تردد الكلام عن السلفين في الفترة الاخيرة من خلال وسائل الاعلام العربية المختلفة بشكل ملحوظ حيث كان الاهتمام بالإسلاميين من قبل ينصبُّ حول الإخوان والجهاديين, ورغم أن الحديث غالبًا ما يدور عنهم بشكل سلبي إلا أن هذه الظاهرة تعني أن للسلفيين وجودًا قويًّا على الأرض، فبينما أصحاب المنهج السلفي رقعة واسعة من المشهد الإسلامي العام في مصر إلا أنها تتوزع على عدد من الجماعات والكيانات أهمها ( الدعوة السلفية - السلفية الحركية – جمعية انصار السنة المحمدية - الجمعية الشرعية – سلفية أولي الأمر- الجماعة الاسلامية – التبليغ والدعوة) قد لا تتفق جميع التيارات السلفية على المشاركة السياسية، ولكن الأهم ألا تدخل في حرب تحريم وتبديع تؤدي إلى بعثرة جهودها، وإضاعة فرصة ذهبية لترسيخ وجودها. وعلي النقيض تجد الإخوان المسلمون يمكن اعتبارهم كتلة واحدة منظمة ومتماسكة في قراراها واختيارها وتحركها في الشارع استجابة للقرار السياسي الذي تصدره قيادات الجماعة بطبيعة الحال ليس هذا المقال معنيًّا بالدفاع عن السلفيين، فهم لهم أدواتهم وقنواتهم وحضورهم الشعبي الكبير الذي يكفيهم، ولكن قصدي من المقال هو توجيه الضوء بعض التساؤلات تدور بذهن البعض حول التيار السلفي وتبحث عن إجابة وبالفعل كانت الاجابة في حوار مع من اصحاب المنهج السلقي في اغلب الصحف والفضائيات.. لماذا يخاف الناس من السلفيين؟.. ولماذا كانوا يقاطعون الانتخابات؟.. ولماذا تغير موقفهم من المشاركة في العملية السياسية بعد ثورة25 يناير؟.. وهل يسعون للسلطة؟.. ولماذا سيخوضون الانتخابات البرلمانية القادمة؟.. ولماذا يرفضون الدولة المدنية في البداية.. لماذا يخاف الناس من السلفيين؟ السلفيون جزء من المجتمع عاشوا معه في نسيج واحد، ولم ير المجتمع منهم ما يسيء إليه أو يؤذيه، بل كانوا دائمًا في خدمة المجتمع، ولكن بعض وسائل الإعلام المغرضة كوَّنت صورة ذهنية سلبية غير حقيقية عن السلفيين عبر عشرات السنيين، وأدت إلى خوف الناس من السلفيين، خاصة مع وجود ملتحين غير ملتزمين بمنهج السلف والسلفية؛ مما ساعد على عدم وصول الصورة الصحيحة لحقيقة السلفي، وإظهاره على أنه صاحب منهج عنف وتشدد، بالإضافة لوجود حالة من الجهل في المجتمع بين فئات واسعة بمعنى ومفهوم السلفية. ولماذا تغير موقفكم من المشاركة في العملية السياسية بعد ثورة25 يناير؟! لم يشارك السلفيون في العملية السياسية قبل الثورة؛ لأن موازين القوى كانت تفرض على كل مَن يدخل في هذا المجال أن يقدِّم تنازلات، إضافة إلى عملية التزوير المفضوحة التي تجعل من المعارضة مجرد تحسين لصورة النظام المستبد؛ لذلك كنا نقول: إن المقاطعة هي المشروعة حتى تتغير الأحوال، وتتغير موازين القوى. وليس عدم مشاركتنا في العملية السياسية أننا لم يكن لنا دور في القضايا المؤثرة، فقد كانت لنا دائمًا مواقف واضحة في عامة القضايا، لكننا لم نكن نشارك من خلال صناديق الانتخابات، وعندما وجدنا تغير في موازين القوى وزال هذا المانع؛ سارع السلفيون بالانخراط في العمل السياسي؛ ليُعبِّروا عن كتلة سياسية هائلة ينبغي أن تعبِّر عن وجودها، وقلنا بوجوب المشاركة في هذه المرحلة، وسوف نشارك في الانتخابات مِن أجل اختيار الأصلح. معنى ذلك أنكم تسعون للسلطة؟ نحن لا نرغب في السلطة، ولكن نهدف إلى تهيئة المجتمع مِن خلال العمل الدعوي والتربوي بما في ذلك المجال السياسي، وإعداد الكفاءات لمستقبل أفضل. طالما أنكم لا تسعون للسلطة.. فلماذا ستخوضون الانتخابات البرلمانية القادمة؟ سنخوض الانتخابات مِن أجل المحافظة على هوية الأمة الإسلامية في كتابة الدستور الجديد، خاصة بعد ما تصاعدت أصوات أثناء الثورة وبعدها للعودة إلى دستور 1923م الخالي من ذكر مرجعية الشريعة بالمرة، إضافة إلى وجود دعوات أخرى لتعديل المادة الثانية من الدستور حتى تصبح الشريعة مصدر رئيس بحذف الألف واللام، وهذا أيضًا مخالف للقرآن؛ لأنه يسمح بوجود مصادر مساوية للشريعة، وترك الساحة لصياغة دستور علماني ليبرالي خطر عظيم على الأجيال القادمة. وما يهمنا الآن هو كيفية تعامل السلفيين مع الواقع الجديد والاستفادة منه، وما ينبغي الالتفات إليه أن المشاركة السياسية لن تعيق الحركة الدعوية،