مقال صغير نُشر فى صحيفة الوانشطن بوست الأمريكية مؤخرًا يعلن للعالم عن أنه قد حان الوقت لتفعيل الإصلاح الأمريكى فى مصر بعد 26 عامًا من حكم مبارك.. المقال لم يتوقف عنده أحد طويلا واعتبره بعض مثقفينا ومناضلى الفضائيات فى مصر مجرد مقال عادى.. والحقيقة أنه يعد انفجارًا وتتويجًا لعملية تحرك قادها اللوبى القبطى واليهودى فى قلب واشنطنوعواصم أوروبا ضد مصر وشعب مصر.. فعلى مدى الأيام الماضية شهدت الساحة الإعلامية الدولية هجومًا حقيرًا موجهًا ضد مصر شعبًا ورئيسًا تقودها هذه المنظمات وانتهت هذه الأيام بمؤتمر تدور أعماله فى شيكاغو يخطط لوسائل تفعيل عملية الإصلاح الأمريكية فى مصر رغمًا عن الشعب المصرى وكأننا فى حاجة إلى وصاية مجموعة من مرتزقة السياسة وتجّارها الذين يتاجرون بقضاياهم شخصيًا .. والواشنطن بوست معروفة بولائها ماليًا وإدارة لليهود.. وفيها يتم تخصيص صفحات للهجوم على مصر ومحاولة تعبئة الرأى العام ضدها خاصة فى الأشهر الأخيرة.. يتم دفع ملايين الدولارات من أجل نشر إعلانات موجهة ضد مصر.. والمقال المشار إليه بقلم الكاتب الأمريكى نير بومز وشاركه المصرى مايكل منير رئيس منظمة أقباط الولاياتالمتحدةالأمريكية.. والدليل الذى يؤكد أن هذا المقال يعد تتويجًا لتحركات قذرة قادها اللوبى القبطى بواشنطن فإن المنظمة التى يتولى مايكل منير رئاستها حاولت عبر تقارير ومواد إعلامية ومراسلات مع البيت الأبيض أن تقنع العالم بأن أقباط المهجر البالغ عددهم نحو مليون ونصف المليون قد فروا من مصر بسبب عمليات اضطهادهم من قبل النظام الحاكم فى مصر فى نفس الوقت الذى حاول فيه كبيرهم المُخرف والمدعو عدلى أبادير أن يطالب الشعب المصرى بالانقلاب على الرئيس مبارك بعد أن تحولت مصر إلى بيت دعارة للعرب وكأن المصريين فى حاجة إلى نصيحة شخص حقير مثل أبادير وأحد مرتزقة السياسة فى الخارج أو أن المصريين لا يعرفون مصلحة أنفسهم فيحتاجون إلى هذا المُخرف الكاذب والذى أصيب بالزهايمز والجبن فراح يطلق حقارته وأكاذيبه من مكاتب مكيفة أسفل سطح الأرض فى عواصم أوروبا وواشنطن معلنا عن تحالف شيطانى مع الدكتور سعد الدين إبراهيم مدير مركز ابن خلدون للدراسات الانمائية الذى أعلن عن هذا التحالف بدون كسوف أو خجل لممارسة ضغوط على مصر بسبب عمليات الاضطهاد المزعومة ضد الأقباط حيث يحاولون تصوير وجود عمليات ذبح منظم ضد أقباط مصر تحت رعاية الأجهزة الرسمية بالدولة وهناك عمليات اختطاف تتم لفتايات مسيحيات على يد متطرفين مسلمين لإجبارهم على الدخول فى الإسلام (يا سلام !!) .. ليس هذا فحسب بل إنهم يطالبون بإطلاق حرية العقيدة لكل المصريين (وليس الأقباط فقط) بحيث تسمح مصر بالحرية المطلقة للعقائد .. ورفع خانة الديانة من الأوراق الرسمية وتعديل كل المناهج الدراسية بحيث يتم إلغاء المواد الدينية منها وإجبار الأزهر على وقف نشر كل الكتب الإسلامية وتخصيص نسبة من الوظائف لهم ودفع تعويضات لضحايا الأقباط وتخصيص نسبة من الدوائر الانتخابية لهم وإلزام خطباء المساجد بعدم التحدث عنهم وعدم اضطهاد طلابهم خاصة فى مجال وضع الدرجات وعملية التقويم وتدريس اللغة القبطية ونشرها على نطاق واسع وأن يتم إجبار الرئيس مبارك على زيارة كنائسهم والجلوس معهم بصفة مستمرة ويريدون أيضا دخولهم الكليات الجامعية بلا قيد أو شرط فى نفس الوقت الذى يطالبون فيه بوقف تحالف النظام مع جماعة الإخوان المسلمين كما يزعمون .. هذا جزء من مطالبهم وليس كل مطالبهم.. ولو عرضت هذه المطالب على أية دولة وبالذات أمريكا لسمحت الولاياتالمتحدة