شاء لى القدر فى نوفمبر 2011 أن أسافر إلى دولة ماليزيا ومنذ وصولى إلى مطار العاصمة كوالالمبور لم أفكر إلا فى شيئاً واحد .. كيف أستطاعوا الماليزيون بعد سنوات التعثر المريرة الخروج من أسر التخلف والدخول إلى عالم التقدم والرقى؟ فمعرفتى بأدق التفاصيل فى هذا الشأن لم تأتى إلا بمعايشتى لإجواء هذا البلد وطبيعة مواطنيه , فقد أستطاعت دولة ماليزيا بدفعها لعجلة التنمية القضاء على الجهل والفقر والمرض كما أن للشعب الماليزى طبيعة خاصة فهو يتمتع بثقافة عالية تؤهله للتواصل مع الأخرين فى أى وقت ولهذا فمن أكثر الأيجابيات التى شاهدتها فى هذا المجتمع المتحضر أهتمام السلطة بالمواطن وإشراكه فى النقاش الدائر حول القضايا الأقتصادية الأمر الذى يجعله يتأكد كمواطن بأنه المستهدف من عملية التنمية . كما تقوم هذه الدولة بتوفير الخدمات الصحية ذات الجودة العالية وبيئة صحية متطورة وتدعم بقوة كل المشروعات القائمة على الأبتكار والبحث العلمى والتطوير الصناعى ولذلك أصبحت ماليزيا الدولة الصناعية الأولى فى العالم الأسلامى . ومما لا شك فيه أن نجاح الدولة الماليزية فى العبور إلى بر الأمان وجعلها من الدول المتقدمة يعود إلى إتقانها تطبيق الأسلوب الأسلامى الصحيح والسليم فى ممارسة مختلف الأنشطة الأقتصادية مع عدم تخليها عن دورها الإشرافى والرقابى عليها . منذ عامين قرأت خبراً فى أحدى الصحف القومية المصرية كان مضمونه أن المسئولين لدينا أرسلوا وفداً إلى دولة ماليزيا لدراسة وبحث مشروعات النقل هناك ومن ضمن هذه المشروعات ( المونوريل ) أو القطار الطائر كما يسمى وهذا المشروع العملاق الذى رأيته بعينى فى ماليزيا أحد الحلول العصرية للقضاء على الأزدحام المرورى الذى يعانى منه مجتمعنا المصرى , ومنذ سفر الوفد حتى الان لم نسمع أى تقارير فى هذا الشأن مما يجعلنا نتساءل .. هل سفر الوفد كان من أجل مصلحة الوطن أم للأحتفال بالتجربة الماليزية ؟