بعد قارئتي لمقال الدكتور فايز أبو شمالة عزمت على التعليق عليه وبعد البداية عزمت على تخصيص مقال خاص يكون تتمة لما كتبه الدكتور. نعم دكتور فايز إن ما سنعيشه في المستقبل هو إعادة تقسيم بلدان المسلمين تقسيما طائفيا اثنيا وثقافيا بعد أن قسموا لأقطار متصارعة وانفرط عقد الخلافة العثمانية. إن بروز الحركات الإسلامية لهو أمر طبيعي في ظل تكالب الصهيونية العالمية على المسلمين والرغبة في تمزيق جسد الأمة الإسلامية. لذا إن صوت الشعب المسلم في تونس على الحركة الإسلامية وأوصلها إلى الحكم فليس معنى هذا أن تونس الشقيقة خرجت من عنق الزجاجة بل ستزداد مكائد الصهيونية عليها وستجد في تونس من العلمانيين والحانقين على الحركة الإسلامية العديد ممن ستسخرهم لإشعال الفتن فيها. إبان محاولات استعمار البلدان الإسلامية وجد المستعمر أن بلداننا وبعد أن أصيبت بفتن وحروب قبلية أصبحت تسلم أمرها وزمام أمورها للزوايا التي كانت عبارة عن حركات إسلامية في ذلك التاريخ فتدخل المستعمر قبل أن تعظم قوة تلك الزوايا ووئد تجربتها وقتل زعماء المقاومة والجهاد الذين كانوا في الغالب فقهاء وعلماء ورجال دين اذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر الشهداء محمد بن عبد الكريم الخطابي وعبد القادر الجزائري وعمر المختار وغيرهم كثير في شتى بلدان المسلمين. كذلك سيكون حال البلدان العربية والإسلامية لقد انفرط عقد الوحدة القطرية وأصبح العربي المسلم يبحث عن الملاذ ليس في قطره بل في طائفته ومستقبلا في قبيلته وبعده في عشيرته وبعده يبحث عنه في عائلته ولن يجده. نحن إذا نسير من سيء إلى أسوء. لقد تدحرجنا من سلم الحضارة وسنبلغ أسفل السلم بعد سنوات قليلة وسنمكث عقدا أو عقدين لحين اندمال جروحنا لنعاود محاولة الصعود في سلم الحضارة وسنبدأ خطوة خطوة بنفس السرعة التي تدحرجنا بها واقل منها. وعليه سيكون علينا أن نعيش أزيد من ثلاثين سنة لنبلغ لما نحن فيه اليوم. الفرق الوحيد بين ما نحن فيه اليوم وما سنصل إليه بعد الثلاثين سنة هو أن رؤوسنا حاليا إلى الأسفل وهي في المستقبل ستكون نحو الأعلى. لكن الفرق بين القائد العسكري وبين الحاكم كبير. العسكري يسير المقاتلين ويسقوهم للموت بعزم وتبات لكن الحاكم يحكم النساء والأطفال والمستضعفين في الأرض. هؤلاء أملهم هو العيش في سلام والحصول على القوت اليومي. التدحرج أمر واقع ولن نستطيع وقفه لكن عزائنا هو انه أمر ضروري لمعاودة الصعود ولو بعد حين. رغم كل ما سنعانيه من تمزق ومجاعات وإبادة جماعية فإننا إن شاء الله رب العالمين يوم تندمل جروحنا سنصعد السلم بتبات وعزم وسنبلغ قمة سلم الحضارة ليشهد الجميع بسمونا وعزتنا ويخضع الجميع لربنا الواحد الأحد الفرد الصمد.