مستشار/ أحمد عبده ماهر كنتيجة حتمية لتقديمهم فقه الرواية على فقه الآية، فإنهم يرون أنه لن يدخل أحدنا الجنة بعمله ولكن يدخلها برحمة الله، وما ذلك إلا لأحاديث وردت بالبخاري [ الكتاب الصنم والوثن الذي يتعبدون به الله] والذي ورد به بباب ننهي تمني المريض الموت بالحديث رقم [ 5349 ] أن أبا هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لن يدخل أحدا عمله الجنة قالوا ولا أنت يا رسول الله قال لا ولا أنا إلا أن يتغمدني الله بفضل ورحمة فسددوا وقاربوا ولا يتمنين أحدكم الموت إما محسنا فلعله أن يزداد خيرا وأما مسيئا فلعله أن يستعتب نعم جميعنا مرجون لأمر الله ونبذل قصارى جهدنا لنصل لرضوانه، لكنه سبحانه وتعالى لم يجعل دخول الجنة ضربة حظ، وإنما وضع قانونا لدخولها، فجعل مصير الإنسان بالآخرة الآخرة مُتوقّفاً على عملِه في الدنيا...وجعل رحمته في الدنيا لمن يتبع السيئة بالحسنة ولمن يستغفر ولمن يتوب، وجعل الجزاء يوم القيامة .. فيقولُ تعالى : 1- ( هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) (سورة النمل الآية90 ) 2- ( وَلا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) (سورة يس الآية 54 ) 3- ( وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) (سورة الصافات الآية 39 ) 4- ( الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) (سورة الجاثية الآية 28 ) 5- ( إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) ( سورة الطور الآية 16 ) إلا انهم يصرون على اتباع مدسوسات الروايات المنسوبة زورا لسيد الأولين، لا لشيء إلا لأنها وردت بكتب الصحاح التي يقدسونها بل ويقدمون أحكامها على حكم القرءان الواضح الجلي. فها هو الله يقول في قرءان نتلوه دون تدبر قائلا: 1- {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى }سورة النجم الآية 31. 2- {لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ}سورة الزمر الآية 35. 3- {لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}سورة النور الآية 38. 4- {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزيدُهُم مِّن فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنكَفُواْ وَاسْتَكْبَرُواْ فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً أَلُيماً وَلاَ يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً}سورة النساء الأية173. 5- { وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى{39} وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى{40} ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى{41} سورة النجم الآية 39و40و41 6- {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ{73} وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ{74}سورة الزمر الآيات 73،74. 7- {وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيراً }سورة النساء الآية124 . 8- {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}سورة النحل الآية97. 9- {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَاباً مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ }سورة آل عمران الآية 195 . 10- {فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }سورة يس الأية54. فهل بعد كل هذه الآيات نكفر بها ونتبع فهم من قالوا بأننا ندخل الجنة برحمة الله وأنه لا يدخلك عملك الجنة إنما تدخل برحمة الله ليقوضوا قيمة العمل، وليجعلوا دخول الجنة بضربة حظ في ركيعات يركعونها بشهر رمضان، أو إبان الحج لبيت الله الحرام، أو بصيام يوم عاشوراء. ولعلك تجد الواحد منهم يكرر دعاءا بعينه أو تسبيحه بعينها وهو يعتقد بأنها هي ملاذه ليدخل الجنة وكأنه توصل لاكتشاف لم يصل إليه أحد. وتجدهم يتلمسون لفهمهم أدلة من الضلال ليقنعوا الناس، فيحاسبونهم قائلين أين شكر نعمة البصر، وأين شكر نعمة السمع,...و,.و...,، وكأن الله سيحاسبنا على نعمة الهضم، وإفرازات الغدد الصماء، ولست أدري هل ستتم محاسبة الأصم الذي لم يعلم بالإسلام؟. إن السمع والبصر والفؤاد أدوات يمنحها لله للناس ليكلفهم بالدين وبغيرها لا تكون مكلفا فلا تسأل مجنونا أين شكر نعمة البصر ولا السمع، وليس شكر هذه النعم إلا استخدامها في طاعة الله فذلك شكرها لكن للمخبولين مقامات أخرى.....أعتقد قليلا من العقل قد يفيد. فاتركوا الكفر العملي بآيات الله وقوموا بتوديعه وكفانا ضياعا أجيالا وراء أجيال....فنحن أصبحنا نعبد الله بالسنة المدونة بشريا والمظنونة السند والمتن، ونترك كلمات الله وآياته القطعية الثبوت عن الله الخالق بل ونتصادم اعتقاديا معها ولا يهمنا إن خالفناها طالما كنا في أنفاق الحديث النبوي الذي تم إضلالنا بغالبية مدوناته. --------------------------------------- مستشار/أحمد عبده ماهر محام بالنقض ومحكم دولي وكاتب وباحث إسلامي