الوساطة داء تعاني منه الدولة المصرية في كافة مرافقها ومن أكبر أسباب الخراب لأن الأمر يُسند لغير أهله , وإنها والله من علامات الساعة , فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ضُيِّعَتْ الْأَمَانَةُ فَانْتَظِرْ السَّاعَةَ قَالَ كَيْفَ إِضَاعَتُهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِذَا أُسْنِدَ الْأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرْ السَّاعَةَ ) رواه البخاري. من المؤسسات التي تعتمد على الوساطة بصورة خطيرة وزارة التربية والتعليم , فهم يسيرون وفق المثل الشعبي :- ( مَن له ظهر لا يُضرب على بطنه ) وهذا المثل يتم تطبيقه في اختيار القيادات بالمحافظات , ومن يتولى إدارة الإدارات التعليمية والمراكز التعليمة والتطوير الخاضعة للوزارة بل أن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد بل أن المعلمين يتم نقلهم من إدارة لأخرى أو من مدرسة لأخرى على أساس هذا المبدأ , بل مازال لرجال الحزب الوطني تأثيرهم تغيير مجرى الأمور - لا حول ولا قوة إلا بالله - وفق هذا المبدأ تم تفريغ مدارس القرى من المعلمين وكبس مدارس المدن بالمعلمين كما عندنا في مدينة طنطا فهناك مدارس تجد المدرسين يجلسون في فناء المدرسة بلا جدول وإن أخذوا جدولاً يكون به عدد قليل من الحصص بل أن عدد وكلاء المدرسة يتعدون عدد المعلمين بها , بينما المدارس بالقرى المحيطة بنفس المدينة يعانون من عجز صارخ في جميع المواد فلا يوجد عدد كافٍ من المعلمين , وحين يجأر أحدهم بالشكوى يرد عليه :- باللغة العامية :- شوف وسطة وننقلك لو عاوز للمدينة أو لا نستطيع أن نحرك أحد من المدينة فكلهم له ظهر بل يتم تهديده أنهم سيلقى جزاء كلامه , وعندما تقدم التوجيهات الحل:- تقوم بانتداب عدد من المدرسين إلى تلك المدارس ثم تبدأ لعبة (الاستغماية ) يتم نقل بعد فترة قصيرة وتبقى الفصول دون معلمين فيتم الشكوى فيأتون بغيرهم وفي يدهم خطاب النقل بعد فترة قصيرة وهكذا . فما ذنب المعلمين في القرى الذين يُرد عليهم بأن قراكم بعيدة على المدرسين في المدينة , فأبعد قرية تابعة لمدينة طنطا تبعد عنها أربعين دقيقة موصلات – فهل معنى ذلك أن نعطي المعلمين فوق رؤوسهم فمعظمهم يحمل بجانب حصصه عمل الوكلاء لعدم توفر وكلاء بالمدارس وأعتقد أن هذا مثل لما يسود مصر كلها , فمتى يرحمنا الله من تلك القيادات التي لا تعرف التقوى ولا تعرف لها رب إلا الوساطة والمحسوبية والله أعلم بغيرها من الوسائل . وندعو الله أن تختفي مقولة :- [ الكوسة بتطرح في يوم والبمية بتطرح في سنة]