مع كل الاحترام والتقدير لشباب وفتيان الثورة وفتياتها والدكتور البرادعى " النووى " و " الذرى " و" الدولى "، وما لا أعلمه من ألقاب أخرى لسيادته .، لما كانت مصرنا العزيزة تمر بأحلك الظروف والتى لم تشهدها أرض الكنانة على مر العصور فقد وجب علينا جميعا ان ننكر ذواتنا وأنفسنا من أجل مصر والأخذ بيدها لعبور الأزمة والتى تحتاج إلى أصحاب الخبرة فى إدارة الأزمات خاصة الاقتصادية منها . العجيب فى الأمر أن الدكتور البرادعى وبعد تكليف الدكتور كمال الجنزورى بتشكيل حكومة الانقاذ الوطنى ، بدأ فى إطلاق التصريحات العنترية والتى تكشف لنا أسافينه فى وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى الوحدة والتماسك وليس إلى الفرقة والفتن والخلافات المصطنعة وضرب الأسافين ، ومن بين تصريحات الدكتور البرادعى والتى نشرتها جريدة اليوم السابع : إنه مستعد لرئاسة حكومة إنقاذ وطنى والتخلى عن الترشح لرئاسة الجمهورية استجابة لطلب شباب الثورة. وجاء تصريح سعادته بعد أن علمت الدنيا كلها بأن الدكتور الجنزورى قد كلف بتشكيل الوزارة الجديدة للإنقاذ الوطنى وكان عليه أن يقنع الشباب الثائر – إن كان له عليهم تأثير – أن الدكتور الجنزورى مناسب بكل ما تعنيه الكلمة وكان عليه أن يصرح بأن الجنزورى خبرة وحنكة تحتاجها مصر الآن ، لكن ذلك لم يحدث، والسبب معروف . والذى أعرفه يا شباب الثورة بفهمى المتواضع هو شىء واحد هو أننا بحاجة إلى خبرات بجانب روح الشباب وحماسه واللذين لا يكفيان وحدهما ،وشخص بقامة وقيمة الدكتور الجنزورى لهو أحق وأولى من غيره بتولى المهام الشاقة وتاريخه يشهد له بذلك ، والمعترضون عليه بحجة أنه من النظام السابق أقول لهم (لو كان حقا كما تقولون من رجال النظام السابق ، فلماذا أقالوه ، ولماذا حددوا إقامته؟ كلنا يعلم الإجابة جيدا ) لماذا ننسى بهذه السرعة الظالمة القاسية أن الجنزورى هو رئيس الوزراء الوحيد الذى أقيل لأنه أراد الإصلاح ورفض بذخ الأسرة الحاكمة وترفها على حساب الشعب المسكين فأقالوه وحددوا إقامته بعد أن بدأ الشعب يذوق طعم التغيير لكنهم استكثروا علينا ذلك . ثم إننا جميعا وبلا استثناء رضينا أم لم نرض كنا من النظام السابق سواء بالعضوية فى الحزب الوطنى المنحل أو بالتبعية له بالرضا أو بالغصب والجميع يعلم ذلك تمام العلم ،حيث كانت تحكم مصر دكتاتوريا وليس ديمقراطيا ، وظل المصريون طيلة 30عام ما بين راض وغاضب ومتذمر وعاقد صفقات مع الوطنى ورجاله وكان الجميع تحت مظلة حزب واحد هو المنحل .إذن الوقت ليس وقت جلد للذات ولا للغير مصر فى ضيق شديد وتحتاج للمخلصين ونحسب الدكتور الجنزورى منهم ولا نزكيه على الله تعالى . أما إن كنتم رافضين للدكتور الجنزورى بحجة كبر سنه فالنموذج التونسى يكذب ذلك فاقرءوا عنه لتعلموا إن كنتم لا تعلمون . هشام الجوهرى