لنفسها بأن تعتقل كل الذين تورطوا فى عرض هذه المطالب مثلما سمحت لنفسها بأن تعتقل الآلاف وتلقى بهم فى معتقلات سرية وسمحت لنفسها بالتنصت على كل مكالمات من تشك فى ولائهم وسمحت لنفسها بأن تجبر أجهزة الأمن الدولية وأجبرت حكومات العالم على تسليم متهمين مطلوبين لها بدعوى حماية أمنها .. أما السبب فلأن هذه المطالب تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن القضية ليست فى اضطهاد مزعوم للأقباط فى مصر بدليل أن الذى يتبنى هذه المطالب لوبى يهودى وقبطى يمكث ويتربع على عرش أمريكا.. كما أن هذه المطالب تعد تدخلاً سافرًا وقذرًا فى شئون دولة أخرى.. كما أن هذه المطالب لا يمكن تحقيقها بالمرة.. فلا يمكن تغيير المناهج أو إجبار خطباء المساجد على وقف الحديث عن الأقباط.. ولا يمكن أن تجبر رئيس أية دولة أن يجلس بصفة مستمرة مع طائفة أو أصحاب ديانة بعينها لأنه يجلس مع الكل حسبما تشاء الظروف وتقتضى الأوضاع.. كما لا يمكن أن تسمح أية دولة فى العالم بتخصيص كوتة لأية طائفة فى الانتخابات أو قبولهم بلا قيد أو شرط فى الجامعات وهو مطلب مرفوض من أى شخص مهما كان المبرر .. إن الهدف الذى يسعون إليه باختصار هو تقسيم مصر إلى دويلات وهذا هو بيت القصيد .. إن الهدف الرئيسى إشعال الحرائق فى قلب وطننا .. الهدف ممارسة ضغوط من بعض مرتزقة الأقباط فى الخارج .. لكل ذلك كان يجب أن يتحرك حزب شباب مصر من أجل التصدى على هذه الهجمة الشرسة الموجهة ضد مصر.. ويقف هو وكل الأحزاب السياسية كحائط صد دفاعًا عن الجبهة الداخلية المصرية .. اليوم لابد وأن نعلن عن خلع كل العباءات التى نرتديها.. ونلقى بها بعيدًا.. وتلقى كل أحزاب المعارضة خلافاتها جانبًا من أجل إعلان المواجهة لكى يتأكد للعالم من حولنا رفض شعب مصر لمؤامرة رخيصة تم حياكتها فى الخفاء طوال السنوات الماضية ثم لم يتورعوا عن إعلانها حاليًا .. من أجل ذلك نظّم حزب شباب مصر مؤتمرًا جماهيريًا يوم الجمعة القادمة الموافق 19 أكتوبر بمدينة السنبلاوين بالدقهلية والذى يعقد فى نادى السنبلاوين الرياضى عقب صلاة المغرب مباشرة .. كل رؤساء الأحزاب الذين تحدثنا معهم عن القضية لم يترددوا فى الحضور.. أعلنوا عن موافقتهم فورًا بلا تردد .. وحيد الأقصرى رئيس حزب مصر العربى الاشتراكى الدكتور حسام عبد الرحمن رئيس حزب الجمهورى الحر أحمد الفضالى رئيس حزب السلام الديمقراطى خالد فؤاد نائب رئيس حزب الشعب الديمقراطى حسن ترك رئيس الحزب الاتحادى الديمقراطى ونخبة أخرى من رموز الأحزاب والقوى الوطنية فى مصر .. مؤتمرنا هذا الأسبوع هو خطوة أولى نتصدى بها لكل هذه المؤامرات التى تحاك لوطننا.. وفى المؤتمر سوف نعلن عن خطوة دولية نعلن بها مواجهة المؤامرة دوليًا بعد أن نجح حزب شباب مصر فى التصدى لها إليكترونيًا على المستوى الدولى من خلال حملة كبرى منظمة يعلن فيها الجميع عن رفضهم لهذا التحرك القذر ضد مصر وقد تضامن المئات مع حملتنا ووصلتنا مئات من برقيات وخطابات ورسائل التأييد والتضامن .. الوطن اليوم فى محنة ويحتاج إلى تكاتف الجميع .. وحان الوقت الذى نؤكد فيه للعالم من حولنا عشقنا لهذا الوطن .. إنها دعوة موجهة لكل شعب مصر .. تعالوا إلى مؤتمرنا بمدينة السنبلاوين يوم الجمعة القادمة .. اعلنوا عن موقفكم سجلوا رأيكم .. أكدوا للعالم من حولنا أن مصر شعبًا وتاريخًا وحضارة ونظامًا رسميًا جزء واحد وكيان واحد ونسيج واحد ولا يمكننا أن نوافق على هذه المؤامرة التى يحاول البعض نسجها ضد مصر . جريدة شباب مصر الأسبوعية العدد 79 16اكتوبر2007 م