بمعنى أنه كيفما يكون الشعب وأفراده تكون الحكومات الممثلة لتلك الدول فالحكومات التي تقبل الإهانة والذل ستجد أن شعوبها ذليلة ومهانة ، وربما يقول قائل أن الحكام هم من يذلون شعوبهم ، ربما يكون ذلك حقيقياً في ظاهره لكن في الأصل هؤلاء الحكام من نفس تلك الشعوب وليسوا مستوردين من الخارج ولا معارين ، فهم يعبرون عن طبيعة تلك الشعوب التي هم من أبنائها . ولو سلمنا جدلاً وهذا غير صحيح في رأيي أن الحكام هم من يسعون لإذلال شعوبهم وإهانتها في تلك الدول . لماذا إذن يسلم أبناء تلك الشعوب ويرضخون لما يراد بهم من قبل حكامهم ....!! لا يرضى بالذل والإهانة سوى من كان ذلك طبعه وتلك سجيته أما الشعوب الحرة فلا تقبل الضيم وتقاوم الظلم والجور وتجبر حكامها على احترامها وتعيد الشارد منهم إلى جادة الصواب . ولو أن الأمر كذلك لماذا يرضى هؤلاء الحكام بإذلال الدول الكبرى لهم إن لم تكن تلك طباعهم التي هي طباع شعوبهم . ربما يقول قائل أنهم يخشون جبروت الدول الكبرى وقوتها وهذا كلام مردود عليه ايضاً وهو غير صحيح فهناك دول كثيرة صغيرة ولا تملك من القوة ما تستطيع به رد العدوان عليها ومع ذلك تجد تلك الدول حرة حكومة وشعباً ولا تقبل باي تطاول من أي جهة على سيادتها وكرامة أي مواطن من مواطنيها ناهيك عن كرامة الدولة . وقد شغلني هذا الأمر كثيراً ورحت أفكر فيه ملياً ولم أجد له سوى بعض الأسباب أو المبررات سمها كيفما تشاء فما أكثر اختلافنا في المسميات من تلك الأسباب أو المبررات :- أن هذه الدول تعرضت للغزو الغربي فترات طويلة من الزمن انكسرت فيها وانهزمت عسكرياً ونهبت اقتصادياً وتعرضت ثقافتها للتزييف والأخطر من ذلك هو أنها انهزمت نفسياً وراح الاستعمار الغربي ولكن ترك آثاره البغيضة التي تعاني منها تلك الدول (حكومات وشعوب)حتى يومنا هذا وستظل تعاني إلى أن تجد من يأخذ بيدها من أبنائها المخلصين الساعين بحق وجد لإعادة الهوية إليها وهذا يتطلب مجهودات جبارة في كافة المجالات وعلى الأخص مجالات التعليم والإعلام ونشر ثقافة الاعتداد بالنفس المبنية على اسس واقعية وليست مجرد افتخاراً بما حققه الأجداد منذ عصور سحيقة . وجود فئة من أبناء تلك الشعوب من ذوي المصالح والمنفعة الذاتية والذين يجدون مصلحتهم ومنفعتهم في الوضع الحالي وبقاء تلك الدول على حالها . حرص الغرب على ألا تضيع مجهوداته التي بذلها أثناء استعمار تلك الدول وما يبذله حتى وقتنا هذا وعمله بصفة مستمرة على استمرار تلك الحالة من الخنوع والخضوع التي قطعاً تخدم أهدافه ومخططاته في المنطقة ...... وللحديث تتمة .