آمال الشرابى متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احراراً . هذة المقولة لعمر بن الخطاب رضى الله عنه , ولكن بدون التطرق لقصة المقولة , العبارة فى مجملها تعبر عن حرية الافراد وحرية العيش الكريم وحرية الارادة وحرية الفكر والكرامة الانسانية . فالحرية عكس العبودية , والحرية هى الارادة الكاملة وهى قدرة الفرد على اتخاذ قراره دون ضغوط. الحرية هى التحرر من القيود .....هى التحرر من العبودية هى التحرر من كبوة اللسان ......هى التخلص من الضغوط والإجبار. والحرية انواع عديدة منها : حرية العقيدة (الديانة) _ حرية التعليم _ حرية الفكر والرآى_ حرية الكلام والتعبير والحريات الشخصية . وفى العصر الحديث اخذت الحرية معانى اخرى , كالديموقراطية للتعبير عن حرية الرآى , والليبرالية وهى بمعناها الواسع التحرر السياسي والاقتصادى والاجتماعى والمساواه والعدل , وهو لفظ اتى من دول الغرب . والحرية فى الاسلام : ان الله لم يجبر أحد على عقيدة ,أو منهج يتبعه بل بين للإنسان طريق الخير وطريق الشر . ففى سورة البلد يقول تعالى "وهديناه النجدين " اى طريق الخير وطريق الشر , ثم وضح الله عز وجل لعباده من يطع الله فسوف يكون جزاءه الجنه ومن يعصيه فسوف يكون جزاءه النار. كما ان الله جعل العبودية له هو فقط وليس للبشر. ولذلك نرى على مر العصور الذين امنوا بعقيدتهم بالله لم يستسلموا لعبادة الغير وتحملوا التعذيب فى سبيل العقيدة وفى سبيل حرية العقيدة ضحوا بأرواحهم والامثلة والنماذج كثيرة : سحرة فرعون الذين امنوا بالله فى لحظة , وكفروا بفرعون ونتيجة لذلك يقتلهم فرعون بتقطيع ايديهم وارجلهم , واصحاب الاخدود الذين ضحوا باراواحهم فى سبيل اعتقادهم وحريتهم الدينيه , الا ان الملك الظالم يقتلهم بالحرق فى الاخاديد , وسميت قصتهم بقصة اصحاب الاخدود فى سورة البروج , وكذلك قصة اصحاب الكهف الذين فروا بدينهم من اجل حريتهم الدينية , وامهلهم الملك الظالم حتى الصباح والا سيقتلهم ففضلوا ان يتركوا بيوتهم واشغالهم ويختبئوا فى الكهف من اجل حريتهم الدينية , وكذلك ليس ادل على ذلك عندما نذكر رسول الله عليه الصلاة والسلام والصحابة رضى الله عنهم الذين ضحوا بأموالهم وبيوتهم وارضهم وهاجروا بل ومنهم من مات من التعذيب ... لماذا كل هذا ؟ فقط من اجل حرية المعتقد الدينى . وهناك الحرية الفردية وهى الحرية الشخصية فى العيش , فى اختيار نمط الحياة من سكن ومأكل ومشرب , والحريات المشتركة والتى يجمعها وطن واحد, والتى يعيش فيها ابناء الوطن الواحد يظلهم اجنحة الوطن ودفئه بعيداً عن الاستعمار والظلم والقهر , فنجد ان الانسان يُصارع من اجل ان يحيا حراً بدون ان يقيد حريته مستعمر , يآمره وينهاه , ويشاركه ارضه , ويشاركه الهواء الذى يتنفسه , فالحرية والكرامة وجهان لعملة واحدة , فالحرية هى الحياه بكرامة يكفلها الفرد والمجتمع. و المجتمع الذى يسوده القمع وغلق للأفواه وغلق للحريات والاراء والفكر هو مجتمع متأخر فمعظم المجتمعات المتحضره يسودها حرية الرآى والفكر والتعبير . وليس على ادل من ذلك قول شاعر اسبانى يخاطب محبوبته ولكنه فى الاصل يخاطب بلده , يخاطب وطنه المغتصب الذى حكمه وتحكم فيه العنصرية والديكتاتوريه , ما الإنسان دون حرية يا ماريانا... قولي لي: كيف أستطيع أن أحبك إذا لم أكن حراً؟! كيف أهبك قلبي إذا لم يكن ملكى ؟! فالحرية مكفولة لكل افراد المجتمع ولكن دون إيذاء الغير او التعدى على الحقوق والممتلكات , ودون المساس بحريات الاخرين . وهناك بعض الاقوال المأثورة عن الحريه : الحرية شمس يجب أن تشرق في كل نفس أيتها الحرية كم من الجرائم ترتكب باسمك الحرية أثمن ما في الوجود ، لذلك كان ثمنها باهظا نحن أحرار بمقدار ما يكون غيرنا أحرارا يولد الانسان حرا ، و لكنه في كل مكان يجر سلاسل الاستعباد ثقيلة هي قيودي … و الحرية كل مناي ، و أشعر بخجل و أنا أحبو إليه.