لا أعلم لماذا يعتقد معتنقي الفكر العلماني أنهم بالقضاء على الإخوان والسلفيين بأي وسيله تقصيهم عن الحياة السياسية أنهم سيقضوا على مبدأ إرتباط الإسلام بالدولة . وتحويله من دستور ينظم شئون الفرد والمجتمعات . إلى دين عاجز لا يخرج عن أعتاب المساجد .ويختزل في بعض العبادات, . لا أعلم لماذا لا يدركوا الحقيقة ويعيشوا في وهمهم ولا يزالون يقرءون كتب القرن السابع من تاريخ أوربا ويؤمنوا بنظرياتها أكثر من القرءان , ألا يفهموا حتى لو أمن الإخوان والسلف بالعلمانيه فلن يؤثر ذلك على الإسلام وسيبقى أهله مطالبين بحكم شريعته ما دام موجود القرءان . ألا يدركوا إن الإسلام اكبر من أن يختزل في جماعه أو شخص قد تتغير آراءه أو يفنى مع مرور الأيام , ألا يفهموا أن الإسلام بمنهجه الواضح محفور في قلوب المسلمين وأننا لازلنا نرتل القرآن , ونقرأ كل يوم أكثر من ستمائة أيه فيه تنظم شئون الفرد والمجتمع و تأمرنا بالحكم بما أنزل الله , ألا يفهموا أن الإسلام حكم بشريعته جميع الرسل والأنبياء بمختلف قوانينها , التى تعددت على حسب اختلاف المجتمعات والزمان . قال الله تعالى , (( شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ )) إن الاسلام دين ودوله ولا يمكن جعله البته علاقة فرديه خاصة , والدولة فيه تخدم على سواء أمرين مهمين , الرسالة التي تمثلها والأمة التي تحملها وهى خدمه منزهه عن الإثره والاستعلاء , تساندها شورى صحيحة لا مزوره , وضمانات لحقوق الإنسان تحميه من كل ضروب الظلم والطغيان , ألا يتعلموا من تاريخ الإسلام انه سيظل جوهره وشريعته وتاريخه مشرقا شامخا واضحا لأجياله , مهما تكالبت عليه الفتن أو أراد البعض اختزاله في أوهامه وبعض النظريات , إننا نحن المسلمون سنسأل عن كل كلمه في النور والرسالة التي نحملها للعالم أجمع , وهى واضحة لنا لا تحتاج لفلسفه فارغة من أصحاب النظرية العلمانية , سئمنا من تكرارها والرد عليها وتفنيدها على مدار قرونا , ولكنهم لا يزالون يصمون أذانهم ويقلدون غيرهم ويعبدون نظرياتهم , بل والأدهى من ذلك أنهم يظهروا أنفسهم بمظهر الخائفون على نقاء الإسلام وحفظه من التلوث بالسياسة والأخطاء , ويتجاهلوا أن الإسلام عاش 14 قرن يحكم الدولة ويمارس السياسة , وظل منهجه مشرقا لا يلوثه أخطاء او فساد معتنقيه , أو من حكموا به , ولكن حجتهم تشبه من يقول إن الصلاة تدعو للكسل و ليست جزءا من الاسلام لانه رأى شخصا ينام كلما أدى الصلاة فتغاضى عن سوء التطبيق والصق التهمة بالإسلام وكم من كلام قد تضمن حكمةً ... نال الكساد بسوق من لا يفهم وإن عناء أن تفهم جاهلا ... فيحسب جهلا أنه منك أفهم ولكن عليناّ نحت القوافي من معادنها ... . وما علينا إذا لم تفهم البقر إن الإسلام الذي نؤمن به ونعمل له يرفع شأن الوطن ويضمن لكل فرد يعيش فيه تحت سمائه بحياة زاخرة بالبر والعدالة والمساواة وان اختلفت الملل وتباينت النحل إن ديننا هذا الذي نفتديه بكل ما نحب ولا نبيعه بملك المشرق والمغرب له سياسة تشريعيه نؤمن بها ونحترمها ولا نتعدى حدودها وسياسة اقتصاديه الكل شهد لها و افتخر بها وسياسة عالميه أشرقت الأرض بعد ظلامها وله في البيت والأسرة والشارع سياسيه اجتماعيه نوقرها ولا نتخلى عنها . ومن السفالة أن يطالبنا مخلوق بتعطيل هذه التعليمات جميعا بإسم العلمانية أو تحت أى مسمى لأنه معنى ذلك يطالبنا بحرق القرءان إن التدين مفتاح الشخصية المصرية! فإذا وجدت هذه النفس الطيبة متنفسها العميق في الإسلام من حيث إنه عقيدة ٬ وسياجها المتين في الإسلام من حيث إنه نظام. وإذا وجد الإسلام من هذه الأمة الطيبة أفئدة تهوى إليه وتنفذ تعاليمه وتحقق أهدافه. فانتظر نهضة ناجحة ومستقبلا مشرفا وخيرا غزيرا ٬ لا لمصر وحدها ولا للعروبة وحدها ٬ ولكن للعالم أجمع