمكانة الخاصة التي تحظى بها مصر في عمليات أوفيد وإتفق الطرفان بناءاً على طلب السفير على عقد ندوة خاصة لإستعراض تاريخ التعاون بين مصر و أوفيد كماً ونوعاً و إستكشاف التعاون في المستقبل. وتجدر الإشارة إلى أن تاريخ الشراكة بين أوفيد ومصر يعود إلى عام 1977، قدم أوفيد خلالها ما يناهز 1 بليون دولار أمريكي للمشاركة في تمويل جملة من المشروعات الإنمائية شملت العديد من القطاعات الهامة، وعلى رأسها قطاع الطاقة والزراعة والتعليم والصحة وفضلاً عن قطاعات بنوك التنمية الوطنية والمشروعات المتعددة القطاعات. وكان قرض الصندوق الإجتماعي بمبلغ 40 مليون دولار آخر مشروع تم توقيعه بين الطرفين. ويأتي هذا بالإضافة إلى تمويلات القطاع الخاص والتي تقدر قيمتها بما يزيد عن 100 مليون دولار أمريكي لتمويل مشروعات الطاقة والصناعة والخدمات المصرفية والمالية، فضلاً عن تمويلات التجارة وقيمتها ما يناهز 400 مليون دولار أمريكي. ومن بين العمليات الجاري تنفيذها في مصر حالياً مشروع مركز علاج أمراض الكبد، والمرحلة الثانية من مشروع صوامع الغلال، والمرحلة الثانية من مشروع قناة البوهية لتحسين الري، ومشروع إعادة تأهيل محطات الري وضخ المياه، ومشروع تطوير ري المزارع، مشروع محطة توليد الطاقة جنوب حلوان، ومشروع محطة توليد الكهرباء بمحافظة أسيوط، ومشروع توسعة مستشفى عين شمس التخصصي، فضلاً عن المرحلة الثانية لمشروع الصندوق الاجتماعي للتنمية. وجاري الآن دراسة المرحلة الثانية من مشروع إعادة تأهيل محطات الري والصرف في بعض المدن المصرية.