الثورة الثورة يبدو أن هذه الكلمة لم نتذوق منها غير معناها فكل شيء في مصر كما هو , فقد سيطر رجال الحزب الوطني على المناصب في المؤسسات الحكومية بل تمادوا في أفعالهم , وأخرجوا ألسنتهم للشعب المصري كله , وكأننا لم نخرج من الدائرة التي كنا فيها من قبل , ونسمع من يقول كيف تحرم هؤلاء من حقوقهم , أليسوا من أبناء الوطن , ولهم حق في هذا الوطن شأن أي مواطن يعيش على هذه الأرض ؟ نرد عليهم ألم يتحكموا في الأمور من قبل وأفسدوا كل شيء ؟ والله لو أخذنا بحكم الشرع فيهم لكان أقله النفي من تلك الأرض التي لوثوا فيها كل شيء , وما زالوا يمارسون ما برعوا فيه من أعمال ليحرسوا ما سلبوه من هذا الشعب ويظل الشعب المصري يعيش تحت الأرض كما كان يعيش وتنتهك حقوق هذا الشعب من كافة الأطراف , مازلنا نعاني من الغلاءوالاستغلال , فهناك أسئلة كثيرة تحضرني في هذا المجال لماذا لم يتم عودة الحديد والصلب الذي أخذ في غفلة إلى الشعب المصري , وشركات الأسمنت وشركات الأسمدة .هل من حق رجال الأعمال الذين سلبوا حقوق الشعب في ظل سياسات فاسدة أن يتمتعوا بتلك الحقوق ونأخذ منهم تعويضات ونترك لهم الثروة المتجددة التي منحها الله لتلك الأرض حتى يستطيع الناس جميعهم الحياة عليها وينفرد هؤلاء بثروات البلاد ونقول بسجنهم بضع سنين ليخرجوا لأموالهم وأملاكهم ليتمتعوا بها والشعب يهلكه الغلاء و الاستغلال . انظر لهذا الرجل الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد زادت أمواله ماذا قال له النبي صلى الله عليه وسلم :- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ اسْتَعْمَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا مِنْ الْأَزْدِ يُقَالُ لَهُ ابْنُ الْأُتْبِيَّةِ عَلَى الصَّدَقَةِ فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ هَذَا لَكُمْ وَهَذَا أُهْدِيَ لِي قَالَ فَهَلَّا جَلَسَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ أَوْ بَيْتِ أُمِّهِ فَيَنْظُرَ يُهْدَى لَهُ أَمْ لَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَأْخُذُ أَحَدٌ مِنْهُ شَيْئًا إِلَّا جَاءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُهُ عَلَى رَقَبَتِهِ إِنْ كَانَ بَعِيرًا لَهُ رُغَاءٌ أَوْ بَقَرَةً لَهَا خُوَارٌ أَوْ شَاةً تَيْعَرُ ثُمَّ رَفَعَ بِيَدِهِ حَتَّى رَأَيْنَا عُفْرَةَ إِبْطَيْهِ اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ ثَلَاثًا ) رواه البخاري برقم 2407 صدق الرسول صلى اله عليه وسلم , وهنا يبرز سؤال مهم جداً :- هل كان في إمكان هؤلاء الرجال تحصيل تلك الثروات الهائلة لو خلت أعمالهم من العلاقات مع رجال السلطة ودفع الرشى وتسليك الأمور ؟, والله إن الشعب يحرم حقوقه بدعوات باطلة وقانون بشري بغيض أعمى لا يرى الحق بل يرى الباطل شريعة ومنهجاً نقدسه بل نعبده وما أنزل الله به من سلطان . لك الله يا مصر يا أرض الأنبياء .