أعلن الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء أنه لن تحدث زيادة فى سعر رغيف الخبز المدعم ، وسيظل كما هو دون تحميل المواطن أى أعباء إضافية من جراء أزمة القمح العالمية ،وطمأن نظيف المواطن والأسرة المصرية بعدم وجود مشكلة فى القمح ، مؤكدا أن الاحتياطى الإستراتيجى لمصر من القمح يكفى شهورا مقبلة. جاء ذلك فى تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء على هامش حفل تدشين الوحدتين النهريتين الجديدتين بميناء الأسكندرية بحضور وزراء النقل المهندس علاء فهمى ، والتنمية المحلية اللواء عبدالسلام المحجوب ، والموارد المائية والرى المهندس أمين أباظة ، والتضامن الاجتماعى على المصيلحى ، ومحافظ الأسكندرية اللواء عادل لبيب. وقال "إننا نتواجد اليوم فى إحدى صوامع القمح بميناء الأسكندرية التى تعتبر من النقاط اللوجستية حيث يوجد بها نحو 600 ألف طن من القمح" ، مشيرا إلى أن الاحتياطى الإستراتيجى متوفر ويتم استكمال تعبئة الصوامع أولا بأول. وأكد نظيف أن روسيا أخذت قرارا بمنع تصدير القمح نظرا لظروف طبيعية تمر بها وأثرت على إنتاجها من القمح بنسبة 30% ، وأنها لم تفتعل أزمة القمح. وشدد على أن مصر حريصة على تنويع مصادر استيراد القمح حيث تم التعاقد بالفعل مع فرنسا لشراء 240 ألف طن من القمح ، كما توجد تعاقدات مع روسيا "نقوم حاليا بإعادة جدولتها" ، مؤكدا وجود تفاهم من الجانب الروسى فى هذا الشأن. وقال الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء "إنه فى حالة حدوث زيادة فى أسعار تعاقدات شراء القمح فإن الدولة ستتحمل هذا الفرق فى السعر ولن يتم تحميل المواطن أية زيادة" ، مؤكدا أن رغيف الخبز سوف يظل بسعره المدعوم للموطن المصرى وسيتم توفيره فى أى وقت سواء فى رمضان أو بعد رمضان. ودعا نظيف إلى عدم التكالب على شراء الدقيق أو الخبز بصورة غير طبيعية ، مؤكدا "أنها أزمة عالمية وستمر". ونوه بأن مراكز البحوث الزراعية فى مصر قامت بجهود كبيرة فى مجال زيادة إنتاجية القمح فى مصر ، وقال "إن إنتاجنا من القمح زاد خلال الثلاثين عاما الماضية ثلاثة أمثال عما كان عليه" ، مشيرا إلى أنه على الرغم من ذلك فإن الاستهلاك يزيد بنسبة أكبر بكثير نظرا للزيادة السكانية. وتابع نظيف "أن الصوامع المصرية استلمت نحو 1ر2 مليون طن وأن إنتاج مصر من القمح يزيد على 6 ملايين طن ولكن استهلاكنا ضعف هذا الرقم" ، مؤكدا أن الدولة لا تدخر جهدا لزيادة إنتاجية القمح فى مصر بهدف تحقيق نسبة أكبر من الاكتفاء الذاتى فى المرحلة المقبلة. وأعلن رئيس الوزراء أن الدولة ستوفر أى دعم تطلبه هيئة السلع التموينية لمواجهة احتياجات البلاد من القمح حتى لا يتأثر سعر رغيف الخبز فى مصر. وأشار نظيف إلى الاتصال الهاتفى الذى جرى بين وزير التجارة والصناعة المهندس رشيد محمد رشيد ونظيره الروسى والذى أكد خلاله الأخير أن أزمة القمح ستمر ولن تستمر طويلا ، مشيرا إلى العلاقات الطيبة التى تربط بين مصر وروسيا. وقدر رئيس الوزراء القيمة التى قد تتحملها الدولة جراء أزمة القمح العالمية بنحو مليارى جنيه أو 4 مليارات فى أسوأ الأحوال ، مؤكدا أن الحكومة مستعدة لهذا ، واستطاعت أن تتعامل مع أزمة أكبر منها منذ عامين (عجز الموازنة). وأكد الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء - فى تصريحاته بميناء الأسكندرية - أن تدشين الوحدتين النهريتين يعد بداية جديدة للنقل النهرى فى