نحن بصدد الانتخابات البرلمانية المؤجلة وأحب أن أنوه إلى أن مقالي ليس مقصوداً به شخصاً بعينه وإنما أتحدث فيه عن موقع رجل البرلمان وأتحرى فيه صالح البلاد والعباد ومن يفهم غير ذلك فهو وحده مسؤول عما يفهم قاطعوا النواب القدامى والفلول ، احذروا أن تضيعوا الفرصة واصفعوهم على وجوههم ، حذروا الناس من كذبهم ، ووعوا الشباب بحيلهم ، خاطبوا الناس بالمنطق ، واسألوهم ماذا قدموا لكم ؟ بماذا نفعوا البلاد ؟ وماذا قدموا للعباد ؟! هكذا تجد دعوتكم لمقاطعتهم طريقها ، ويقتنع بها من تدعونهم ، دعكم من الخطاب بالعصبية والقبلية ، فهو خطاب يثير النعرات ، ويفسد العلاقات . اشرحوا للكبار ، وعظوا الصغار ، وضحوا الأمور للنساء ، واطرحوها في المجالس والمقاهي ، حتى يعلم القاصي والداني أنكم لستم بلهاء ، وأن شعب هذه البلاد من الأذكياء النبهاء ، فهم يحققون غايتهم ، ويخرجون لكم ألسنتهم ، يتباهون بالمنصب ، وينسون أو يتناسون أنكم كنتم المطية والمركب . اليوم يستجدون أصواتكم ، ويشحذون رضاكم وعطفكم ، وغدا تقفون على أبوابهم لن يعيروكم انتباههم ، انظروا إلى طرقاتكم ، وتفقدوا مستشفياتكم ، ودور العلم ، والزراعة ،، والصناعة ، والثقافة حدث ولا حرج كثير من المؤسسات مهملة وبعضها معطلة وأخرى معدمة . قاطعوا القدامى تماماً ، وانظروا في الوجوه الجديدة ، اختاروا منها من تتوسمون فيه خدمة الناس عن حب واقتناع ، راجعوا تاريخه وارصدوا مواقفه ولا يغرنكم أن يظهر بعضهم بمظهر رجل الخير وهو ليس في قلبه للخير مكان ، لا تختاروا " عبده مشتاق " ، واختاروا الرجل الكفء القدير ، صاحب الشخصية القويمة ، والقدرة المادية والمالية ، والذي يسعى بين الناس بالإصلاح في كل وقت وحين ، وليس فقط وقت الهوجة الانتخابية انظروا من داوم على عمل الخير منهم ، وتواجد بين الناس عقب توقف الحملة الانتخابية السابقة أغلب ظني أنهم قليلون وهم بأصواتكم جديرين اختاروا منهم ، ولا يغرنكم المهرجانات وامتلاء السرادقات والدواوين في المؤتمرات فهي ليست بمقياس والعبرة بصناديق الأصوات. واحذروا في خضم هذا المهرجان أن تخسروا اصدقائكم أو أن تسيئوا لجيرانكم أو اقربائكم ، فالانتخابات ما هي إلا مدة من الزمن قصيرة وتزول ، ولكن ربما تترك في النفوس جراح غائرة لا تندمل ...... والله الموفق لما فيه الخير والسداد . بقلم : عصام الشاذلي