م. محمد رجب عبدالرحمن انبرى الكاتب الموقر / حمد رزق للهجوم على فتوى تسقيط البنطال التى تُنسب لى بدون تثبت او رجوع لتحرير وحقيقة المسألة من صاحب قولها او من الاراء الفقهية حول مباحث المسألة , من حيث الاختلاف على حكم لبس البنطال وشروط الملبس عند الرجل والحجاب عند المرأة ,,, اذ ان الحكم على شئ فرع عن تصوره طبقا للقواعد الفقهية والاصولية المعلومة كذلك البت فى مسألة ينبغى توافر شرطين لها الاول فهم الواقع والثانى فهم الواجب فى الواقع , وبالتالى ما ذهب اليه الاستاذ رزق فى هذه المسألة يعد تصيد لا يفيد فضلا عن انه لو ثبت خطأ المسألة فان معالجة الخطأ لا تكون بالتحقير ولا الاستهزاء وانما سبل العلاج لابد ان تصلح فى وسائلها وهى فى طريق اصلاح الغايات , فان كنت تريد الحق غاية فلا تنحدر عن الحق وسيلة ... الامر الذى شغل السيد رزق وجعله ينبرى للزود عنه هو حكم تسقيط البنطال , فهاجم السلف الصالح والسلفية المعاصرة بدعوى انه يهاجم شخصى ويبت برأيه فى مسألة , وهيهات هيهات ان ينال احد من المنهج المصفى والطريق المستقيم القويم آلا وهو منهج السلف الصالح حتى وان كان المحارب ممن ينتسب لهذا المنهج , اذ لو كان الاعتقاد السلفى حزبا نازيا او امبيريالية امريكية او حزب غربى او شرقى او حتى ماسونية تحكم العالم الان لكان من المتوقع انهياره فى زمن من الازمان او مكان من الاماكن حتما لا ريب لكن ما ربما يجهله الاستاذ رزق هو ان المنهج السلفى ليس كذلك وانما هو منهج يتعبد به الناس لرب العالمين فبقاؤه ما بقيت دنيا الرحمن ... وكان الجواب يدور فى نقاش مع الموقر ا/ احمد الجدى الصحفى بجريدة فيتو وكان على النحو الاتى من حيث المعنى , ان لبس البنطال صارت مسألة ضرورية وعارضة , وقد اختلف اهل العلم من قبل على حكم لبس البنطال كالشيخ الالبانى فى فتواه المعروفة " لبس البنطلون فيه آفتان اثنتان" الأولى: أنها تحجّم العورة، وبخاصة بالنسبة للمصلين الذين لا يلبسون اللباس الطويل الذي يستر ما يحجمه البنطلون من العورة من الإليتين، بل وما بينهما في السجدتين، وهذا أمر مشاهد مع الأسف لا سيما في صلاة الجماعة، حيث يسجد الإنسان فيجد أمامه رجلاً (مبنطلاً) -إن صح التعبير- فيجد هناك الفلقتين من الفخذين، بل وقد يجد بينهما ما هو أسوأ من ذلك، فهذه الآفة الأولى أن البنطلون يحجّم العورة، ولا يجوز للرجل فضلاً عن المرأة أن يلبس أو تلبس من اللباس ما يحجم عورته أو عورتها، وهذا مما فصلت القول فيه في كتاب حجاب المرأة المسلمة . والآفة الأخرى: أنها من لباس الكفار، ولم يكن لباس البنطلون أبداً يوماً ما في كل هذه القرون الطويلة في لباس المسلمين، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: ( بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذل والصغار على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم )، وجاء في صحيح مسلم : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء إليه رجل فسلم عليه، فقال له: هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها ) ولذلك فيجب على كل مسلم ابتلي بلباس البنطلون لأمر ما أن يتخذ من فوقه جاكيتاً طويلاً، أشبه بما يلبسه بعض إخواننا الباكستانيين أو الهنود، من القميص الطويل الذي يصل إلى الركبتين، هذا في الواقع مما يخفف من تحجيم البنطلون لعورة المسلم . سلسلة الهدى والنور شريط رقم 6 وشريط رقم 82 ،راجع أيضاً : السلسلة الصحيحة(6 / 405) ،و تمام المنة (ص 160) . فيما اعتبر العلماء أقل حد لأخذ الزينة هو ستر العورة ، ولذلك نصوا على أن ستر العورة شرط من شروط صحة الصلاة ، فلا تصح الصلاة مع كشف العورة . ومقتضى قولهم : " ستر العورة " أن الواجب هو ستر العورة ، وأنه مهما حصل الستر صحت الصلاة ، ولو كان الثوب ضيقاً يحدد العورة . وهذا ما نص عليه العلماء من المذاهب الفقهية من هذا وذاك بعد الاتفاق على اباحة لبس البنطال كونه مسألة سائغة الخلاف فكان تسقيط البنطال بين انحراف الفكر وكيد الاعداء وبين السنة النبوية والغزو الفكرى الغربى , ومنها قلت صار الأمر إجباريا في مسألة تسقيط البنطلون لأن العرف في الموضة الآن جعل تصميمات الأزياء بهذا الحجم والسعة، ولذلك ينبغى أن لا يكون تسقيط البنطلون إلى حد بيان العورة أو الظهر ولا يكون مجسما للعورة". وازيد توضيحا ان المقصود كذلك هو عدم التشبه بالكفار ولا الشواذ الى غير ذلك وانما عدم تجسد العورة ولا اظهارها فى الوقت ذاته لا يكون اسبالا محرما لانه يحرم إسبال الثياب لحديث أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم قلت: من هم يا رسول الله خابوا وخسروا؟ فأعاد ثلاثاً. قلت من هم خابوا وخسروا؟ قال: "المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب أو الفاجر" رواه مسلم. وفي البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أسفل من الكعبين من الإزار في النار" ولأبي داود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه: "إزرة المسلم إلى نصف الساق ولا حرج أو لا جناح فيما بينه وبين الكعبين وما كان أسفل من الكعبين فهو في النار". والكعبان هما العظمان الناتئان على جانبي الرجل، قاله أبوعبيد وغيره. فالخلاصة ان تسقيط البنطال فيما اقصده هو عدم تحجّم العورة ولا اسبال الثوب , اذ لا فُتية لمثلى انما هو مبحث قصير فيه الخطأ والصواب. حملة دافع للدفاع عن العلماء