لا يخفى على العالم بأسره ما يعيشه النازحون الذين تعرضوا إلى أبشع الجرائم الوحشية و أقسى المعاملات اللا إنسانية من قبل مختلف الجهات الحكومية و الدينية و مليشياتهما المرتزقة حتى ذاقوا الأمرين من تلك القيادات الدينية و السياسية التي جعلت النازحين كالمغتربين في أوطانهم فما أصعب ما يعانيه المرء عندما يشعر بالغربة وهو يعيش في قلب بلده فباتت تلك الملامح تعلو وجوه النازحين الذين أصبحوا زاداً للكثير من الويلات و المآسي التي تتفاقم يومياً في ظل غياب الدعم الحكومي لهم بكافة أشكاله بالإضافة إلى ذلك نجد أن مرجعية السيستاني لم تكترث لمعاناة النازحين من انعدام ابسط مقومات الحياة بالرغم مما تمتلكه من أموال و خزائن العتبات الدينية في العراق فلم تقدم لهم ما يسد رمقهم بل لم يصدر منها أي موقف إنساني مع النازحين والتي عملت على تهجير الآلاف من العوائل النازحة من مدنها بفعل مليشياتها المجرمة و ما ألحقته من سرقات و أعمال تخريبية لممتلكاتهم و إزهاق لأرواحهم فضلاً عن فتواها الطائفية التي منعت تسليحهم وكذلك لم توافق على قيامهم بتسليح أنفسهم متذرعة و متهمة إياهم بالخيانة و العمالة و البعثية والإرهاب وهذا ما يخالف منهج رجل الدين علي ابن ابي طالب (عليه السلام) الذي كان يحارب الفاسدين و يقف عوناً للفقراء و المساكين فيشبع الجائع و يعطي السائل مهما كان انتمائه الديني فالعدل و المساواة هو ديدن علي بينما السيستاني لم ولم يعمل بهذا المنهاج وهذا ما يثبت أن السيستاني لا يمثل منهاج علي في حين أن مرجعية الصرخي الحسني بالرغم من عدم امتلاكها المال و الوزارات الحكومية ولا ممثل لها في الحكومات المركزية و المحلية و لا قادة أثرياء عندها وكذلك ليس لديها عتبات تهيمن عليها وعلى وإرادتها بل تعتمد على ما يدر عليها من تبرعات أنصارها إلا أن ذلك لم يثني عزمها ولم يقلل من دعمها لأهلنا النازحين الذين أصبحوا في ضمير المرجع الصرخي الحسني ومن أولويات اهتماماته فنرى بياناته التي طالب فيها بضرورة حل مشاكل و إنهاء مآسي النازحين و الاهتمام بشؤونهم و حمايتهم من الإجرام المليشياوي فقد تكررت تلك المواقف النبيلة للمرجع الصرخي في أكثر من مناسبة في زمن انعدمت فيه إنسانية حكومة العراق ومرجعية السيستاني المتحكمة بأموال العتبات المقدسة وما بيانه الموسوم (الكهرباء أو الأطفال والنساء والدماء!!) الذي طالب فيه المتظاهرين بضرورة أن يكون خروجهم من اجل النازحين بقوله : ((أن تخرُجوا من أجلِ إخوانِكم وأهلِيكُم وأطفالِكم ونسائِكم وشيوخِكم وأعراضكم النازحين المهجَّرين الذين سكنوا العراء ، والسعيد منهم من يحصل على خيمة ممزقة يحتمي بها ، تحرقُهم حرارة الشمس ولهيب الحر ويلسعُهم ويقرصُهم ويجمّدهم زمهرير البرد وهم عُطاشى جياع مرضى في رُعْبٍ وذلٍّ وَهَوانٍ ومنذ سنوات لا أملَ لهم في النجاة بل لا أملَ لهم في الحياة ، عشراتٌ بل مئاتٌ منهم من الأطفال والنساء والشيوخ ماتوا من لهيب الحرِّ ، ومِثْلُهُم ماتوا تحت قساوةِ البرد)) ومن الجدير بالذكر الزيارات المتكررة لوفود مرجعية الصرخي الحسني لمخيمات و مواقع أهلنا النازحين جاءت لتترجم مواقف المرجع العراقي العربي السيد الصرخي إلى فعل ونتيجة بعد قيام وفود رسمية من مكاتب مرجعيته لتزور وتتفقد النازحين في مخيماتهم http://al-hasany.com/vb/showthread.php?p=1049005012 بقلم //حسن حمزة