منذ زمن بعيد حين اصحبت المنطقة يوما ً بعد آخر تغلي فوق صفيح ساخن بدأ الأمر شيئا ً فشيئاُ يأخذ بالتصاعد والصدامات والتناحرات بين اقطاب محلية واقليمية فمنذ ذلك الحين بعض القِوى أخذت المبادرة الى التوسع والتغلغُل والنفوذ الى أبعد من حدودها الدولية وتعدّت الى مناطق نفوذ أٌقليمية بعيدة نسبياً عن حدوها . ولعل من أوائل تلك الدول التي استطاعت أن تستغل الظروف على أكمل وجه هي إيران فهي ومنذ زمن تعمل جاهدة ليلاً ونهاراً كي تفتح لنفسها قنوات سرية داخل بلدان عربية وخاصة في منطقة الخليج ولا يخفى هذا الشيء أن لدى إيران الكثير من الخلايا النائمة التي تستوطن داخل دول الخليج خاصة حيث اصبحت إيران من القوة بمكان وهي تهدد صباحاً ومساءاً دول هذه المنطقة ولا يخفى ايضاً أن إيران لها نفوذ واسع في مناطق عدة منها العراق الذي يُمثّل الشريان الحيوي (والسلّة الغذائية ) لإيران وكذلك اليمن الذي أصبح بيد إيران من خلال أتباع إيران وهم (جماعة الحوثي ) الذين يتلقّون دعماً منقطع النظير والذي استطاع أن يُهدد أمن وسلامة ( المملكة العربية السعودية ) بعد أن أستولوا على كل مناطق اليمن تقريباً ولا ننسى البحرين التي باتت وبشكل واضح وجلي أن أيدي إيران تتلاعب بها وتُثير الفتن ولعل الأكثر شاهد في تمدد إيران هي سوريا التي أرسلت أليها أدوات قتلها العسكرية من ميليشيات تعمل بِأمرتها وهنا ينكشف الليل وينسدل الستار الإيراني في المنطقة والذي يكشف الدور التخريبي التوسعي لإيران على حساب الأمة العربية وشعوبها . وهكذا بَين ليلة وضُحاها اصبح العرب كأنهم مطوقين من كل جانب وهو هذا الواقع الذي لا مَفر منه ومن هنا كان لزاماً على العرب التحرك بأسرع وقت ممكن لدفع هذا الخطر ولو على أقل التقادير خارج حدودها أو بالقرب منه وهذا ما كان بالفعل ومن هنا أُعلن عن تحالف جديد هو التحالف ( العربي الإسلامي ) في المملكة العربية السعودية والذي أصبحت الرياض مقراً له والذي ضمّ عدداً كبيراً من الدول العربية والإسلامية وفي مقدمتها دول الخليج ومصر وتركيا وباكستان ودول أُخرى التي بلغ عددها (35)دولة وعند البدء في أعلان عن الأساس الذي شُكّل من أجله هو خَلاص المنطقة وشعوبها من الظُلم والإرهاب بكافّة أشكاله وصوره حسب ما عُبر عنه مسؤوليه وكذلك أُشيع عنه عدة تساؤلات وأستفهامات عما يُراد منه وما هي الدوافع الحقيقية وما هي المهمة التي أنيطت به لتكوين هذا التحالف ؟؟. ومن هنا فقد تسائل المرجع العراقي العربي السيد الصرخي كما تسائل غيره عن هذا التحالف وأجاب المرجع الصرخي في بيانه الموسوم بقوله ((التحالف الإسلامي ... بين ... الأمل والواقع بسم القوي العزيز ..... الجميع يسأل عن التحالف الإسلامي ونحن نسأل معهم ...ونأمل ان يكون موجودا أو سيوجد فعلا ...ونأمل ان يكون بعيدا عن منافسات وصراعات ومنازعات محاور القوى الدولية ...ونأمل أن يكون قويّا رصينا متحمّلا مسؤولية الشرع والأخلاق والانسانية في تخليص شعوب المنطقة خاصة في #العراقو#سوريا من الظلم والحيف والفقر والمرض والهجرة والنزوح والحرمان والقتل والإرهاب ؟؟ فإذا هو كذلك فانه عمل جريء وشجاع واننا وبإسم مَن يوافقنا من أبناء شعبنا #العربي والإسلامي المظلوم نعلن تأييدنا ومباركتنا ودعمنا الكامل للتحالف الإسلامي ، ونأمل ان يكون التحالف عند حسن ظن الملايين المحرومة المظلومة التي تركت الديار قفارا وسكنت البراري والجبال وعبرت البحار وغرق وفُقِدَ الآلاف وهم يشكون ظلم العباد الى الله الواحد الأحد. #الصرخي الحسني 18/12/2015 6/ ربيع الاول/ 1437ه http://s01.arab.sh/i/00057/dnj5ocrbi86u.jpg فهل سيكون هذا التحالف بمستوى التحديات وَفق الواقع الذي تشهدهُ المنطقة بكل ثقلها من دول أقليمية وعالمية وهل لهذا التحالف القوة أن يكون سوراً مانعاً ضد أطماع كل من يريد بِأُمتنا الشر نسأل الله أن يُكتَب له النجاح وأن يكون بارقة أمل التي طالما حلم بها الشعب العربي .. ___________ حسن آل داغر ________