يمثل منزل زينب خاتون الاثر رقم 77 ويقع عند تقاطع زقاق العينى مع شارع الازهر ، وهو بالتحديد يقع خلف جامع الازهر . يرى علماء الاثار الفرنسيين أن هذا المنزل الباقى الآن قد بنى فى أواخر العصر المملوكى . كما تشير وثيقة وقف الغورى علي يد الأميرة “شقراء هانم” حفيدة السلطان الناصر حسن بن قلاوون، أحد سلاطين المماليك عام 1486 وظل هذا المنزل ملكها حتى عام 1517 ومع دخول العثمانيين لمصر، تعاقب الوافدون الجدد على سكن المنزل، وأضفوا لمساتهم عليه حتى أشتراه الأمير “الشريف حمزة الخربوطلي” لزوجته “زينب” بعد زواجه منها،قبل أن يضم إلى وزارة الأوقاف المصرية والتي قامت بتأجيره للعديد من الشخصيات كان آخرهم قائد عسكري بريطاني إبان فترة الاحتلال البريطاني لمصر. تعد زينب خاتون هي إحدى خادمات محمد بك الألفي أحد أكبر أمراء المماليك.في مصر. و الذي إتخذ نابليون بونابرت عند مجيئ الحملة الفرنسية على مصر،من قصر الألفي مقرًا لإقامته. وعندما اعتق محمد بك الالفي زينب و حررها تزوجت أميراً يدعى "الشريف حمزة الخربوطلي". ولأن زينب تزوجت أميراً فقد أصبحت أميرة مثله بل وأضيف لقباً إلى اسمها وهو خاتون أي المرأة الشريفة الجليلة، لذا أصبح اسمها زينب خاتون. رغم ما يشاع من أن المرأة في العصرين المملوكي والعثماني عُزلت وراء المشربيات واقتصر دورها في إطار عالم الجواري والحريم. لكن زينب خاتون أثبتت عكس ذلك ؛ ففي عام 1798، جاءت الحملة الفرنسية إلى مصر وبدأ نضال المصريين ضد الاحتلال الأجنبي. وشاركت زينب خاتون في هذا النضال فكانت تؤوي الفدائيين والجرحى الذين يلجأون إلى البيت عندما يطاردهم الفرنسيون؛ وقد عثر في البيت على سبع وعشرين جثة دفنت في سرداب تحت الأرض، يعتقد أنها جثث الجرحى التي كانت زينب خاتون تؤويهم داخل بيتها.وإذا كانت قصة حياة زينب خاتون تكشف لنا ملمحا مهمًا عن حياة هذه السيدة، فإن البيت نفسه وما يشتمل عليه من قاعات وأنماط هندسية يكشف لنا عن سمات العمارة المملوكية وما تحمله من رؤية . يعد المنزل نموذجًا فريدآ للعمارةالمملوكية في القاهرة الإسلامية. فمدخل البيت صمم بحيث لا يمكن للضيف رؤية من بالداخل وهو ما أطلق عليه في العمارة الإسلامية «المدخل المنكس» الذي يفتح عليحوش كبير يحيط بأركان البيت الأربعة وهو ما اصطلح على تسميته في العمارة الإسلامية ب "صحن البيت"، حيث يضمن بذلك وصول الضوء والهواء لواجهات البيت وما تحويه من حجرات. كما ان جميع جدران وأسقف غرف الطابق الأول مغطاة بالنقوش الإسلامية. بينما يوجد في الطابق الثاني نافذتان جميلتان تتسمان بطابع العمارة الإسلامية ومزخرفتان بأشكال نباتية ذات طابع إسلامي. يحتوي المنزل في الطابق الثالث علي غرفة ولادة الاميرة التي تتميز بالزجاج الملون الذي يضيء الغرفة بألوان مختلفة حين يسقط ضوء الشمس عليه. وعلى الجانب الأيسر من الحجرة، يوجد باب يؤدي إلى «صندلة»،تشتمل على سرير علوي كانت تمكث فيه السيدة بعد الولادة. فبعد أن تلد السيدة، كانت تصعد إلى الصندلة ولا تترك الغرفة إلا بعد مرور أربعين يومًا. ولذلك حكمة طبية وهي أن مناعة الطفل تكون ضعيفة في الأربعين يوما الأولى. ولذا كانت الصندلة تعمل على عزل الجنين والأم عن أي مسببات قد تضر بصحة أي منهما. هذا ولقد أصبح هذا المكان بوتقة من الثقافة تضم تحت قبتها عددًا كبيرًا من الأحداث والعروض الثقافية، وعلى الأخص في شهر رمضان المعظم. كم انتي ساحره ايتها القاهرة القديمة .