مصر حيث إنه لا يمثل سوى أقل من 1% من حجم نقل البضائع فى مصر ، مؤكدا أن نهر النيل شريان نقل حيوى لمصر خاصة بالنسبة السلع الإستراتيجية مثل القمح والأسمنت. وقال نظيف إن الدولة أنفقت أكثر من مليار جنيه لتطوير منظومة النقل النهرى والبنية التحتية للمجرى الملاحى ، حيث تم عمل صيانة كاملة وتطوير للأهوسة وعمليات المراقبة الإلكترونية للمجرى الملاحى من الأسكندرية حتى أسوان وصولا لوادى حلفا بالسودان. وأشار إلى أنه يتم العمل حاليا على تطوير موانىء النقل النهرى فى مصر بطرحها للقطاع الخاص للاستثمار فيها ، وكذلك وسائل النقل النهرى التى ستسهم فى تقليل الحمل الزائد على الطرق البرية والحد من حوادث الطرق ، معربا عن أمله فى الاستمرار فى هذا الاتجاه والعمل على الوصول لنحو 5% من حجم نقل البضائع فى مصر خلال السنوات الخمس القادمة. وأعلن نظيف أن المجرى الملاحى لنهر النيل بالكامل أصبح صالحا للملاحة طبقا لأحدث النظم والمعايير الدولية. وقال "إن تطوير المجرى الملاحى حتى وادى حلفا يسهم فى ربطنا بالجنوب ومن الممكن أن نصل إلى جنوب السودان وحتى جوبا" ، مؤكدا أن نهر النيل شريان رئيسى يربط دول القارة الأفريقية ببعضها وأن منظومة التجارة مع دول حوض النيل مهمة جدا خاصة عمليات النقل. وعقد الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء اجتماعا موسعا مع قيادات هيئة ميناء الأسكندرية بحضور وزير النقل المهندس علاء فهمى ووزراء التنمية المحلية اللواء عبدالسلام المحجوب والتضامن الاجتماعى على المصيلحى والموارد المائية والرى المهندس أمين أباظة ومحافظ الأسكندرية عادل لبيب ، حيث استعرض رئيس هيئة ميناء الأسكندرية اللواء عصام عبدالمنعم مشروعات تطوير الميناء خلال المرحلة المقبلة. وقال رئيس الهيئة إنه تم تشغيل الخط الملاحى الأخضر بين الأسكندرية وفينيسيا حيث انطلقت أولى الرحلات فى 24 مايو الماضى بواقع رحلة واحدة منتظمة أسبوعيا بلغت حتى الآن 12 رحلة تم خلالها نقل 3 آلاف طن بضائع و122 عربة تريلة و174 سيارة ملاكى و500 راكب بإجمالى حركة صادر 1034 طنا. وأشار اللواء عصام عبدالمنعم إلى أنه وصلت فى 2 أغسطس الجارى قافلة المساعدات الإنسانية لأهالى غزة على ظهر السفينة القادمة من فينيسيا وتضم 46 سيارة إسعاف تم نقلهم إلى العريش. وأفاد بأنه يتم استكمال مشروعات تطوير الميناء بالمنطقتين الأولى والسادسة ، مشير إلى أنه يتم فى المنطقة الأولى تطوير أرصفة الخدمات بطول 500 متر وساحات بمساحة 112 ألف متر وتطوير منطقة الحوض الجاف الذى تم إنشاؤه منذ عام 1839 وتبلغ تكلفة أعمال تطويره نحو 28 مليون جنيه. وبالنسبة للمنطقة السادسة ، فسوف يتم تطوير امتداد الطريق الرئيسى للميناء بطول 5ر1 كيلومتر وتأهيل ساحات بمساحة 50 ألف متر بالإضافة إلى شبكات البنية التحتية بتكلفة 18 مليون جنيه. وقال إنه تقرر إصلاح كوبرى باب 27 لنقل حركة شاحنات نقل البضائع خارج الميناء للطرق الرئيسية بتكلفة 25 مليون جنيه ، ويستغرق تنفيذ المشروع 8 أشهر مما سيسهم فى تقليل زمن الرحلة للحاويات من داخل الميناء للخارج إلى 5 دقائق فقط بدلا من 45 دقيقة حاليا. واستمع رئيس الوزراء من قيادات هيئة ميناء الأسكندرية إلى مقترح إنشاء طريق دائرى جديد للإسكندرية بداية من بوابات الطريق الصحراوى ليمر بعيدا عن منطقة المصانع بغرب المدينة بتكلفة تصل لنحو 760 مليون جنيه بعرض أربع حارات ترتبط بوصلة مباشرة للطريق الزراعى.